عمل قائمة سوداء بأسماء رجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق تحيا مصر لفضحهم أمام الرأى العام، ونشر أسماء وصفات وممتلكات من امتنع عن مساندة مصر فى هذا الوقت العصيب من عمر الوطن. فكرة حماسية تستحق التوقف أمامها طويلاً بالبحث والدرس وهى وإن كانت للوهلة الأولى فكرة تبدو جذابة وجماهيرية وتعجب الغالبية العظمى من هذا الشعب الفقير الغلبان اللى يدوب عايش يوم بيوم إلا أن وراءها أموراً غاية فى التعقيد وتعكس الى حد بعيد سياسة مصر خلال المرحلة الحرجة وهل هناك قوانين جماهيرية صادمة سوف تصدر عن السيسي مثل قانون الاصلاح الزراعى مثلاً أو هل هناك نية لمصادرة املاك احد او مطاردة احد بفتح ملفات قديمة والبحث والتحري عن أصول ثروات البعض التى تضخمت بشكل سرطانى بدون أى مجهود وبدون اى منطق اللهم إلا القرب من الأب أو الابن أو الهانم فى عهد مبارك أو العشيرة فى عهد المخفى مرسي. وليس سراً أن القائمين على أمر هذه الحركة قد طالبوا الرئيس بتكليف الأجهزة الرقابية لتتبع بعض رجال الأعمال الفاسدين، ومعرفة أسباب ثرائهم السريع فمنهم من حصل على أراضي الدولة بالأمر المباشر وبأسعار بخسة لا تتناسب مع سعرها الحقيقي وآخرون قاموا بعمل عدد من الصفقات الفاسدة التي أدرت لهم المليارات. وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعى بعض الأسماء وهناك خلافات حادة جدا على الفيس بوك حول مشروعية مطاردة هؤلاء الذين لم يتبرعوا لمصر فالبعض يقول الفكرة ممتازة جدا وربنا يوفق كل القائمين عليها والبعض يقول لابد من ان تكونوا اكثر موضوعية ومصداقية مع الناس يعنى زى ما بتبذلوا مجهود فى الكشف عن اسماء رجال الاعمال الرافضين للتبرع يجب فى المقابل ان تسلطوا الضوء على اهم الانجازات اللى حققها الصندوق وأعتقد البعض ان هذه حملة لتشويه بعض الاشخاص ليس إلا. السؤال الآن هل التبرع لمصر وحب الوطن يأتى هكذا بالإكراه والغصب والتهديد والوعيد وهل سياسة الجزرة والكرباج أو سيف المعز وذهبه سياسة مطلوبة فى مثل هذه الامور أم لا بد أن يأتى التبرع بتلقائية وبمبادرات شخصية واللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى بالطبع هناك من يرفض تماما فكرة الطبطبة والمحايلة ويري أن هؤلاء الأغنياء الذين أثروا على حساب الوطن ونهبوا خيره لابد أن يدفعوا الثمن ولابد أن يكون هناك يوم للحساب والبعض يتطرف تطرفا غريبا ويدعو للمصادرة إذا لم يثبت هؤلاء من أين أتوا بكل هذه المليارت وكل هذه الملايين ومعروف ان مصر بها أكثر من 1000 ملياردير تزيد ثروة الواحد منهم على ألف مليون جنيه تخيل وهناك على الأقل 5 ملايين مواطن تزيد ثروة الواحد منهم على 100 مليون جنيه وهناك 20 مليون مواطن تزيد ثروة الواحد منهم على مليون جنيه وطبعا هؤلاء غلابة لان الواحد اللى معاه يدوب مليون دا مستور. وهؤلاء ليس هم الذين عليهم العين أما من تزيد ثروته على 50 مليون مثلا وهم أيضاً عدد لا يستهان به لا بد أن يدفعوا لمصر. ومهم أن نسال كيف حصل هؤلاء على هذه الثروات الطائلة ولكن السؤال الأهم هل هذه الثروات تحت البلاطة أو فى البنوك المصرية أو فى الخارج أم أنها مستثمرة فى مصانع وشركات تشغل الآلاف من أبناء مصر فإذا كان الرجل يشغل أمواله فى خدمة الاقتصاد والانتاج والتشغيل والتصدير ويحقق أرباحاً فأهلاً به فى وطنه مواطناً حراً شريفاً أما إذا كانت الفلوس تركب أجنحة لتطير إلى الخارج مهربة فهذا عقوبته مضاعفة فهو قد نهب الوطن مرتين مرة بحصوله على ما لايستحق من أراضٍ وإعفاءات وتسهيلات ومرة بتهريب هذه الأموال خارج الوطن فى وقت تحتاج فيه مصر الى كل دولار. الحكاية لا بد معها من مشرط جراح فلا يمكن ذبح الدجاجة التى تبيض ذهبا أما الدجاجة التى لا تبيض ذهبا ولا فضة وتأكل الأخضر واليابس فلا مفر من ذبحها والله المستعان. فكرة للتأمل أين الفنانون واللاعبون وقد كانت أم كلثوم رائدة جمع التبرعات لمصر بعد النكسة؟