دراسة خطيرة أصدرها صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، تؤكد تأثير الدراما تأثيراً مباشراً في الترويج والدعاية المجانية للتدخين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات، خاصة مسلسلات رمضان الماضي التي شهدت أكبر عدد مشاهد وساعات تظهر الثقافة السوداء بين الشباب لدفعهم للتدخين والتعاطي بصورة مباشرة. وللأسف لا تظهر تداعيات هذا الإدمان، وللأسف هذا يدفعنا لدخول مصر للدائرة الحمراء في الإدمان والتعاطي الذي يصل معدله العالمي ل 7٪ ومصر الآن النسبة فيها تصل من 5٪ إلي 7٪، كما صرح الدكتور عمرو عثمان، رئيس صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، وبالرصد لمسلسلات الفضائيات الآن نشاهد مسلسل «قلوب»، وللأسف هذا العمل شاركت فيه بالإنتاج شركة صوت القاهرة ويعرض علي قناتي النيل للدراما و«النهار»، المسلسل بالرصد والتحليل لا يرقي لمستوي مسلسل، وربما نطلق عليه «فيلم طويل» لأنه يحمل مضموناً تافهاً وبه قصور في المعالجة والتناول ولا يقدم معالجة حقيقية لقضية حقيقية لكنها تدور أحداثه في إطار المراهقة المناصرة لمجموعة من النساء من مختلف الأوساط والديانات والمهن، كما هو واضح في المسلسل وكل واحدة منهن تعاني من مشكلات تتعلق بالعاطفة والرجل في مشاهد طويلة ومملة، وفي منتهي السوقية واللعب بالألفاظ علي إثارة الغرائز والمشاعر والإيحاءات الجنسية الرخيصة التي رأي مؤلفه الذي لا أتذكر اسمه أنها من الممكن أن تكون دراما مختلفة أو تجذب الجمهور، والحقيقة أنه فعلاً قدم دراما مختلفة للأسوأ، أراد أن يقدم عملاً شبيه الدراما التركية لكنه كان أكثر منها مللاً واستفزازاً وتطويلاً وألفاظاً مسفهة لا أعتقد أن الدراما التركية من الممكن أن تقترب منها حتي في مشاهد الملابس المتحررة جداً في «قلوب» والألفاظ والإيحاءات الجنسية في مشاهد طويلة وصلت في بعضها ل 8 دقائق تحدثت فيه بطلات العمل عن أهمية الزواج، خاصة في «ليلة الدخلة» ويرصد العمل علاقات نسائية متناقضة ونساء لا يتحدثن إلا عن مشاكلهن الجنسية والعاطفية ويرصد العلاقة بين الصديقات المسلمات والمسيحيات في أسوأ صورها، ويظهر باستمرار البطلات وهن يدخن بشراهة ويدعون بعضهن لشرب البيرة والخمر، بحجة الزهق والملل وأنهن مخنوقات وغير ذلك من الدعاية الرخيصة للإدمان والتعاطي والإباحية في العلاقة، وللأسف لا نعلم كيف مر هذا العمل من تحت عيون وثقافة الرقابة، ولماذا إذن نلوم السبكي علي أفلامه المتحررة التي يذهب إليها الجمهور بإرادته ولا نلوم ولا نقف أمام هذه الخلطة الدرامية المتواضعة المسماه مجازاً بمسلسل اسمه «قلوب» ولا ندري عن أي قلوب يتحدث عن الثقافة الجنسية أم أهمية الخمر والتدخين أم عن ثقافة العلاقات النسائية وثقافة المعاملة الجنسية في الزواج، كل هذا جائز تقديمه وتوضيحه وتفسيره، لكن بشكل أكثر علمي وأخلاقي ومن منظور ديني، والغريب أن العمل يرصد تحولات بطلته «علا غانم» من التحرر لمحاولة الحجاب لكنها في نفس الوقت تتحدث عن أوجاعها وعواطفها من منظور متحرر لا يمت للموضوع بصلة، وهكذا نجح صناع العمل في تقديم دراما رخيصة ومتواضعة كل أحداثه تدور في غرف مغلقة وغرف النوم وترصد أخلاق طبقة من المفترض أنهن مثقفات ومستواهن المادي فوق المتوسط، لكن العمل يحتوي علي العديد من المشاهد غير اللائقة ويحث علي سلوكيات غير متحضرة، خاصة مشاهد الخمر والتدخين وملابس البطلات ولا نري سوي نساء يتحدثن عن مشاكل حسية نتيجة الإحباط والزهق والملل الذي أصاب المجتمع لكن أعتقد أن الصورة والمستوي الذي يعيش فيه بطلات العمل بعيداً تماماً عن هذا الشعور وكان علي المؤلف أن يبحث ويقرأ عن هموم ومشاكل النساء المكافحات وأمهات الشهداء والمقهورات في الأحياء الشعبية والذين يبيعون أنفسهن وشرفهن وحتي أطفالهن من أجل العيش، لكن أياً كان المبرر فليس من اللائق أن يعرض مسلسل «قلوب» المشكلة ولا يتطرق لحلول ولابد من وضع ميثاق شرف درامي لتهذيب صورة الواقع وتنقيحه ليتماشي مع متطلبات المرحلة القادمة.