يعتبر شهر رمضان الكريم من أكبر الفرص المواتية للمدخنين للإقلاع النهائى عن التدخين حيث أنه فى رمضان يحاول كل منا التخلى عن العادات السيئة وتصحيح المسارات الخاطئة فى حياتة للتقرب من الله عز وجل ، وبالطبع فإن من أكثر العادات والسلوكيات السيئة التى تهدر الصحة والمال وتبعد الإنسان عن التقرب لربه هى عادة التدخين، حيث إن التدخين يضر بصحته وبصحة المحيطين به ويسبب أمراض خطيرة كسرطان الرئة والحنجرة والبلعوم والفم وأمراض الكبد وأمراض القلب والشرايين والذبحة الصدرية وغيرها من الأمراض المزمنة والخطيرة. بالإضافة إلى أن التدخين, إهدار للمال حيث يتراوح أسعار علب السجائر من 7 جنيهات إلى 20 جنيهًا للعلبة الواحدة وهناك مدخنون يدخنون بشراهة ويدخنوا أكثر من علبتين يوميا. وللأسف على الرغم, من أن المدخنين يستطيعون أن يقلعوا عن التدخين أثناء الصيام لمدة تصل إلى 10 ساعات تقريباً إلا أن أول ما يفعلونه بعد سماع آذان المغرب هو تدخين السجائر قبل شرب الماء معللين ذلك بحالة التوتر والعصبية المفرطة التى تنتابهم طوال اليوم إثر انسحاب مادة النيكوتين من أجسامهم. ومن الممكن أن يعتبر كل مدخن شهر رمضان دورة تدريبية للإقلاع والامتناع النهائى عن التدخين ولكن من المعروف أن أى مدخن يقبل على الإقلاع على التدخين تواجهه صعوبة شديدة. وللوقوف على الطرق المُثلى للإقلاع النهائى عن التدخين سألت "بوابة الوفد", عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى والتدخين عن روشتة للإقلاع النهائى عن التدخين فأجاب: بأن نسبة المدخنين فى مصر فى تزايد مستمر حيث كانت 19% من إجمالى عدد المصريين عام 2008، ووصلت الآن وفقا لآخر إحصائية قام بها الصندوق أن النسبة وصلت إلى 24% من إجمالى المصريين فضلا عن 4،8 % نسبة متعاطى المخدرات. وأشار إلى إهدار الأموال الطائلة على التدخين حيث إن متوسط ما ينفقه المدخنون على السجائر 200 جنيه شهريا كما تطرق إلى أن من الأسباب الأساسية لتزايد أعداد المدخنين فى مصر ترجع إلى الدراما المصرية خاصة فى مسلسلات الرمضانية حيث رصد الصندوق أن عدد الساعات التى تم عرض فيها مشاهد لمدخنين ومدمنين 102 ساعة أى أن 80% من الأعمال الدرامية تعرض مشاهد للتدخين والمخدرات أكثر من المشاهد الدرامية ومشاكل السياق الدرامى. وأوضح أن هناك فرصة لاستثمار شهر رمضان للامتناع عن التدخين نهائياً من خلال فكرة ( السيجارة الإستراتيجية ) وتعنى ( أن كثيرًا من المدخنين يربطون بين تدخين السجائر وبعض العادات كشرب فنجان قهوة أو شاى مع السيجارة ) وهذا يمكن بسهولة تغييره وتعنى أيضاً ( محاولة التباعد بين فترات التدخين)، وبذلك يكون المدخن مهيأ نفسياً وعضوياً للامتناع النهائى عن التدخين ولكن يجب فى البداية أن يتخذ قرار من داخل نفسه بالامتناع عن التدخين. وأكد أن المدخن لكى يقلع عن التدخين يجب أن يقتنع أن هناك أضرارًا للتدخين فضلاً عن الأضرار الناتجة عن التدخين السلبى لمن حوله والذى يؤذى به غيره، مشيراً إلى أن هناك 50% من المدخنين على مستوى العالم يموتون من جراء التبغ. وطالب الدولة بضرورة سن قانون للوقاية من أضرار التدخين والتدخين السلبى لحماية المواطنين وأن تكون هناك عقوبات رادعة للتدخين فى الأماكن المغلقة كالمستشفيات والمدارس والمصالح الحكومية ووسائل المواصلات العامة.