أكد المستشار بهاء الدين أبو شقة السكرتير العام لحزب الوفد، أن انتهاج مصر نحو تنفيذ المشروعات العملاقة إنما هو خطوات كبيرة في تجاه حق الاجيال القادمة، وقال أن مشروع قناة السويس الجديدة، أحد هذه المشروعات الاقتصادية العملاقة، يبنيه المصريون بأيديهم، طالما توافرت الإرادة الشعبية، التي تجلت في ثورة 30 يونيه، وهي نفس الارادة التي أسقطت مؤامرات خارجية كانت تستهدف مصر لصالح قوي الشر، وأشار أبو شقة، إلي أن حزب الوفد يدعو كل المصريين للمساهمة في تنفيذ مشروع القناة الجديدة، كل حسب ما يمكن أن يساهم به، بالمال أو بالعمل. واقترح سكرتير عام الوفد، أن تصدر شهادات استثمار قناة السويس، بفوائد أقل مما أعلنه المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء منذ يومين، وهي 12٪ سنوياً، بأن تكون فوائد هذه الشهادات، إما مخفضة، أو تكون بلا فوائد، أو أن تصدر الشهادات وتكون فوائدها اختيارية، بمعني أن يتنازل القادرون عن هذه الفوائد، وبذلك يرتفع سقف مساهمة المصريين في انشاء القناة الجديدة، وحتي لا تمثل عبئاً علي الدين العام، ويكون لهذه المساهمة دلالة ورسالة قوية للخارج، بأن مصر بأموالها، وأيدي أبنائها قادرة علي تحقيق التقدم الاقتصادي. وقادرة أيضاً علي تحقيق ما قامت من أجله ثورة 30 يونيه من أهداف، ودعا المصريين للاكتتاب في هذه الشهادات. وأضاف سكرتير عام الوفد أن من شأن هذه المشروعات العملاقة وما يتأسس عليها من تقدم اقتصادي، هو السبيل لتحقيق قدر من الكفاية والرفاهية للشعب المصري، وهو ما يتطلب أولاً الاستقرار الديمقراطي، وثانياً الاستقرار السياسي، وثالثاً الاستقرار الاقتصادي، الذي يعتمد علي موارد الدولة وسواعد أبنائها، وليس علي المنح والقروض الخارجية، وضرب «أبو شقة» مثلاً عندما جاء محمد علي إلي مصر، واجتهد في بناء مصر الحديثة، بسواعد وإرادة أبنائها تلك الارادة التي سجلها التاريخ، منذ بناء مصر الحديثة في القرن الثامن عشر، وامتدت عبر قرون، استطاعت أن تتصدي للارهاب الأسود، في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، وأحبطت مؤامرات الخارج، والداخل ضد الجيش والشرطة، وانتصرت علي كل أعداء الوطن، ولننظر حولنا لما حدث ويحدث من دمار وتخريب وانهيار في كل من ليبيا وسوريا والعراق، لكن صلابة المصريين التي تصدت للحملات الصليبية وكل الغزاة، هي القلعة والصخرة التي تحطمت عليها آمال المتآمرين والمتربصين، وقال «أبوشقة» إن هذه هي رسالة الوفد للمصريين، وإلي كل القوي الشعبية والسياسية حتي يتحقق التحرر الاقتصادي الوطني، والتعامل مع الغير بمنطق القوة والمصالح، ومصر ليست أقل من دول أخري، وستكون في مصاف الدول القوية اقتصادياً وسياسياً إن شاء الله.