مهما فعلت تركياوقطر ومهما ارتكبت حماس من حماقات لا يمكن لمصر أن تتخلي عن دورها كأم للعرب، ورائدة في المنطقة.. ومهما فعل العرب جميعا لا يمكن للقاهرة أن تتخلي عن دورها في مساندة الجميع. وأهم القضايا التي تشغل مصر هي الحقوق الفلسطينية الضائعة، والعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي ينال من الأشقاء الفلسطينيين، فمصر لن يهدأ لها بال أو تلين لها سريرة أو قناة تجاه القضية الفلسطينية، وستظل إسرائيل مهما تم من توقيع اتفاقيات وخلافه هي العدو الذي يتربص ليس فقط بالقاهرة، وإنما بالدول العربية جمعاء. القاهرة التي تحتضن مفاوضات انهاء الحرب علي غزة، لا يمكن أن تكون بمعزل عن هذا الأمر، ولا يمكن لها أن تصمت أبداً علي العدوان الغاشم الذي يرتكب في حق الأشقاء في غزة ففي الوقت الذي ترتكب فيه حماس المؤامرات ضد مصر، لا تقف القاهرة مكتوفة الأيدي تجاه المجازر البشعة في غزة.. كعادتها كأم تفرق تماماً بين واجبها الوطني وبين ما تفعله حماس من حماقات وتتحول القاهرة إلي محطة أنظار الدنيا بصفتها راعية لوقف إطلاق النار والمجازر في غزة.. وصحيح أن حماس وقياداتها لا يبالون بتزايد أعداء الشهداء والجرحي، وراحت تتاجر بدم الشهداء، وتعطل كل محاولات في سبيل وقف إطلاق النار. عندما رفضت حماس المبادرة المصرية لمنع ارتكاب المجازر ضد الأشقاء في غزة، كان قادة حماس- ولا يزالون- يناضلون من فنادق قطروتركيا.. ويعتقدون أنهم بذلك سيكون لهم الغلبة علي العدوان.. وفي الحقيقة وكما قلت قبل ذلك فإن رفض حماس هو موافقة ضمنية علي العدوان الإسرائيلي. ولا أكون مبالغاً إذا قلت انها تبارك هذا العدوان وإلا ما وضعت يدها في يد قطروتركيا، ولا يخفي علي أحد أن الدوحةوأنقرة لا تتحركان إلا بتعليمات من الصهيونية ولهما دور فاعل في كل المؤامرات التي تخطط ضد الأمة العربية ولا يخفي علي أحد ما كانا يعتزمان القيام به في فكرة الصهيونية العالمية مما يسمي الشرق الأوسط الجديد. هل بعد ذلك كله يكون هناك أمل في حماس أو الدوحة أو أنقرة في وقف العدوان الإسرائيلي علي غزة.. العقل والمنطق وكل حسابات السياسة وألاعيبها تؤكد أن هؤلاء لا يمكن أن يشاركوا في وقف إطلاق النار.. وعلي أية حال فمصر التي كشفت كل ألاعيب الخونة، لا يمكن أن تأخذ الفلسطينيين بذنب هؤلاء المتآمرين ضد الأمة العربية، ولا تزال القاهرة لديها القناعة الكاملة علي ضرورة أن تؤدي دورها الوطني تجاه الأشقاء في غزة وغيرها ولديها اصرار أصيل علي أن يحصل الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقه غير منقوصة ويقيم دولته وعاصمتها القدس الشريف. المفاوضات التي تتم في القاهرة بحضور أطراف من حماس ومركز الجهاد الفلسطيني، يجب أن تضع نصب عينيها مصلحة الفلسطينيين في المقام الأول وحقن الدم الفلسطيني، ولا تعمل حساباً لرغبات ومنافع حماس، وأعتقد أن مصر لن تألو جهداً في سبيل نجاح هذه المفاوضات لحقن الدماء في غزة.. وكعادة مصر تراعي مصلحة الفلسطينيين في المقام الأول دون النظر إلي المتآمرين في قطروتركيا.