يرقد الفنان الكبير «رأفت الميهى» داخل المستشفي يحاول صداقة المرض ليستطيع التعايش معه ما تبقى من العمر. «الميهي» في حالة رضا وقناعة ولكنه يشعر بآلام نفسية علي ما يدور داخل ساحة السينما، ويحاول بقدر الإمكان متابعة ما يحدث في مصر، تحدثنا مع المخرج الكبير عن نظرته للحياة من على فراش المرض ومشروع أعماله «استديو جلال» وأكاديمية الفنون. رأفت الميهى قال: الروتين الذي فرضه الجهاز الحكومى علي أجهزة السينما تسبب في مشكلات عديدة أبرزها أنه ساهم في ضياع صناعة السينما، بالإضافة إلي أنه يدفع مبالغ هائلة لشركة الصوت والضوء التابعة للحكومة مقابل تبعية استديو جلال لها، وأضاف: أمضيت حياتي في إعادة صياغة هذا الاستديو لتحويله من «خراب» إلى مكان محترم يمكن التصوير فيه. وأشار إلى أن الاستديو مغلق الآن لأنه لا يوجد أعمال يتم تصويرها، بالإضافة إلى أن قلة الإنتاج السينمائى كانت سبباً في إفلاسه لأنه يدفع أموالاً هائلة مقابل أجور الأمن وأجور الإصلاحات الشهرية والتي تزيدها شركة الصوت والضوء كل عام دون مبرر، وقال: رغم أن الاستديو لا يتم التصوير فيه كثيراً، بل علي العكس، الأمر وصل إلي حد أنه لم يتم تصوير أوردر واحد فيه منذ أكثر من عامين مع آخر حلقات مسلسل «لحظات حرجة». ومن جانب آخر، قال الميهى: جيلى من المخرجين والكتاب يعرفون تماماً قيمة السينما وأهميتها في شكل مصر أمام العالم ليست فقط في كونها تمثل دخلاً كبيراً للمجتمع ولكن لأن وجود السينما معناه وجود بلد قادر علي الإنتاج، وما حدث في صناعة السينما علي مدى ال4 سنوات الماضية يؤكد أن الجميع رفع يده عنها بمن فيهم الممثلون والمنتجون وصناع، وعجزت الحكومة عن إنقاذها، وطالب «الميهى» من فوق سرير المرض بضرورة تدخل الحكومة وتخفيض إيجارات الاستديوهات وحل أزمة الروتين الذي يتسبب في رفع قيمة الضرائب علي كل أماكن التصوير وتخفيض الجمارك علي أجهزة التصوير، واستديوهات السينما. وأضاف: أجرت استديو جلال من وزارة الثقافة منذ حوالى 15 عاماً، ودفعت أموالاً كثيرة لاستعادته واستغرقت إعادة تأهيله عامين كاملين ودفعت رواتب العاملين فيه وقتها حتي لا يضار أحدٍ من أجل إقامة استديو يليق بالفن في مصر، وأستطيع خلاله أن أقدم مكاناً نموذجيًا للتصوير السينمائى. وعن أكاديمية رأفت الميهي لفنون وتكنولوجيا السينما قال: قضيت عمري من أجل إنشاء هذه الأكاديمية وأملي الوحيد كان المساعدة على خروج مواهب في الإخراج وكتابة السيناريو، وأتمني أن تكون جهات الإنتاج قادرة علي استيعاب كل هذه المواهب، بما أننى لم أعد قادراً علي مواصلة متابعة الخريجين منها فشرف لي أن تكون آخر رسالتى هي المساعدة علي خروج هذه المواهب. وعلي صعيد آخر قال: أتمني لو أستطيع أن أوثق الفترة التي تعيشها مصر الآن في سيناريو أتحدث فيه عن الناس ومعاناتهم بعد هذه الثورات، لكن للأسف الأطباء منعونى من الكتابة منذ 3 سنوات وجلطات المخ منعتني من التفكير نهائياً ولا أستطيع أن أتحدى قدرى لكنني أحاول متابعة ما يحدث بقدر الإمكان.