أنت تسأل؟!.. لتجد من يجيب عن تساؤلاتك على مدار 24 ساعة!. تسأل عن عقار طبي يضمن لك حياتك الطبيعية، لتجد عشرات وربما مئات الخطوط الساخنة المجهزة لاستقبالك! تسأل عن عقار العمر في كمبوند الأحلام لتجد من يحاول تلبية طموحاتك مدفوعة الثمن! تسأل عن حبيبة ورفيقة المستقبل.. تحدد بنفسك مواصفاتها، لتجد من يطرح عليك خيارات من بين متعدد! الخط ساخن.. كل الوقت.. كل شيء.. بلا انقطاع في تقديم خدمات القطاع الخاص التي ربما تبدو للكثيرين ترفا وتطرفا.. معهم تجد إجابة تريح قلبك وعقلك! ماذا تتمنى؟! الخبر الصحفي: أقرب إليك مما تتصور!.. مطربك المفضل: جاهز لأن يغني لك وحدك!.. منتج حصري يضيف لمسة جمال لمنزلك المحتمل: بين يديك مع خط ساخن!.. علاج الامراض المستعصية.. البواسير والناصور.. القلق وضيق الصدر.. المحمول.. فتاوى دينية.. فضفضة.. استشارات قانونية وكروية!. المثير أن الخط الساخن الحكومي كان - ولا يزال- باردا في ظل حياة ساخنة متشابكة متنوعة الآلام والطموحات، حتى في أزمات حقيقية تعني للملايين مستقبل وطن ينتظر لحظة العيد! باختصار، حكومات مصر على مر العصور بارعة في اتخاذ قرارات وصياغة استراتيجيات «الضرورة».. بين أروقتها استراتيجيات وخطط تبث الأمل بين أوراقها، غير أن أحبارها تتسرب «يأسا» مع لحظة التنفيذ، من دون أن تحقق الحد الأدنى من الأهداف! يظن رئيس الوزراء إبراهيم محلب أن وجود وزراء حكومته في الشارع للمتابعة كفيل بتنفيذ القرارات التاريخية، وهي في الحقيقة أداة من حفنة أدوات لانتظام دولاب العمل في الجهاز الاداري للدولة. إن إعادة هيكلة مؤسسات الرقابة الحكومية المتشعبة واجب وطني.. تفعيل الخط الساخن في مختلف قطاعات الحياة التي تتولى الحكومة الإشراف عليها وتنظيمها ضرورة، لاسيما أن الدولة المصرية قد انتقلت بالفعل من مرحلة إدارة «الثورة» إلى مرحلة إدارة «الدولة».. و«الثروة»! حكومة المهندس إبراهيم محلب تخطو بثبات نحو المصارحة والشفافية، غير أن شفافية بلا إتاحة خدمات حكومية تتمتع بالجودة ، وبلا محاسبة لاتستثني مقصرا تعني فشلا كبيرا! المجتمع السعيد يتعاطى أفراده حبوب السعادة من إدارة حكومية تفتح لهم خطوطا ساخنة تستمع.. قلوبا وفية تستوعب.. نظاما لخدمات المتعاملين قادرا على تسيير نفسه بنفسه، وإن غابت قياداته في زيارات خارجية لتدبير الموارد ودراسة أفضل التجارب الدولية! قبل أن تقلب الصفحة، أدعو كل مسئول في هذا البلد أن يجلس في مكتبه صباحا.. لا يستند إلى تقارير العمل الصباحية.. لا يرضى بزيارة ميدانية أجراها منذ قليل، فقط أدعوه إلى إجراء مكالمة هاتفية واحدة عبر الخط الساخن المخصص للتواصل مع المواطنين في نطاق عمله، فقد يكتشف معها إجابة عن السؤال: لماذا صارت لدينا إمبراطوريات اقتصادية متنامية قامت على فكرة الخط الساخن، وفي الوقت ذاته لماذا خرج البشر ثائرين ناقمين إلى الشارع؟!.. وهل خرجوا لأن خط الحكومة الساخن كان باردا؟!. اسعدنا.. يا محلب ، تحصد السعادة آخر الشهر!