هي نموذج للمرأة المصرية صانعة الانتصارات.. ذات الشخصية القوية الممزوجة بالطيبة والقوة.. تشارك في استقرار وطنها.. وأظهرت قدرتها في الأعمال الدرامية كأم تربعت علي عرش هذه الأدوار.. الفنانة «هالة فاخر» التي امتعتنا بدور «أم حبيشة» في مسلسل «ابن حلال» السيدة الصعيدية القوية التي ترفض الظلم، وتصمم علي أخذ ثأر ابنها المظلوم وتؤمن «فاخر» بأن الدراما ناقد حقيقي للواقع الاجتماعي ورسالة تنويرية، وأن الوقت قد حان لمناقشة مشاكلنا، ولا ندفن رؤوسنا في التراب، وتشرح «فاخر» ل «نجوم وفنون» تأثير الصورة علي الشارع المصري وكشف المستور: هل استطاعت المرأة المصرية أن تثبت وجودها في الأعمال الدرامية؟ - المرأة المصرية في جميع الأزمنة لها وجود قوي، وتتحمل ما لا يتحمله بشر، والدراما صورة عاكسة للواقع الذي نعيشه، ونجحت الأعمال الدرامية في استخدام المرأة كنموذج مساعد ومؤثر في حل القضايا، فظهرت بصورة مشرفة، وبعض الأعمال الأخري اقتربت من نموذج نقيض، فقدمت امرأة تتحكم فيها الظروف فتجعلها تلجأ إلي مخالفة القانون. معني هذا.. إنك تؤيدين ظهور نموذج المرأة المنحرفة؟ - الدراما مرآة المجتمع وترصد ما فيه بحلوه ومره، وما يحدث في مجتمعنا يحتاج إلي مجلدات تكتب، خاصة في الأربع سنوات الماضية، وأنا أتمني تقديم المرأة المكافحة والمعيلة، والشخصيات الناجحة في المجتمع، ونشير إلي النماذج الأخري بشكل غير مباشر. ما رأيك في تقديم المؤلف حسان دهشان نموذجاً للمرأة التي باعت نفسها لشخصية خليجية من أجل المال؟ - حسان دهشان مؤلف يعيش مع الناس، و«ابن حلال» من أهم المسلسلات التي قدمت خلال شهر رمضان، والظروف هي التي وضعت «ميمي» لتتزوج عرفياً من رجل خليجي، لبخل والدها ومعاناتها مع الفقر، فحلمت أن تعيش حياة مختلفة، وهذه المشاكل موجودة في أنحاء مصر، وكم من الحكايات تحكي لفتيات تزوجت من خليجيين أكبر منهن في السن من أجل المال. لماذا رفضت كل الإغراءات المالية لبيع ضمير حبيشة.. وإنقاذه من حبل المشنقة؟ - كرامة الإنسان لا تباع ولا تشتري.. والمرأة الصعيدية معروفة بصرامتها ويطلق عليها لقب «الكبيرة» فهي شخصية قوية صارمة في قراراتها وقررت أن تقنع «حبيشة» بالدفاع عن نفسه ورفض شراء ضميره من أجل المال، وتدافع عن المظلوم حتي لو كلفها حياتها. النجوم الشباب تألقوا في الأعمال الدرامية هذا العام؟ - أشيد بالشباب لأنهم أدوا أدواراً متميزة، وحازوا علي إعجاب الجمهور، فالشباب أمل مصر وبهم نصنع المعجزات، وعلينا أن نأخذ بأيديهم ونقدمهم في جميع المجالات، وفي مسلسل «ابن حلال» أبدع المخرج إبراهيم فخري في إخراج طاقة الشباب الفنية، فأصبح كل ممثل نجماً في دوره بدءاً من الفنان محمد رمضان إلي مجموعة الفنانين في العمل. هل الأحداث التي مرت بها مصر أثرت بشكل كبير علي حالتك النفسية والعملية؟ - الأعوام الماضية كانت من أصعب السنين التي عشتها في حياتي، خاصة السنة الكبيسة التي احتل فيها الإخوان مصر، وتراجع العمل وأصبحنا في صراع وخوف، وأراد الله أن ينصرنا وتعود مصر مرة أخري علي أيدي الرئيس السيسي والجيش والشرطة والشعب المصري. يغتال الإرهاب الأبرياء.. والأعمال الفنية تتجاهل مناقشة الإرهاب وتحذير الشباب من خطورته؟ - الدراما ناقشت الإرهاب في كل أشكاله علي مدار سنوات، نظراً لاستفحال الإرهاب وانتشاره في بعض الدول العربية بمسميات مختلفة، وعلينا إنتاج برامج وأفلام ومسلسلات تقف أمام الغزو الفكري الإرهابي لحماية الشعب المصري، الذي يمثل الشباب فيه النسبة الأكبر، ولابد من تكاتف التعليم والثقافة والإعلام لمواجهة هذا الخطر، وإجبار المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة باتخاذ قرارات فورية ضد الجماعات الإرهابية لأنها لا وطن لها، وعلي الباغي تدور الدوائر. ما سر غيابك عن خشبة المسرح؟ - المسرح حياة، ويخرجني من أي هموم، ويقربني من جمهوري، ويجعلنا معاً وجهاً لوجه، لكن المشكلة في النصوص التي عرضت علّي لقراءتها لا تتماشي معي، وبدأ المسرح يزدهر ويقدم تجارب مسرحية جديدة، ومصر شهدت مهرجان المسرح القومي، وهي بداية لانطلاق مهرجانات لتنشيط الحركة المسرحية والفنية. هل تتذكرين بدايتك في المسرح؟ - لا أنسي بدايتي في المسرح القومي في عمل «حاملة القرابين» وكنت معينة هناك، وتم عمل اختبار لكل العاملين، وكنت أريد أن أمثل شخصية زوجة ماكبث، بسبب إعجابي بها، فاختارني المخرج في دور آخر، وبعدها توالت المسرحيات. ذكرياتك مع ثلاثي أضواء المسرح؟ - ذكريات جميلة، استمتعت بالعمل معهم، وتعلمت منهم، واختارني جورج سيدهم والضيف أحمد وسمير غانم، لأقوم بالتمثيل معهم في الفوازير ومسرحية «طبيخ الملايكة» و«الرجل الذي فقد عقله». لماذا لا تقدمين علي تقديم أعمال للأطفال.. علي غرار «بوجي وطمطم»؟ - فنان العرائس محمود رحمي وضع كل جهده وماله لظهور بوجي وطمطم بشكل يليق ويجذب الأطفال، وتربع علي عرش التليفزيون وحقق نجاحاً كبيراً علي مستوي مصر والوطن العربي، ومازال يحصد نسبة مشاهدة عند عرضه، فأي عمل للطفل يحتاج إمكانيات ضخمة، وأحلم أن أقدم عملاً للأطفال. هل قنوات الأطفال ليست كفيلة بسد ما يحتاجه الطفل؟ - قنوات الأطفال تقدم 80٪ من أعمالها معلبة، وكلها تحمل عادات غير عادتنا، فالبيئة العربية مليئة بالقصص التي تصلح تحويلها لأعمال للأطفال ومشكلتنا في مصر الإمكانيات، لأن المنتج يفكر مئات المرات قبل إنتاج أي عمل، إلا إذا حسب مكسبه، ويري أن أعمال الأطفال لا تحقق عائداً، وعلي الدولة إنشاء قناة للأطفال لأننا في مرحلة نحتاج أن يتعلم أطفالنا الحفاظ علي الوطن وتراثه، وبث روح الانتماء حتي نخلق جيلاً جديداً يحمل الراية من بعدنا.