إصرار غريب ومريب من الدراما الرمضانية علي تعظيم قيمة التدخين وشرب الخمر بمبرر وبدون مبرر وتساهم بشكل مباشر في زيادة مساحة التدخين بين الشباب تحديداً. لان دراما رمضان كثيراً ما تعرض ضمن أحداثها مشاهد مستفزة للتدخين سواء السجائر أو الشيشة وكذلك تناول الخمور. وللأسف تمر هذه المشاهد تحت سمع وبصر الرقابة والجهات الرقابية وكأنه لا أحد يسمع ولا يري.. ورغم تحذيرات صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي ودعوات مديره الدكتور عمرو عثمان للدراما بأن تعتدل في هذه المشاهد وللمسئولين في الدولة بأن يتدخلوا للأسف لا مجيب وكشف دكتور عمرو عثمان أن الدراما بشكل عام ودراما رمضان بشكل خاص تظهر مشاهد التدخين وشرب الخمر بشكل إيجابي وتقدم البطل والسيجارة تلازمه ومع ذلك يظهر إنه بطل لا يقهر والدراما تظهر التدخين والشرب علي إنه شيء يجعل صاحب الشخصية يهرب من مشاكله وهمومه ويجعله يعيش لحظات سعادة دون أن توضح هذه المسلسلات التأثير السلبي لتوابع التدخين وتعاطي الخمور.. وبعيداً عن تأثير الدراما المزعج جداً في زيادة مساحة الإدمان والتعاطي نرصد إصراراً غريباً علي زيادة مساحة مشاهد التدخين.. منها مثلاً مسلسل «جبل الحلال» إذ يظهر محمود عبدالعزيز والسيجار لا يفارق فمه. مسلسل «دلع البنات» قدم صورة سلبية للمشاهد عندما يقدم بطل العمل «إبراهيم» محمد إمام وهو يدخن وفي نفس الوقت «هيرو» يضرب دائماً.. كذلك مشهد قيام المحامي «نادر» في المركب وهو يشرب الشيشة بشراهة عندما كان متأزماً نفسياً. في مسلسل «الإكسلانس» أحمد رزق .. يلف الحشيش مع انتصار وظهر مزاجهما عالياً جداً، مصطفي شعبان، وأحمد بدير في مسلسل «دكتور أمراض نسا» يظهران وهما يشربان الخمر بشراهة ويعيشان لحظات سعادة غامرة. وللأسف مشاهد الشيشة وتدخين السجائر قاسم مشترك في معظم المسلسلات للرجال والنساء كذلك تدخين السجائر التي تقوم بها سوسن بدر في مسلسل «ال 7 وصايا» وسجن النسا وكذلك سلوي خطاب في سجن النسا.. ومازال مسلسل «ابن حلال» يحمل الكثير من مشاهد الخمر والتدخين خاصة للممثلات، كل هذه المشاهد المفرطة والتي تقدم بمبرر وبدون مبرر تحمل في مضمونها رسالة خطيرة وإدعاء بأن هذه المشاهد تعكس واقعاً مختلفاً، وتؤكد أن تدخين السجائر والشيشة متعة وتناول الخمر يخلق حالة من السعادة وبالتأكيد هذا كذب وافتراء وكأن الدراما تروج للتدخين والخمر وتعاطي الهيرون، كما جاء في مشاهد «تامر عبدالمنعم» في مسلسل «المرافعة» وللأسف تسهب الدراما في مشاهد طويلة وحملة للتدخين والتعاطي ولا تظهر التأثير السلبي لهذه العادات وهو ما يؤدي لربط المشاهد خاصة الشباب والشابات لذلك لم يعد مستغرباً أن تجد الشيشة هي الأشهر والأكثر رواجاً خاصة في رمضان وفي كل مقاهي مصر في مشهد غير مسبوق في العالم بفضل دعم الدراما الرمضانية.