لم أكن أتصور أو أتخيل أبداً أن إعلان المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، الحرب علي الفساد من خلال «الوفد» يجر علي رؤوسنا كل هذا الصداع من المافيا الفاسدة التي تريد أن تكون بوقاً لكل الأنظمة، وترفض أي إصلاح تعتزم البلاد القيام به.. في الحقيقة إن ثورة 30 «يونيو»، التي فجرت الكثير من القضايا وعرّت الكثير من الخونة في البلاد، سواء كانوا من جماعة الإخوان الارهابية، أو من فصائل أخري، تريد أن تجر مصر إلي سابق عهدها خلال فترة من الزمن تحت نير القهر والظلم والبغي.. منذ بدء نشر «الوفد» حديث المستشار «جنينة» حول الفساد الحكومي الضخم، وهناك مافيا تمارس علي الصحيفة ضغوطاً عنيفة بإرهابها فكرياً للتراجع عن نشر تفاصيل الندوة التي فتح الرجل فيها قلبه، وتحدث بوطنية بالغة وبحرص شديد علي أمن الوطن، وخوفه الشديد من إهدار المال العام في مؤسسات كثيرة.. «جنينة» لم يدع شيئاً دون أن يتحدث عنه بصفته يرأس أكبر جهاز رقابي بالبلاد، وتحت يده ملفات فساد كثيرة في مجالات مختلفة.. ومن خلال النقاش المثمر معه في الندوة التي نشرتها صحيفة «الوفد» يوم «الاثنين» الماضي كشف عن جرائم كثيرة ترتكب في حق الوطن.. ولما كان الرئيس عبدالفتاح السيسي هو من أعطي إشارة البدء في المصارحة والمكاشفة، ولديه إصرار شديد علي القضاء علي بؤر الفساد في الجهاز الإداري للدولة وخلافه، كان هو القوة التي دفعت «جنينة» لأن يعلن صراحة في «الوفد» الحرب علي الفساد وأهله. ولأن الرجل لا يحركه سوي ضميره الوطني والخوف علي مصر، دخل «عش الدبابير» متسلحاً بيقينه التام بأنه لن يتراجع أبداً عن ضرب بؤر الفساد وتخلص البلاد منها أو تطهيرها، وراحت «المافيا» الغاشمة تنعت الرجل بألفاظ وأوصاف كثيرة، كان آخرها أنه «إخواني» في محاولة لاثارة الرأي العام ضده.. وهذه عادة في كل الفاسدين علي مر العصور، أسهل شيء هو رمي الوطنيين بما هو ليس فيهم، في محاولة لتراجعهم عن مواقفهم.. وأشهد أن الرجل فتح صدره لكل الأسئلة والتي كادت تصل إلي اتهامات، ولكنه أجاب عن كل شيء بصراحة وشرح أبعاد كل شىء والمواقف والملابسات المحيطة بها دون تردد أو خجل. «المحاسبات» باعتباره أكبر جهاز رقابي، يملك «صندوقاً أسود»، وهناك فئات لا تريد للرجل أن يفتحه، لأن هناك كثيرين فاسدين سينالهم الأمر، ومن هنا كانت الحرب المضادة علي «جنينة» ومن يقترب منه.. وهذا ما حدث معي شخصياً فقد تعرضت لحملة ابتزاز شديدة وتلقيت علي هاتفي رسائل كثيرة بالتهديد ظناً من هؤلاء الفاسدين أن ذلك سيؤثر في أو زملائي في الصحيفة التي آلت علي نفسها منذ تأسيسها عام 1984، أن تكون لسان حال المواطن والمدافعة عن حقوقه، والحرب علي الفساد وأهله .. «وللحديث بقية».