لن أتحدث عن التفاصيل الآن بشأن الندوة التى استضافت فيها جريدة الوفد المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، فهذه الندوة التى قاربت الثلاث ساعات بمقر «الوفد» وأوسع الرجل صدره لكل أسئلة الزملاء بالجريدة الذين شاركوا فيها، ولم يتردد لحظة فى الرد على أى سؤال تم توجيهه له، وإنما أجاب باستفاضة بالغة دون مواربة أو تردد.. أجاب عن الأسئلة المحرجة على حد وصفنا لها قبل الأسئلة والاستفسارات الأخرى.. لقد أشعرنى الرجل أنه يحمل معاول لضرب الفساد واقتلاع جذوره، وأنه فتح على نفسه طاقة جهنم من أصحاب هذا الفساد الذين لا يريدون للرجل أن يعلنه أو ينبه له. «جنينة» رجل يؤمن تماماً بأن مصر بعد الثورتين العظيمتين في 25يناير و30 يونية، لابد من اعلان الجميع الحرب على الفساد والفاسدين واقتلاع جذورهم من المجتمع وإعمال وانفاذ القانون بشأنهم.. والرجل يؤمن بأن بناء مصر الحديثة لن يأتى بدون اقتلاع هذا الفساد ومحاكمة مرتكبيه طبقاً للقانون والدستور.. فى خلال الساعات الثلاث بجريدة «الوفد» وهى المرة الأولى التى ألتقى بها الرجل فى نقاش مطول مع زملائى بالصحيفة وعلى رأسهم صديقى وأخى مجدى سرحان رئيس التحرير، كنا كعادتنا فى «الوفد» منذ نشأتها نركز فقط على قضايا الفساد ولم يتردد «جنينة» لحظة فى الإجابة عن أى تساؤل أوتفسير طرحناه عليه.. وكشف «جنينة» عن مهازل كبرى بسبب هذا الفساد، وأشد ما أعجبنى قوله أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل حريص على انفاذ القانون وإعماله على أى مصرى دون استثناء وهو ما دفع هذا الجهاز الرقابى لأن يؤدى دوره المنوط به طبقاً للقانون والدستور. ومن بين القضايا الخطيرة التى تمت مناقشتها قضية الصناديق الخاصة التى لا يعرف احد عددها وتشبه الجزر المنعزلة داخل الدولة، والتى باتت مرتعاً وباباً واسعاً للفساد بكل أنواعه وأشكاله، وبها كم هائل من الأموال يوازى حجم الميزانية العامة للدولة، بالاضافة الى ان بعضها يتم تموبله من الموازنة بالمخالفة للدستور والقانون.. هذه القضية الخطيرة فاجأنا «جنينة» فى الندوة بأنه قدم مذكرة للمهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء لتقنين أوضاع هذه الصناديق واخضاعها لرقابة جهاز المحاسبات.. ونأمل بأسرع ما يكون اصدار مرسوم بقانون لتحقيق هذا المطلب، لمنع هذا العبث وتلك الفوضى وغول الفساد الذى تسببه هذه الصناديق، ونعلم أيضاً كما يقول «جنينة» نفسه ان الإرادة السياسية القوية للرئيس السيسى وراء انفاذ القانون والدستور، للقضاء على أى فساد فى مصر الحديثة التى وضعنا أقدامنا على اعتابها. قلنا لرئيس أكبر جهاز رقابى، ألا تخشى من هجوم ضار عليك.. قال الرجل: أتحرك من وازع ضمير وطنى وطالما اننى فى هذا المنصب لن أتردد لحظة فى الحرب على الفساد الذى لا يقل ضراوة عن الحرب على الإرهاب.. وتكفى الإرادة السياسية للرئيس الذى يصر على اقتلاع جذور الإرهاب والفساد، وانفاذ القانون على الجميع بدون استثناء. هناك الكثير من القضايا التى تم تناولها فى ندوة جريدة «الوفد» وأحاول أن أكتم وأمنع رغبتى فى طرحها حتى يتم نشر الندوة يوم «الإثنين» القادم إن شاء الله.. ويكفى أن هذا الرجل أعلن الحرب على الفساد من «بيت الأمة» قلعة الحرية والمدافع عن حقوق الشعب، والى لقاء بعد نشر الندوة إن شاء الله.