أكد عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي، أن المؤشرات الأولية لإحصاء مشاهد التدخين وتعاطي وإدمان المخدرات في القنوات التليفزيونية تؤكد مضاعفة تلك المشاهد في المسلسلات الرمضانية لموسم 2014 عن الأعوام السابقة. وأضاف: إن الصندوق سيصدر الحصر الاحصائي لعدد المشاهد وحجمها في دراما 2014 خلال الأشهر الثلاثة القادمة ولن ينتظر التحليل الكيفي للمشاهد ودلائلها. وأشار إلى أن التحليل الكمي سيوضح مدى الانفلات الدرامي في المشاهد التي يدخن فيها الممثلون، موضحاً أن الدراسة التي أجرها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان للدراما الرمضانية التي عرضت في رمضان 2013 أثبتت ارتفاع مدة مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات في المسلسلات الرمضانية من 58 ساعة خلال 2010 إلى 102 ساعة خلال 2013 وأن عدد مشاهد التدخين والتعاطي بلغ 204 مشاهد في 35 مسلسلاً عام 2010 في حين بلغ في احصائية العام الماضي لتصل 298 مشهداً في 43 مسلسلاً. وأشار الباحث اسلام أحمد الى أن دراما رمضان العام الحالي أظهرت زيادة واضحة في المشاهد التي تعرض لتناول الخمور والتعاطي والتدخين، وأوضح اسلام أنه في إحدى حلقات مسلسل «امبراطورية مين» قدمت الخمور الرديئة على أنها جزء لا يتجزأ من أي فرح شعبي، بل وطريقة لا غنى عنها لمجاملة ضيوف هذا النوع من الإخراج. وقدم أحد الممثلين لبطل العمل الذي وجد في هذا الفرح بالمصادفة زجاجة خمر، فيما كان على الطاولة التي أمامه عدد كبير من زجاجات الخمر الفارغة، وقدمت له الخمور وتم تشجيعه على تناولها بدعوى أنها حلال بحكم فتوى من إمام المسجد، وهو ما يضرب الحرمة الدينية لتعاطيها ويشكك في أحد القواعد الدينية الرئيسية. وأضاف الباحث اسلام أحمد أن في مسلسل «صاحب السعادة» يظهر بطل العمل الى جانب أصهاره يدخنون الشيشة وكأن الأمر مسألة معتادة اجتماعياً دون مراعاة للاحترام الاجتماعي المفترض أن يكون بينهم، كما لجأ ضابط الشرطة في المسلسل نفسه الى تقديم مخدر الحشيش الى بعض البدو لمساعدته في التوصل الى بعض مرتكبي حادث سرقة احدى الفيلات، وهو ما يرسخ صورة ذهنية بأن الشخص المكلف أصلاً من قبل القانون لمنع تعاطي المخدرات هو من يقدمها على سبيل المكافأة للحصول على غرضه.. وهو مفهوم خطير للغاية ينسف المعايير والتصورات الذهنية عموماً والنشء خصوصاً. وأضاف الباحث أن في مسلسل «دهشة» يظهر أحد أبطال العمل وهو يدخن الشيشة أمام أبنائه فيما يقوم الابن بإعداد الشيشة له وهو تصور ذهني يضرب المجهودات التي تقوم بها مؤسسات التنشئة من الأسرة الى المدرسة لحث الأبناء على تجنب مثل هذه السلوكيات السيئة المدمرة. وأوضح الباحث التحليلي أن هذه نماذج على سبيل المثال لاندفاع الدراما نحو التسلح بصور وموضوعات سلبية تركز على المخدرات والجنس والعنف بهدف التسويق ولكنها في نفس الوقت تحمل عوامل تدمير المجتمع.