أكدت الحكومة الأثيوبية أنها اختارت الخرطوم لانعقاد اجتماعات اللجنة الثلاثية المكونة من الشركاء الثلاثة (مصر والسودان وأثيوبيا) بشأن سد النهضة، وأنه سيتم تحديد تاريخ وموعد اللقاء قريباً، عقب الاتفاق على مستوى الوزراء المعنيين. أرجعت أديس أبابا اختيارها للخرطوم مقراً للمباحثات باعتبار أنها نجحت سابقا في إدارتها وهيأت مناخاً مناسباً. كشف وزير الري والمياه والطاقة الأثيوبي اليمايو هيمجنيو - في تصريحات صحفية اليوم السبت للوفد الإعلامي السوداني الذي يزور أثيوبيا حالياً - رفض بلاده لأي تمويل خارجي وإن كان من البنك الدولي، وقال "إن السد سيتم تمويله من الشعب الأثيوبي، وأنه كما بدأناه سنكمله". وطالب الوزير الإثيوبي بضرورة النظر بتفاؤل للمشروع وإبعاد النظرة التشاؤمية، إلا أنه عاد وقال "من الطبيعي أن يكون لكل عمل سلبيات ولكنها بالنسبة لسد النهضة قليلة"، مشيرا إلى انه تم ترحيل نحو 40 ألف أسرة من المناطق التي ستغمرها المياه، لافتاً إلى حاجة أثيوبيا للبنك الدولي في المساهمات في البنية التحتية والمدارس والمستشفيات فقط، نافيا وجود خلافات بين أثيوبيا والبنك الدولي وأن ما يتسرب من معلومات حول الأمر مجرد دعاية إعلامية سالبة - على حد تعبيره - موضحا أن البنك الدولي يمول مشروعات للموارد المائية بقيمة 250 مليون دولار. وبشأن تحسبهم لأي تصعيد من جانب مصر حول الجدل الدائر بشأن سد النهضة، سواء أكان عملاً عسكرياً أم ممارسة ضغوط دولية، قال"إنهم لا يتوقعون أي تصعيد من مصر، ولا ينتظرون مثل هذه التصرفات منها"، لافتا إلى أن لقاء الرئيسين الأثيوبي والمصري في غينيا أخيراً على هامش القمة الأفريقية، أكدا خلاله على ضرورة حل قضية السد بالحوار والتشاور عبر اللجنة الثلاثية. قال إن قيام سد النهضة سيقلل من المخاطر على السد العالي وخطر الفيضانات على دول المصب، وإننا سنملأ بحيرة سد النهضة تدريجياً وعلى مراحل، دون الإضرار بدولتي السودان ومصر، مشيرا إلى أن ملء البحيرة لم يكن بحساب السنين بقدر ما هو بحساب المراحل، على حد قوله.