عاجل- «لو مزعل مراتك رجعها».. أسعار الدهب اليوم، الجمعة 19 سبتمبر 2025 في مصر    تحملان متفجرات، ميناء إيطالي يرفض دخول شاحنتين تحملان أسلحة إلى إسرائيل (فيديو)    عاجل بالصور زيارة تاريخية.. ملك إسبانيا، والملكة ليتيزيا، في رحاب معابد الأقصر    ياسر ريان: الزمالك قادر على الفوز بالدوري بشرط الاستمرارية.. وعمرو الجزار أفضل مدافع في مصر    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    انطلاق الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي بالمركز الثقافي    دعاء الفجر|تعرف على دعاء النبي بعد صلاة الفجر وأهمية وفضل الدعاء في هذا التوقيت.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة    الصحفيين تكرم المتفوقين دراسيا من أبناء صحفيي فيتو (صور)    تغطية خاصة | مذبحة أطفال نبروه.. صرخات قطعت سكون الليل    طريقة عمل الناجتس في البيت، صحي وآمن في لانش بوكس المدرسة    فيدان: إسرائيل التهديد الأكبر على سوريا.. وأي عملية توسعية محتملة نتائجها الإقليمية ستكون كبيرة جدًا    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    نقيب الزراعيين: بورصة القطن رفعت الأسعار وشجعت الفلاحين على زيادة المساحات المزروعة    موسم انفجار راشفورد؟ برشلونة يضرب نيوكاسل بهدفين    رسميًا.. الاتحاد السكندري يعلن إنهاء تعاقد أحمد سامي وإيقاف مستحقات اللاعبين    أمينة عرفي تتأهل إلى نهائي بطولة مصر الدولية للإسكواش    مصطفى عسل يعلق على قرار الخطيب بعدم الترشح لانتخابات الأهلي المقبلة    عاجل- صندوق الاستثمارات السعودي يضخ حزمة استثمارات كبرى في مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي بين القاهرة والرياض    بيان عاجل من الترسانة بشأن حادثة الطعن أمام حمام السباحة بالنادي    أكبرهم 10 سنوات.. أب ينهي حياة أطفاله الثلاثة خنقًا وطعنًا بالدقهلية    هل يقضي نظام البكالوريا على الدروس الخصوصية؟.. خبير يُجيب    هيئة المسح الأمريكية: زلزال بقوة 7.8 درجة يضرب "كامتشاتكا" الروسية    فلسطين.. قوات الاحتلال تداهم منزلًا في بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية    واشنطن تجهز مقبرة «حل الدولتين»| أمريكا تبيع الدم الفلسطيني في سوق السلاح!    محافظ قنا يناقش آليات تقنين أراضي الدولة والتعامل مع المتقاعسين    ميلونى: تدشين نفق للسكك الحديدية تحت جبال الألب يربط بين إيطاليا والنمسا    سادس فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة خلال عامين    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    صور.. افتتاح الدورة التاسعة لملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة بالأوبرا    دينا الشربيني ل"معكم": تارا عماد نفذت مشاهد انتحارية في "درويش".. جريئة في الاكشن    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل ميرنا جميل داخل سيارتها والجمهور يعلق (صور)    بحضور الوزراء والسفراء ونجوم الفن.. السفارة المكسيكية بالقاهرة تحتفل بعيد الاستقلال الوطني "صور"    الأسورة النادرة ساحت وناحت.. مجدي الجلاد: فضيحة تهدد التراث وكلنا سندفع الثمن    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    مصر والإمارات توقعان 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بقطاع الطيران المدني    خليكي ذكية ووفري.. حضري عيش الفينو للمدرسة في المنزل أحلى من المخبز    أوفر وخالٍ من المواد الحافظة.. طريقة تجميد الخضار المشكل في البيت    ضبط عاطل بحوزته كمية من المخدرات وسلاح ناري بكفر الشيخ    4 أبراج «حظهم حلو مع كسوف الشمس 2025».. يشهدون أحداثًا مهمة ويجنون الثمار مهنيًا وعاطفيًا    كائن حي يحول المياه للون الحليبي.. سر أضواء غامضة تنير البحار ليلا    تعرف علي آخر تطورات سعر الذهب اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 فى مصر    رضا عبدالعال منفعلًا: «منهم لله اللي غرقوا الإسماعيلي»    شروط النجاح والرسوب والدور الثاني في النظام الجديد للثانوية العامة 2026-2025 (توزيع درجات المواد)    4 ظواهر جوية .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «اتخذوا الاستعدادات اللازمة»    السجن المشدد 7 سنوات والعزل من الوظيفة لموظف بقنا    بمكونات متوفرة في البيت.. طريقة عمل الكيكة الهشة الطرية للانش بوكس المدرسة    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم كل ما تحتاج معرفته    الشوربجى: اهتمام كبير برفع مستوى العنصر البشرى .. ودورات تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي    صندوق التنمية الحضرية "500 ألف وحدة سكنية سيتم طرحها خلال المرحلة المقبلة"    "حافظوا على الحوائط".. رسالة مدير تعليم القاهرة للطلاب قبل العام الجديد    بالصور.. جامعة الفيوم تكرم المتفوقين من أبناء أعضاء هيئة التدريس والإداريين    زيارة مفاجئة لرئيس المؤسسة العلاجية إلى مستشفى مبرة مصر القديمة    التمثيل العمالي بجدة يبحث مطالب 250 عاملًا مصريًا بشركة مقاولات    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات الأسبق ل «الوفد»:
تنمية قناة السويس أنهت مشروع غزة الكبرى أو بيع سيناء
نشر في الوفد يوم 20 - 08 - 2014

أكثر الناس أصيبوا باليأس والإحباط في عهد «مبارك» هم رجال المخابرات العامة لأنهم يرون مصر من الخارج كصورة عامة ومن أحشائها الداخلية..
فرأيناها عريانة، ونعرف أن مصر من المفترض أن تدخل مجموعة العشرين في 2015 ولكنها دخلت في الألفية الثالثة ولم نر أي تقدم فكنا يائسين محبطين مندهشين متسائلين لماذا لا يتخذ الرئيس الأسبق القرار المناسب في الوقت المناسب لتنمية سيناء وكانت هذه جريمة «مبارك» ونظامه.. هذا ما قاله اللواء ثروت جودة، وكيل جهاز المخابرات الأسبق ل «الوفد» والذي أكد في حواره أن مشروع تنمية قناة السويس خط دفاع لأي عدوان لمصر من الشرق، وقوض مشروع غزة الكبري وأنهي علي محاولات بيع سيناء أو تقسيمها، مقارنة بينه وبين مشروع الإخوان الذي كان ضمن المخطط الأمريكي لتفتيت مصر، الذي يحاكم «أوباما» بسببه لأنه دفع 8 مليارات دولار عمولة للإخوان حتي يتم تنفيذه.. مضيفاً أن حكم الإخوان عليه علامات استفهام وتعجب كثيرة جداً، لأن سياستهم كانت تهدف إلي تجويع وإفقار الشعب المصري حتي يخضع لجماعة الإخوان.
ما الأبعاد الاستراتيجية لمشروع تنمية قناة السويس؟
- هذا المشروع يرتبط بعدة أبعاد استراتيجية مثل البعد الاقتصادي والبعد التنموي ثم البعد الأمني، وبالنسبة للبعد الاقتصادي وهو الأهم لأننا نريد أن ننهض بالاقتصاد، خاصة أن مجموعة GA سنة 1995 بالإضافة إلي مراكز الدراسات في أمريكا، وهذه المراكز تبني عليها أمريكا مفرداتها لصنع القرار مثل مراكز الشرق الأوسط والشرق الأدني والدراسات الاستراتيجية في البنتاجون أن مصر خلال 25 سنة أي في 2015 ستتبوأ مكانتها في مجموعة العشرين.. وهذا ما كان يغضبنا من القيادة السياسية في مصر كمخابرات عامة لأننا نري العالم بعد دراسات حقيقية علي واقع مصر وإمكانياتها، ومؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء لم يتخذا القرارات المناسبة لتبوؤ مصر مكانتها الاقتصادية التي تستحقها.
ولماذا اهتمت الولايات المتحدة بدراسة هذه الأمور الخاصة بمصر؟
- أولاً هم يعلمون قدرة مصر ويعملون لها حساباً جيداً جداً، وينظرون إلي أي مدي هذا التقدم سيحقق لمصر مكانة متميزة حتي يحاولوا إعاقتها وتعويقها حتي لا يؤثر عليهم وعلي مكاسبهم ومكتسباتهم السياسية ونفوذهم الطاغي.
وهل بالفعل حاولوا هذا التعويق؟
- لا أستطيع أن أقول هذا، بل أقول إننا نحن المخطئون المتكاسلون المتواطئون لأنه من المفترض أن تكون مصر داخل مجموعة العشرين في العام القادم، ولكن «مبارك» ونظامه أضاعوا 25 سنة من عمر مصر دون تقدم وهذه هي جريمتهم.
هل تم أخذ هذه المعطيات علي مشروع تنمية قناة السويس أم علي مشاريع أخري؟
- لا.. علي كل إمكانيات مصر بالكامل، ومع أن مصر في عامي 2008 و2009 وصلت إلي أعلي معدل نمو، إلا أن هذا المعدل لم يوزع علي الشعب المصري بالكامل ولهذا لم يشعر به المواطن ولهذا تجد أكثر الناس أصيبوا بالإحباط واليأس هم رجال المخابرات العامة لأنهم يرون مصر من الخارج وعندما يرونها للأسف يجدونها عريانة، وبدلاً من أن تدخل مصر مجموعة العشرين دخلت في الألفية الثالثة ولم يروا أي تقدم.
وماذا عن البعد الاقتصادي لمشروع تنمية القناة؟
- البعد الاقتصادي ليس في مشروع حفر القناة، بل ما سيقام من مشاريع علي ضفاف القناة من مراكز خدمات، ومراكز ترانزيت، وكل هذه المراكز هي التي ستحقق جزءاً من التقدم الاقتصادي لمصر.
مع وجود السواحل الممتدة في طول مصر وعرضها متي يمكن لمصر أن يكون لها نشاط بحري مثل اليونان والنرويج؟
- هذا إذا تم مشروع «بنياس» وهذا سيفوق سنغافورة وماليزيا ودبي بل سيكون لمصر الريادة البحرية في العالم، وفكرته العامة افتتاح أكبر مخزن لتخزين الحاويات علي مستوي العالم في رأس «بنياس» وبجانبه تقام أكبر منطقة في العالم لإعادة التصنيع وتوكيلات شركات عالمية بإعادة التصنيع أو التركيب، وهذه المنطقة تحديداً لأن رأس «بنياس» منطقة واسعة وتستوعب لأنها فوق حلايب وشلاتين ثم يخرج منها قطار يعبر النيل ويتخطي سلسلة الجبال ثم يصل إلي هضبة «السلوم» ونقيم في هضبة السلوم أكبر ميناء بحري علي مستوي العالم، وهنا ستكون مصر قوة بحرية كبري علي مستوي العالم بل يكون لها الريادة البحرية، ونبدأ في التوسع في مجال الصناعات البحرية بإقامة 12 مدينة في الخط الفاصل بين الواحات حفاظاً علي البيئة، وبين الصحراء الغربية ونقيم الصناعات والزراعات مثل زراعة البنجر وعباد الشمس والزيتون، وحينها لن نحتاج إلي السلع الاستراتيجية من السكر والزيوت، ومع إقامة المزارع للرعي سنوفر اللحوم والألبان ويتم تشكيل 2 مليون مواطن، وهذا المشروع موجود وقد عرض علينا في المخابرات.
إذن مصر دولة بها مقومات المشاريع القومية؟
- نعم.. وتستطيع القول إن مشروع الطاقة الشمسية هو القاطرة للتنمية، والألمان عرضوا علي مصر في 2009 الحصول علي 10 كم2 في الساحل الشمالي وأن يدفعوا مليار يورو وقالوا سيبيعون الطاقة في أوروبا.. وفي عام 2012 جاءت إلي القاهرة بصورة رسمية هيئة الطاقة النووية الصينية، وقالوا: ب 50 مليون دولار ويقيمون الطاقة الشمسية في مصر بداية من شمال بني سوي وحتي حلايب وشلاتين لأنها أعلي منطقة إشعاع في العالم تصلح لاستخراج الطاقة الشمسية.. وقالوا: في استطاعة مصر أن تستخرج 1.7 تيراوات وآسيا وأفريقيا وأوروبا ستحصل علي 1.3 تيراوات ويتبقي لدينا 4 تيراوات.. وعرضوا إقامة 3 محطات مياه تحلية علي البحر المتوسط وهذا العرض تم في عهد المجلس العسكري السابق وعهد «مرسي» ولكن المجلس العسكري كان مشغولاً بأمور كان الله في عونهم، ولكن مع «مرسي» وجماعته تأكدنا أن سياسة حكمهم وما قبلها وما بعدها وحتي الآن هي محاولة إفقار الشعب المصري واستعباده وتجويعه حتي يخضع للجماعة وبناء عليه لم يوافقوا علي هذا المشروع الذي يعد قاطرة لتنمية مصر.
ما أثر مشروع تنمية القناة علي الأمن القومي المصري؟
- الأثر الرئيسي سيكون علي مدن القناة، وعلي سيناء، وما يهمنا في المقام الأول سيناء، لأن هذا المشروع سينشئ علي الضفة الأخري للقناة في الشرق مدناً صناعية ومدناً خدمية، والشاب السيناوي سيجد فرصة عمل وهذا سينهي تجنيده لصالح إسرائيل أو الجماعات الإرهابية وعلي الأقل سيتم تعمير المنطقة «أ» التي تمتد من رأس محمد وحتي العريش وستكون خط صد لأي عدو يأتي من الشرق، والتاريخ يقول: إن «النزناز» الذي يأتي لمصر من بدء الخليقة حتي الآن يكون من سيناء، وبالتالي نحن في المخابرات والقوات المسلحة نسمي سيناء الاتجاه الشرقي الاستراتيجي، ولم نطلق علي الجنوب لفظاً استراتيجياً ولا علي الغرب، وجيشنا منذ «تحتمس» و«أحمس» و«مينا» وحتي أكتوبر 1973 حارب في الشرق.
ما محددات الأمن القومي؟
- في الخارج يوجد 3 دول عدائية تهدد الأمن القومي المصري، تركيا في الشمال، وإيران في الشرق، وإسرائيل في الجوار، مع أن إسرائيل لها وضع آخر لأن التاريخ يقول: إذا وجدت دولتان قويتان في الجوار لابد أن دولة تهدد الدولة الأخري.. وفي الجنوب مشكلتنا مع إثيوبيا منذ قديم الأزل ولكنها ليست عدواً رئيسياً، وأقول هذا تحديداً ل «حمدين صباحي» ود. عبدالمنعم أبوالفتوح، لأنهما لم يدرسا الاستراتيجية ليعرفا حقيقة إيران وتركيا، وحتي لا يجريا خلفهما.
ولماذا وضعت إسرائيل في مرحلة متأخرة قبل تركيا وإيران؟
- لأن الثقافة الإسرائيلية حتي الآن تقر أن الشعب المصري هم الفراعنة الذين عملوا مع «يوسف» و«موسي» وكل الأنبياء، وأن هذا الشعب مازال الفرعون، وإسرائيل مازالوا العبيد، وهذه هي ثقافتهم حتي لو حاولوا إلغاءها، ولكنها تطفو علي سطح الأحداث، وأذكر «بيجين» و«شامير» عندما جاءا إلي «هيلتون النيل» ومعهما «شارون» ذهبا إلي غرفة «شارون» التي كانت في صف ميدان التحرير وسألاه عن المبني الذي يدخله ويخرج منه نصف مليون مواطن كل يوم؟.. فقال: كرجل مخابرات هذا المجمع الذي به المصالح الحكومية المصرية.. ونظروا إلي ميدان التحرير وكان به الموقف الرئيسي لهيئة النقل العام.. فعلق «بيجين» و«شامير» ل «شارون»: وكيف كنت تقول لنا إنك كنت تريد أن ندخل القاهرة عسكرياً؟.. وأكملوا بأن الشعب كان أكل الدبابات قبل ما يأكلوك يا «شارون»!
لكن هؤلاء هم عواجيز إسرائيل وصقورها ولم يصبحوا في الحكم الآن؟
- لا.. يوجد موقف آخر أثناء مباحثات الحكم الذاتي الفلسطيني، ضابط من الموساد يجلس علي النيل ويتحدث مع أهله قائلاً: أنا جالس في «البرافايس» الجنة، أمامي مياه وزرع، المفترض ألا نتعرض بالأذي لهذا البلد بل نعبده.. ثم إن الإسرائيليين لم يجربوا الحرب مع المصريين في 67 ولكنهم جربوه في حرب الاستنزاف وفي حرب أكتوبر 1973 وتأكدوا أننا جبابرة وفراعنة، والجانب الإسرائيلي ذكي لأنه طوال الثلاث سنوات بعد 25 يناير كان عليه أن يسعد ويتهلل ويساند جماعة الإخوان علناً لكنه لم يفعل ذلك علناً لأنه يعرف حقيقة الشعب المصري وقيمته وحضارته.. والشعب المصري خرج في 30 يونية بكم التراكم الحضاري لديه ليقول إن هذه الدولة لن تسقط.. وفي مؤتمر «دارشتات» في 16 و18 أغسطس في ألمانيا لخبراء حلف الأطلنطي وكان أول بند في الأهداف هو تركيع الشعب المصري ولكنهم فشلوا.
إذن ما المعادلة السياسية التي يجب أن تتعامل مصر بها مع إسرائيل؟
- إنها دولة جوار وبيننا اتفاقية سلام يجب أن تحترم من الطرفين، وألا نقلل من ذكاء القيادة الإسرائيلية والفرد الإسرائيلي لأنه فرد مجمع من كل أنحاء العالم ويملك الثقافات والتراكمات التاريخية للشعوب القادم منها، ونطالبهم بحل القضية الفلسطينية كما كان يقول «السادات» الذي كان سابقاً عصره بكثير كان خير وبركة، وإذا لم نستطع ممكن نطالب بحل علي أساس اتفاق «رابين - عرفات» أو «عرفات - باراك» لأننا لو سددنا هذا الجانب من القضية الفلسطنية ينتهي إلي دولتين، ويكون سلاماً دائماً.. لكن القرآن قال غير ذلك، المهم أن نعيش في سلم حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
ماذا عن تداعيات مشروع تنمية قناة السويس علي مشروعات إسرائيل البديلة لقناة السويس؟
- إسرائيل بالفعل كانت تريد أن تنشئ قناة تربط البحر المتوسط بالبحر الميت لأنها تريد إحياء هذا البحر بأن تضخ له مياهاً من البحر المتوسط أو البحر الأحمر.. لكن عندما درسوا هذه القناة علمياً وجغرافياً وجدوا استحالة نجاحها لأنها ستغير طبيعة التربة وطبيعة الطبقات الأرضية داخل باطن الأرض، ويمكن أن تؤدي إلي حدوث كم كبير من الزلازل والبراكين، التي قد تطيح بدولة إسرائيل، وكثير من دول المنطقة، ولهذا فهم صرفوا النظر نهائياً عن هذه القناة لأنهم أذكياء ويحترمون العلم ويقدرونه.
في الجانب الإثيوبي الأمر يختلف لأن كل الدراسات أكدت استحالة وجود سد بسعة 74 ملياراً ومع هذا تستمر في بنائه؟
- رئيس الوزراء الإثيوبي في منتهي الذكاء لأنه يعلم تماماً أن سد النهضة طبقاً للدراسات الإيطالية والروسية والأمريكية يؤكد أن طبيعة الأرض مكان السد الإثيوبي لن تتحمل أكثر من 11 مليار متر مكعب وإلا سيحدث انهيار كامل في الأرض، وحينها قد تتعرض الخرطوم إلي فيضان أكبر من «تسونامى» ولكن «عمر البشير» عضو التنظيم الدولي للإخوان يساندهم نكاية في مصر ولصالح «مرسي» و«بديع» وعملياً من المفترض أن تعترض السودان علي هذا المشروع أكثر من اعتراض مصر.. ثم إن الجانب الإثيوبي وجد معونات من تركيا وقطر حتي يقف ضد مصر، وبالطبع لن يرفضوا هذه المعونات لأنها لصالح دولته وشعبه لإقامة مشاريع، ولكنه في النهاية سيقول لا، وأيضاً سيكون لصالح وطنه وشعبه، ولكنه ينتظر المزيد من مصر والسعودية وباقي دول العالم وكله مصلحة لشعبه الذي يستفيد.
هل مشروع خط السكة الحديد الذي تقيمه إسرائيل لنقل البضائع له أثر علي قناة السويس؟
- خط السكة الحديد الذي تنشئه إسرائيل منشأ لأغراض أخري لانه يقام في «النقب» وهي منطقة صحراوية ليس بها زرع أو ماء ولا يصلح بيئياً ان يكون منطقة حاويات ثم ان إيلات لن تستوعب ما يأتي في قناة السويس من سفن.. وأيضا عند إقامة خط السكة الحديد لن يصلح أن ينقل حاويات تذهب إلي أوربا أو أفريقيا حتي تسلم في وقت محدد ولهذا فهذا الخط إنشئ لأغراض سكانية وتنموية وعسكرية لان سكان إسرائيل يزداد وأيضا يمكن ان يفكروا في تفريغ التواجد الفلسطيني في منطقة «النقب» وهذا ما كان مطروحاً مع «إيهود باراك».
ما الذي أضافه الرئيس السيسي إلي هذا المشروع بما أنه مشروع قديم؟
- أولاً هذا المشروع تم الحديث عنه في 2001 وتوجد صفحة كاملة عن هذا المشروع في جريدة «الأهرام» و«مبارك» تحدث عن هذا المشروع وتم تخطيطه ثم أعيد مرة أخري إلي الأدراج، وفي عهد الإخوان عرض أيضا هذا المشروع ولكن هذه كانت فترة عليها الكثير من علامات الاستفهام والتعجب والنقد.. ولكن «السيسي» رجل شاب يقتحم المشاكل وإذا اقتنع اتخذ القرار والمعلوم ان اتخاذ القرار يحتاج إدارة ودراية سياسية للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبالتالي مادام «السيسي» الذي اتخذ القرار سيكون هو صاحب القرار، ويعرف ان هذا القرار تأخر كثيراً لانه يمنع التهديد الاستراتيجي عبر الشرق.. ثم إنه يعرف ان هذا المشروع هو المشروع الجاهز والذي قتل بحثاً. وأن عائده في فترة زمنية صغيرة وأن المشاريع القومية الأخري تحتاج إلي فترات زمنية طويلة، وتغير في السياسة الدولية فأسرع بهذا المشروع الذي سيعطي لمصر وضعاً اقتصادياً استراتيجياً مؤثراً وفعالاً.
وكيف كان مشروع محور قناة السويس في عهد الإخوان؟
- مشروع محور قناة السويس في عهد الإخوان كان ضمن المخطط الأمريكي لتفتيت مصر بناء علي دراسات أمريكية في مراكز صنع القرار أوصت أن 33٪ من سيناء الجزء الذي يبدأ من رفح وحتي العريش نزولاً إلي الطريق الأوسط، ويقطع شمال سيناء. وكان المخطط له أن يفتح عليه قطاع «غزة» ويتم تنفيذ فكرة التهجير للفلسطينيين وإنشاء الوطن البديل بالاتفاق مع أمريكا وإسرائيل، لتصبح سيناء إمارة إسلامية في سيناء وفلسطين.. والجزء الآخر في سيناء تقوم إسرائيل بتأجير جنوب سيناء وتعيدها مرة أخري إلي ما كانت عليه أيام الاحتلال الإسرائيلي لسيناء. ويتبقي الجزء الآخر من أول العريش وحتي رأس محمد إلي قناة السويس، وهذا سيكون محور قناة السويس، والذي كان سيطرح للبيع لأي دولة في العالم، والأمريكان تحدثوا مع «مرسي» قالوا إن المصريين لا يعبرون الضفة الشرقية لان مصر لديها 3 مدن علي القناة بطبيعتها مدن ثائرة وهي بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وشعوبها شعوب صعبة والأمريكان يعرفوا انهم لو تخطوا القناة سيدمرون لهم مشروعهم. وبالتالي مشروع الإخوان كان مقصوراً علي قناة السويس والشرق، وهذا ما تم الاتفاق عليه في المطبخ الأمريكي - الإسرائيلي - الإخواني وبهذا ستكون سيناء ضاعت من مصر بالكامل.
ولكنه عرض علي القوات المسلحة وفرغته من مضمونه حينها؟
- حين عرض هذا المشروع علي القوات المسلحة أرادت أن توائم الأمور لان الذي يعرضه كان رئيس الجمهورية، فقالت: توجد مناطق في سيناء لا يمكن ان نستغني عنها وهذه المناطق في الفكر العسكري كانت رؤوس الكباري التي من خلالها لا تستطيع القوات المسلحة ان تدفع بقواتها داخل سيناء، وقالوا: سيناء بالكامل غير مسموح التلاعب فيها ولا يمكن أن نطلب رؤوس كباري فقط.. لانهم عرفوا أن مشروع الإخوان بالنسبة لمحور قناة السويس هو مشروع العمالة والخيانة لمصر لانهم كانوا يريدون بيع سيناء، وثبت أن «أوباما» دفع 8 مليارات دولار عمولة ورشوة لجماعة الإخوان حتي يتم تنفيذ هذا المشروع، وكنت في أحد البرامج الفضائية وقلت هذا الكلام فردت «آن باترسون» قائلة لا لم ندفع شيئاً فقلت لها ارسلي لي خطاباً رسمياً بذلك وسأقيم دعوي قضائية عليك في مصر وفي أمريكا، فأغلقت السماعة ولم تكمل مداخلاتها والآن يتم التحقيق مع «أوباما» بسبب ال 8 مليارات دولار التي قال عنها مصاريف سرية وثبت دفعهم لجماعة الإخوان.
إذن مشروع قناة السويس قوض مشروع غزة الكبري؟
- هذا المشروع قوض أي شيء داخل سيناء يهدد الأمن القسمي، وأنهي علي فكرة بيع سيناء أو تقسيمها، أو أن تحدث خيانة في سيناء من أي إنسان أو مسئول في الدولة وهو مشروع أمان لمصر وأمان لتنمية سيناء حتي لا توجد حجة أو ذريعة لأي أحد ليخون.
هل وجدت ضغوطاً خارجية علي مبارك لعدم تنفيذ هذا المشروع؟
- لم تكن توجد ضغوط خارجية علي مبارك لعدم تنمية سيناء وهو لا يرضخ لان مبارك نفسه أبعد المشير «أبوغزالة» وكان من الأسباب الرئيسية لتحويله من منصب وزير الدفاع إلي مستشار الرئيس العسكري، إن «أبوغزالة» أعطي موافقة ضمنية وهو في واشنطن لمنح أمريكا مزايا في قاعدة «بنياس» البحرية العسكرية والشعب لا يعرف هذا ولكن العسكريين يعلمون هذا جيداً. ونحن ليس لدينا معلومات بهذه الضغوط، ولكن لدينا دهشة وتساؤلات حول «مبارك» لانه كان لا يريد أن يعمر سيناء ولماذا كان يوافق علي خروج رمال الرخام من سيناء إلي «الصين» ثم يعود إلينا في صناعات بأضعاف الأسعار؟! وأيضا الفوسفات والمنجنيز وهذه كانت مآخذ علي «مبارك».
أهم التحديات الخارجية التي تواجه مصر؟
- التحديات كما قلت تتمثل في إيران وتركيا وإسرائيل وإثيوبيا .. ولكن البعض للأسف يري أن قطر تحدٍ وهذا غير صحيح نهائياً ولكن تعود الأزمة القطرية إلي عهد الرئيس «عبدالناصر» عندما قال: «هو كل من له نخلتين ومعزة عاوز يحضر القمة العربية» وكان الاستهزاء حينها من الأمير القطري في ذلك الوقت.. ثم فجأة تخيلت قطر أنها ستصبح مثل مصر مع أنها مجرد دويلة تقودها قناة الجزيرة، ولا تستحق ان نتحدث عنها، وما نقصده هنا القيادة القطرية وليس الشعب القطري الشقيق.. وهم يريدون أن نعطيهم حجماً أكبر عندما تتحدث عنهم، ولكن سبب هذا هو الإعلام المصري الذي ترك قناة «الجزيرة» تصول وتجول ولم يحجمها بسرعة نقل الخبر وتحليله وعرضه علي المشاهد بحيادية دون أهواء وأيديولوجيات شخصية.
لماذا مصر التي يحاك لها الدسائس والمؤامرات منذ محمد علي وحتي الآن؟
- هذا يحدث لان مصر هي صرة العالم وعقدة مواصلات واتصالات العالم، ومصر مهد الحضارة والثقافة والمعتقدات الدينية وبالتالي الغرب يحسب حسبة غير طبيعية لمصر، فعندما كان العالم متعدد الأقطاب تصارعوا علي مصر التي تعتبر معادلة غير قابلة للقسمة والتهديدات الغربية من أمريكا وأوروبا الغربية تتمثل في التهديدات السياسية والاقتصادية والعقائدية ولكن لا أحد منهم يستطيع أن يأتي مصر ويهددها عسكرياً لأسباب كثيرة، حتي أمريكا أو أي جيش في العالم بمقدوره أن ينزل علي أرض مصر ولو دخلوا الوادي أو الدلتا سيؤكل حديدهم قبل البشر وهم يعرفون ذلك جيداً وأنهم سيتعاملون مع الفرد المصري الذي يتمتع بالذكاء والقوة والصلابة وكأنهم قرأوا ما قاله «الحجاج بن يوسف الثقفي» عن مصر.
وماذا عن التحديات الداخلية؟
- يوجد في الداخل كم كبير من المشاكل وأهم المهددات التي ستظهر في الفترة القادمة هو كم الذيول التي تركها الإخوان في مؤسسات الدولة وأيضا الذيول التي تركها التيار المدني الليبرالي الذي يتعامل مع الخارج لانهم اعتادوا علي العمالة والخيانة والتواطؤ وهؤلاء يتمثلون في مجموعة (6) ابريل والأناركية والجمعية الوطنية للتغيير وحركة «كفاية» وكل بقاياهم لان هؤلاء أصبحت وطنيتهم للجنيه أو الدولار بالإضافة إلي الجمعيات الحقوقية من جمعيات حقوق الإنسان التي لا تراعي الله في الإنسان ولكن هؤلاء شلة لا يزيد عددهم علي (4) آلاف وبجانبهم تيار الإسلام السياسي أو أي إنسان يقسم الإسلام أو يفرقه أو ينشئ إسلاماً علي هواه مثل جماعة الإخوان، والدعوة السلفية والسلفيين.. وهؤلاء الذين قال عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم خوارج آخر الزمان ووصفهم بأنهم كلاب أهل النار.. والمهدد الآخر هو الجهل لان الجاهل يسير خلف مدعي الدين وتجاره وأيضا الفقر والعوز والاحتياج لاننا رأينا الفرد يبيع نفسه من أجل خمسين جنيهاً والمصيبة الكبري من الجهل الثقافي والسياسي الذي يطل عليه المجتمع.
كيفية مواجهة هذه التحديات؟
- توجد فرصة عظيمة خلال فترة الرئيس «السيسي» لابد ان يفهم هؤلاء الناس كيف يختارون رئيس الجمهورية، وكيفية اختيار أعضاء البرلمان وماذا يعني الدستور؟.. والقضاء علي الجهل التعليمي والسياسي، لان هذا الجهل هو الذي خلق طبيعة العملاء والمتواطئين، وهذا كان نتيجة لسياسات «صفوت الشريف» في عهد «مبارك» وعليه تم ظهور طبقة ناقمة علي المجتمع دون ولاء ولا انتماء لهذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.