إذا نطق السفيه فلا تجبه .. كاد أن ينطق وزير الخارجية سامح شكري بهذه الكلمات رداً علي سفالة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي تطاول علي مصر ورئيسها وتساقطت من فمه كلمات كما تتساقط القمامة من أكياسها. لن نتأتي اليوم لنتحدث عن دور مصر التاريخي ونضالها من أجل القومية العربية وقضايا الأمتين العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية علي وجه الخصوص .. لن نتحدث عن حروب 48 و 67 و 73 وكلها حروب قادتها مصر ليس دفاعا عن نفسها فقط بل حماية للأمة العربية والإسلامية من أشباح التقسيم والتفتيت ومخططات كان من شأنها محو دولاً بأكملها من المنطقة لولا وجود مصر . لن نتحدث عن كل هذا وغيره ، ولكن عندما نسمع السفيه أردوغان يتحدث عن دور مصر في القضايا العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية تحديداً فعلينا أن نسأله وماذا قدمت أنت أو حزبك للقضية الفلسطينية ؟ بل ماذا قدمت للقضايا العربية ؟. إنني لم أذكر لهذا " القردوغان " موقفاً مضاداً لإسرائيل سوي موقفه في مؤتمر دافوس آواخر يناير2009 عندما غادر المؤتمر احتجاجاً على عدم إعطائه نفس مدة المداخلة التي أعطيت للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز .. حتي هذا الموقف هو موقف شخصي وللشو الإعلامي . عفوا " قردوغان " لقد نسيت موقفا جيدا لك .. نعم أتذكر جيداً أنه ناضل من أجل القضية الفلسطينية فأدار ظهره للعالمين العربي والإسلامي سنوات وسخّر كل إمكانيات وقدرات بلاده للإتحاد الأوربي طمعاً في عضويته وذاق المر والهوان من أجل هذه العضوية قبل أن ينقلب علي عقبيه عائداً يجر جلابيب الخيبة والخسران باحثا عن دور زائف قائم علي خطابات لا يتعدي صداها فمه الكريه ! عفواً " قردوغان " لقد نسيت موقفا جيدا لك آخر .. نعم تذكرت الاتفاقية التي أبرمتها حكومتك مع الحكومة الإسرائيلية لتكون أنقرة " ترانزيت " كافة البضائع والشحنات التجارية التي تستوردها إسرائيل من الغرب وطبعا كله بحسابه والعائد بالملايين مؤكد سيذهب إلي غزة الحبيبة وليس جيب ابن " قردوغان " ولا حزبه! إنني أكره الكلمة الشهيرة التي لسقراط :" تكلم حتي أراك " .. لكن للحق ليس العيب في الكلمة التي لها معنى عميق قائم علي حق الإنسان في التعبير عن الرأي لكن التعبير وطرح المواقف بالكلام يجب يكون لمن يملكون موهبة الكلام والنقد باحترام ومن دون خطأ أما غيرهم فحري بهم الصمت لأنهم لا يسيئون سوي لأنفسهم.