أقرت الولاياتالمتحدة بأن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) هو اخطر مجموعة ارهابية واجهتها خلال السنوات الاخيرة، وحذرت من ان الشرق الاوسط يواجه معركة طويلة الامد لالحاق الهزيمة بها، ولا يجب الاكتفاء بمحاربتها فى العراق بل فى سوريا أيضًا. واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) انه من الممكن الاطاحة بالتنظيم المتطرف اذا رفضته المجموعات السنية المحلية وتوحدت القوى الاقليمية لمحاربته ولكن بشرط الا تقتصر المعركة على العراق بل ان تمتد إلى سوريا أيضًا. ويأتى موقف مسئولى البنتاجون بأن «الدولة الاسلامية» يشكل خطرا حقيقيا بعد الاعلان عن فشل عملية عسكرية لتحرير رهائن أمريكيين من ايدى التنظيم فى سوريا خلال الصيف، بالاضافة إلى التأكيد على نية واشنطن مواصلة غاراتها الجوية فى العراق. وحذر وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل من ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بات يشكل اكبر تهديد تواجهه الولاياتالمتحدة فى السنوات الاخيرة. واضاف فى مؤتمر صحفى أن الضربات الجوية التى وجهها الطيران الامريكى قد ساعدت فى كسر شوكة تقدم مسلحى التنظيم فى العراق، ولكنهم سيعيدون تنظيم صفوفهم. وتابع بقوله «لقد تجاوزوا كونهم مجرد جماعة ارهابية، فقد زاوجوا بين الايديولوجية والاستراتيجية والقدرة القتالية وهم ممولون تمويلا جيدا جدا. انهم يمثلون ظاهرة لم نر مثيلا لها من قبل». ولم يسبق لاى مسئول فى الادارة الأمريكية ان وصف التهديد الذى يشكله التنظيم المتطرف بعبارات بمثل هذه القوة. وأكد رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارتن دمبسى على استحالة دحر الدولة الاسلامية دون مهاجمة قواعدها فى سوريا. وتابع «الدولة الاسلامية عبارة عن تنظيم يحمل نظرة استراتيجية عدمية يجب القضاء عليها». وتابع فى مؤتمر صحفى بقوله «ان سعى الجهاديين لاقامة خلافة اسلامية على مناطق شاسعة يمكن ان يحدث تغييرا جذريا فى الشرق الاوسط ويولد بيئة امنية ستهددنا بالتأكيد بطرق عدة»، وقال ديمبسى إن التنظيم لديه «رؤية استراتيجية اقرب إلى نهاية العالم سيتحتم فى نهاية المطاف هزمها»، إلا انه أكد ان الغارات التسعين التى شنها الطيران الأمريكى فى العراق منذ الثامن من الشهر الحالى ادت إلى وقف اندفاعه مقاتلى التنظيم المتطرف. وردا على سؤال حوال ما إذا كانت الحملة ضد التنظيم ستتخطى العراق، قال ديمبسى «هل من الممكن هزيمتهم من دون التعامل مع فرع التنظيم فى سوريا؟ الجواب هو لا». وتابع قائلا «يجب الهجوم على جانبى الحدود (بين العراقوسوريا) التى لم تعد موجودة. سيكون هذا ممكنا لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على الدولة الاسلامية». وتحدث عن معركة طويلة جدا لا يمكن ان تنتصر فيها الولاياتالمتحدة وحدها من دون دعم اقليمى من جهة ودعم ال20 مليون سنى المهمشين الذين يقيمون بين دمشق وبغداد. ولكن لم يعلن أى من هاجل أو دمبسى عن ادخال اى تغيير على الحملة العسكرية المحدودة التى اعلن عنها الرئيس باراك أوباما. وقالت مراسلة بى بى سى فى واشنطن برباره بليت إنه ليس من المرجح ان يوسع الرئيس اوباما تورط بلاده فى سورياوالعراق. وأضافت أن المسؤولين الامريكيين لم ينفوا احتمال قيام الولاياتالمتحدة بخطوات اضافية ضد «الدولة الاسلامية» فى العراقوسوريا. وتجرى السلطات الامريكية تحقيقا جنائيا فى مقتل فولي، وحذر وزير العدل اريك هولدر من أن الولاياتالمتحدة لها ذاكرة طويلة وانها لن تغفر لقتلته. وتبين قبل يومين أن القوات الامريكية نفذت عملية فى سوريا تهدف إلى انقاذ فولى وغيره من الرهائن الغربيين المحتجزين هناك، ولكن العملية التى شاركت فيها عناصر من القوات الخاصة باءت بالفشل. ولم يحدد البيت الابيض والبنتاجون هوية الرهائن الذين سعت العملية فى سوريا إلى انقاذهم. كما اوردت التقارير بأن مسلحى «الدولة الاسلامية» طالبوا بفدية تبلغ 132 مليون دولار مقابل الافراج عن فولى.