ساعات الحسم لها رجالها.. مصالح البلاد لها مواقفها.. الشعوب تحتاج الي مباديء تعلي من كرامتها، رغم ما يكون للحسم والمواقف والكرامة من تداعيات سلبية، سواء كانت سياسية او اقتصادية.. ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح مهما كانت الخسائر.. فالقضية تصبح حينها.. نكون او لا نكون.. من هنا كان ضرورة قرار طرد السفير التركي وقطع العلاقات الدبلوماسية معها.. الاجراء لا يتم الا ضد دولة تمارس دورا معاديا لنا.. وقد دأبت تركيا بقيادة اردوغان علي ممارسة هذا الدور منذ ثورة الشعب في 03 يونيو.. تمادي اردوغان في اوجه عدائه لمصر.. وتأخرنا نحن في اتخاذ القرار الحاسم عليه من البداية.. ولكن المهم اننا أخذنا القرار بعد ان اضاع اردوغان كل الفرص لاصلاح العلاقات المصرية التركية.. لم نطلب منه الاعتراف بإرادة الشعب.. ليس مطلوبا منه ذلك وليس له الحق فيه.. يعترف او لا يعترف ولكنه تعدي هذا إلي بذل كل الجهود للعداء لمصر والتأليب ضدها.. وهي اعمال عدائية ضد مصر وشعبها، اقل ما نواجهه به طرد سفيره.. أما قول البعض بأن العداء لمصر موقف شخصي من اردوغان وليس للحكومة او الرئاسة او حتي الشعب التركي، فهو لغو لا معني له، فأردوغان هو رئيس الحكومة، واذا كانت بقية السلطات التركية والشعب التركي ضد مواقفه، فيبقي حسابهم له بعد، علي نتائج مواقفه التي ادت الي ما وصلت اليه الامور! علي هذا المنوال لازال الشعب المصري يرغب في سماع خبر حاسم وسار له، بطرد السفير القطري من مصر، وقطع العلاقات مع قطر التي اعتادت علي نفس الاعمال العدائية المشابهة لتركيا.. حتي لو كان حكامها يحتفظون بألسنتهم داخل فمهم، ولا ينطقون بالعداء لمصر، فأعمالهم الاجرامية اقوي دليلا من الكلام.. وأتمني ان يتواري قليلا أدعياء القومية العربية.. والمتشدقون بحديث الأشقاء في اللغة والدين؟!