كشفت منظمات حقوقية أن الحكومة الصينية لجأت إلى أسلوب جديد للتخلص المؤقت من المعارضين ، بإجبارهم على السفر فى رحلات سياحية. وأكدت منظمات حقوقية قيام السلطات الصينية مؤخرا بإبعاد عشرات المعارضين قسراً عن العاصمة لتمضية «رحلات» بعضها في أماكن سياحية، وفنادق فاخرة. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي كان كبار المسؤولين السياسيين الصينيين يتوافدون للاجتماع في بكين، كان الناشط السياسي «هو ديبو» يقتاد لإمضاء «عطلة» على نفقة الحكومة في جزيرة هاينان. وتم إجبار ديبو البالغ من العمر 57 عاماً على السفر جواً الى جزيرة هاينان، الواقعة على بعد 2300 كيلومتر من بكين، والبقاء هناك عشرة أيام، وذلك بالتزامن مع الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني. رغم أنه ليس متهماً بأي جرم أو مخالفة. وطُلب من «هو ديبو» وزوجته ومعارض آخر أن يمضوا معاً إجازة للاستمتاع بشواطئ الجزيرة وتأمل التماثيل الضخمة لبوذا هناك، ولكنهم كانوا طوال الوقت بمرافقة عنصري أمن. ويؤكد المعارض أنه لم يدفع في كل ذلك قرشاً واحداً، بل كانت كلّها على نفقة السلطات. وعلى غرار «هو ديبو»، أكد سبعة معارضين سياسيين آخرين أنهم أُجبروا على السفر على هذا المنوال في السنوات الماضية. وتقول الناشطة شو شويانجيو، وهي من الوجوه المعارضة المعروفة في البلاد «بالتزامن مع كل حدث سياسي مهم، يقتادني رجال الأمن الى إجازة». وأشارت إلى أن رجال الأمن رافقوها في رحلة مع عائلتها الى هاينان، التي أصبحت اليوم مقصداً سياحياً بعد ما كانت في الماضي مركزاً لتوقيف المجرمين واعتقال المعارضين. وأكدت أن «الفندق كان فاخراً، والطعام ممتازاً، ودفع رجال الأمن كل شيء، علماً أن وجبة الطعام الواحدة كانت تجاوز ما يعادل 160 دولاراً. ويقول المعارضون الذين تعرضوا للفسح الاجبارية إن رجال الأمن المكلفين بمرافقة المعارضين يستمتعون بهذه الرحلات،. ووفقاً لمنظمة «هيوان راتيس ووتش» فإن هذه الرحلات مخصصة للناشطين المعروفين فقط والذين تثير القضايا التي يطرحونها صدى في البلاد». وينظر المعارضون إلى هذه الرحلات على أنها أشبه بسجن متنقل، مؤكدين أنه يستحيل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والاسترخاء في العطلة في ظروف كهذه.