مضى الشهر الكريم ..ومضى عيد الفطر المبارك.. ومصرنا بخير.. وشعبنا بخير.. أعاده الله علينا جميعاً – مسلمين ومسيحيين – ونحن نحيا على أرض الكنانة.. وقد سادها الأمن والأمان.. والاستقرار.. ثم العمل.. والعمل.. لنا ولأبنائنا وأحفادنا على مدى أجيال عديدة...!! إن الله سميع مجيب..!!. ولابد أن نعى في الوقت ذاته أن الأسبوعين الأخيرين شهدا أحداثاً لابد أن يكون لها آثارها المصيرية بالنسبة لبناء مصر المستقبل.. خاصة وأن الشعار الذي قبلنا أن نعمل في إطاره.. هو «تحيا مصر» وبإذنه تعالى «سوف تحيا»..!! وأود في مقالي هذا أن أشير إلى أهم تلك الأحداث على الوجه التالي: أولاً- استشهاد (22) من ضباط وجنود قوات حرس الحدود في الفرافرة ..نتيجة عملية إرهابية غادرة؟! وبصرف النظر عن أية تساؤلات حول ملابسات الحادث.. إلا أننا يجب أن نعى أن الحادث مجرد «كلاكيت للمرة المائة» للغدر الإرهابي.. ومن ثم فإنه ليس لدينا خيار سوى أن نبقى في حالة «استنفار» طوال الوقت.. في كل دقيقة.. وفى كل ثانية..!! مع مراعاة أننا من الآن فصاعداً.. علينا أن نتبنى أسلوب «الإجهاض المبكر» بكل مقوماته..!! ولا شك أن قواتنا المسلحة.. ومخابراتنا.. قادرة على المواجهة «الحاسمة» و«الباترة»..!! وبالإضافة إلى ذلك فإن ذلك الحادث قدم «رداً حاسماً» على هؤلاء الذين– عن حسن نية أو سوء نية – ينادون بإمكانية «المصالحة»..كفوا – أيها القوم – عن «هذا التخريف»..!! وقد أعلن الرئيس السيسى في وضوح أن ردنا على الحادث يتمثل في أن لنا «في القصاص حياة».. ولابد أن يكون هذا كاملاً.. غير منقوص.. يتناول «الجاني» و«المخطط» و«المحرض» و«الممول».. أليس كذلك يا «أولى الألباب»..!!. ثانياً- كلمات متعددة وجهها السيد رئيس الجمهورية إلى الشعب (الاحتفال بثورة يوليه 1952، الاحتفال بليلة القدر).. ثم عدد من الأحاديث والتصريحات في مناسبات متعددة..!! والمدهش أنه كلما طال بنا الوقت نكتشف أن رئيسنا برع في تقديم ما نحن فيه من مصاعب.. وفى الوقت ذاته نجح في استبعاد اليأس.. وفى زرع «كل الأمل» في اجتياز المحنة.. دون وعود براقة.. ولكن في إطار من الأمل.. وقوة العزيمة.. واشتراك «كل» الشعب المصري الأصيل..!! وعلى الرغم من أن كلمات رئيس الجمهورية.. تتسم بالبساطة والوضوح.. إلا أننا يجب أن نتفهم في الوقت ذاته أن هذه الكلمات والأحاديث مليئة «بالشفرة» أي أنها مليئة بالمعاني فيما بين السطور ..ومليئة بالمطالبات الوطنية التي لابد من العمل الجاد لنصل بحق وبسرعة لتحقيقها..!! وأوجز فيما يلي بعض المفاهيم التي تضمنتها كلمات السيد رئيس الجمهورية: 1- أن مصر مصممة (قوات مسلحة، شرطة، شعب) على القضاء على الإرهاب وتأمين «الدولة المصرية» بكل حدودها.. حتى تمهد طريق العمل والبناء.. لمستقبل يليق بمصر القوية.. الرائدة.. والحامية.. والقادرة.. عربياً ودولياً...!!. 2- أن مصر مصممة على الخروج من أزمتها الاقتصادية من خلال مجموعة من البرامج «القومية» مستهدفة اتخاذ خطوات واسعة في اتجاه تحقيق مطالب الثورة المصرية.. «العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية» ومن خلال تجنيد كل الإمكانات.. وكل جهود الشعب..!! 3- أن «مصر القوية الجديدة» بدأت عصراً جديداً وجدياً من «التعايش» وليس «الحوار» بين الأديان.. وهو استعادة لممارسة قديمة في مصر.. ولو أنها «غابت» عنها على مدى العقود الأخيرة!! واستكمالاً لذلك فإن مصر توفر كل الدعم للأزهر الشريف.. ولوزارة الأوقاف في مواجهتها «للتكفير» و«التشدد» و«التطرف» و«الخطاب الديني» الذي لا يتواكب مع مقتضيات العصر..!! 4- أن مصر – وعلى الرغم من كل الصعوبات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها – مازالت تعطى «للقضية الفلسطينية» أولويتها وأهميتها.. على الرغم من جهود «حماس» و«قطر»و»تركيا» لتحويل القضية إلى ممارسات تستهدف التخريب.. وهدم التماسك العربي.. وتفتيت المنطقة لتصبح «لقمة سائغة» لإسرائيل والولايات المتحدة..!! وعلى الشعب الفلسطيني أن يدرك المواقف الحقيقية.. وأن يعمل – بطرق شتى – على استئصال «الأورام» التي تعترض طريق تحقيق «الدولة الفلسطينية.. وعاصمتها القدسالشرقية»!! وتواكباً مع الأحداث فإنني مازلت أشد تمسكاً بما اقترحته المجالس القومية المتخصصة (شعبة السياسات المالية والاقتصادية بالمجلس القومي للإنتاج والشئون الاقتصادية) من توحيد كل جهودنا وإمكاناتنا في إطار «365 يوم عمل وإنتاج من أجل مصر» (وهو برنامج متاح بتفاصيله لمؤسسة الرئاسة ولرئيس الوزراء وحكومته) وفى الوقت ذاته أطالب بالتخطيط لمدة أسبوعين لإطلاق عدد من الحملات القومية المدعمة للبرنامج سالف الذكر وفى مقدمتها: 1- الحملة الوطنية: «اشترى المنتج المصري» وعلى المنتجين المصريين الاشتراك في الحملة من خلال زيادة الإنتاج.. مع الارتفاع بمستوى الجودة ..والتحكم في السعر (هامش ربح معقول» حتى يصبح المنتج المصري أكثر قدرة على المنافسة داخلياً وخارجياً..!! 2- الحملة الوطنية: «رشد استهلاكك اليومي».. بقصد تلافى الفائض الذي نهدره يومياً في استهلاكنا اليومي من لحوم.. ودواجن.. وأسماك.. وخضراوات وفواكه.. وزيوت، وحبوب وخبز..!! وعلى جمعيات «حماية المستهلك» أن تقوم بدور فعَّال في دعم هذه الحملة..!! 3- الحملة الوطنية: «مشروع الجنيه لتمويل صندوق «تحيا مصر» (37037) وهو مشروع يتولاه مجموعات من شبابنا الواعي.. ويغطى العديد من الأنشطة والممارسات اليومية..!! ومع مرور الوقت وجدت نفسي أترك القلم وأسرع للحاق بالمسيرة التي يقودها «أحمس المصري» الشهير بعبد الفتاح السيسى.. ونحن نردد جميعاً: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا».