أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اجتمع برموز دينية في باريس، في محاولة لتهدئة ما أسمته الحكومة الفرنسية بالعنف المعادي للسامية المرتبط بالأحداث الراهنة في قطاع غزة. وذكرت الصحيفة –في نبأ بثته على موقعها الإلكتروني- أن أولاند التقى في قصر الإليزيه بكبار الممثلين لمختلف الأديان، وذلك في أعقاب الاشتباكات الأخيرة التي جرت بين متظاهرين مؤيدين للقضية الفلسطينية والشرطة التي حاولت منع شغبهم. وأشارت إلى قيام بعض المتظاهرين في مدينة سارسيل بضواحي باريس بإستهداف عدد من المحلات التجارية المملوكة ليهود بجانب كنيس يهودي، فيما علق رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على ذلك قائلا:"إن ما حدث في سارسيل لا يمكن التسامح معه، فالهجوم على المعبد اليهودي والمتجر الخاص بالمأكولات اليهودية، الذي كان بالفعل ضحية لهجمات مماثلة في عام 2012، يعد ببساطة عملا معاديا للسامية". وقد تحركت الحكومة الفرنسية لتهدئة التوترات من خلال حظر التجمعات التي يمكن أن تتحول إلى أعمال عنف، بيد أن هذه الإجراءات فشلت في ردع المتظاهرين في باريس، وكذلك في سارسيل. ورأت (وول ستريت جورنال) أن الاشتباكات الأخيرة وضعت أولاند أمام تفعيل واحد من أقوى قوانينه منذ أن جاء إلى سدة الحكم قبل عامين؛ فهو أمام تحدي لمنع موجة الغضب التي تجتاح فرنسا جراء الأحداث في غزة، وهي مشاعر غضب تختلط بالتوترات القائمة بين المجتمعات المحلية في عدد من أفقر المناطق في فرنسا. وقد شكلت الرموز الدينية جبهة موحدة ضد أحداث العنف الأخيرة؛ حيث أكد إمام المسجد الكبير في باريس دليل بوبكر أن الهتافات والهجمات المعادية للسامية هي أعمال غير مقبولة ولا تعكس أخلاق الاسلام أو المجتمع الإسلامي...قائلا:" إن المجتمع المسلم ليس معاديا للسامية، بل ويعاني بشدة من العنصرية". يشار إلى أن أولاند حاول تبني موقف محايد إزاء الصراع في غزة، بل وكرر دعواته في بيان له للبحث الفوري عن إيجاد نهاية للمعاناة التي يشعر بها سكان غزة. ومع ذلك، تسبب الحظر المفروض على تنظيم مظاهرات بعينها ردا على أحداث العنف الأخيرة في إثارة حفيظة جماعات قالت إنه تم اسكاتها علنا ومنعها من التحدث عن معاناة غزة، التي ارتفعت حصيلة قتلاها إلى أكثر من 500 شخصا بسبب العدوان الإسرائيلي. كما أوضحت الصحيفة الأمريكية أن مسلمي فرنسا – الذين يشكلون ما يقرب من 10% من السكان البالغ تعدادهم 65 مليون نسمة- لطالما اشتكوا من التهميش، ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية بذلك، إلا أن العديد من مسلمي فرنسا يعيشون في إحياء فقيرة ترتفع فيها معدلات البطالة.