اعلنت وزارة الخارجية الاميركية عن إجرائها محادثات مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا حول احتمال زيادة عدد قوات الاممالمتحدة في ساحل العاج. وأكد المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي أن بلاده تجري محادثات مع دول اخري في المنطقة حول احتمال تعزيز قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ساحل العاج، مشيرا إلي أن واشنطن تتحدث مع عدد من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، دون أن يقدم ايضاحات اضافية. ولم يستبعد كراولي احتجاج الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو في وقت من الاوقات علي وجود قوة الاممالمتحدة مع قواته الخاصة. وأضاف انه يجب التأكد ان للأمم المتحدة القدرة علي حفظ السلام والاستقرار في ساحل العاج حتي تحل الأزمة السياسية. وأكد وزير التعاون الفرنسي هنري دي رينكور ان بلاده لا يمكنها ان توصي باللجوء الي القوة في ساحل العاج، وان هذا الامر من مسئولية الأفارقة وذلك في رد علي نداء جيوم سورو لحل ازمة بلاده باستخدام القوة. واضاف لإذاعة فرنسا الدولية ان هذا اللجوء المحتمل للقوة هو من مسئولية قادة الدول الافريقية الذين يجتمعون اليوم في ابوجا في اطار قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لبحث الأزمة في ساحل العاج. واشار إلي ان فرنسا لا يمكنها بأي شكل ان توصي باللجوء الي العنف. وتابع انه في ساحل العاج فإن الامر يتعلق باحترام الديمقراطية وان فرض ذلك بالقوة سيطرح عددا من المشاكل. وتابع بقوله "لا اري من المناسب ان تعلن مهمة الاممالمتحدة في ساحل العاج الحرب علي قسم من العاجيين ضد قسم آخر". وكان جيوم سورو رئيس وزراء حكومة الحسن وتارا احد رئيسي ساحل العاج المعلنين، من المجموعة الدولية استخدام القوة لإطاحة منافسه علي السلطة لوران جباجبو. وأضاف لشبكة تلفزيون فرنسية أنه بعد كل الضغط الدولي والعقوبات التي لم تؤثر علي جباجبو، من الواضح انه لا يبقي إلا حل القوة. واضاف أنه يطلب من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا النظر في استخدام القوة. واعلن دبلوماسيون في الاممالمتحدة ان المنظمة الدولية وافقت علي اعتماد يوسف بامبا الذي عينه رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا سفيرا لساحل العاج. وقال هؤلاء الدبلوماسيون ان لجنة التحقق من السلطات في الجمعية العامة المكلفة بالتحقق من رسائل اعتماد السفراء لدي الاممالمتحدة، اقرت بالاجماع اعتماد السفير الجديد وكذلك فريقه. وأقرت الجمعية العامة هذا الخيار بتصويت روتيني أمس. وفي موازاة الضغوط السياسية البحتة التي تمارس علي الرئيس المنتهية ولايته فإن رئيس البنك الدولي الامريكي روبرت زوليك اعلن من باريس عقب لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان مؤسسته جمدت تمويلاتها لساحل العاج. ورصدت المفوضية الاوروبية 5 ملايين يورو لمواجهة اي ازمة انسانية في البلدان المجاورة لساحل العاج في حال تدفق اللاجئين الهاربين من اعمال عنف. واعربت المفوضة المكلفة المساعدات الانسانية كريستالينا جورجيفا عن قلقها ازاء تطور الوضع في ساحل العاج وتداعياته المحتملة علي البلدان المجاورة. وبعد ألمانياوفرنسا أوصت السويد رعاياها بمغادرة ساحل العاج بسبب التوترات. وجاء في بيان لوزارة الخارجية السويدية أنه بسبب الوضع الامني تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر الي ساحل العاج حتي إشعار آخر، وتدعو السويديين المتواجدين فيها لمغادرة البلاد. واشار متحدث باسم الوزارة الي ان آخر قائمة للسلطات السويدية تشير الي وجود 24 سويديا فقط في هذا البلد. وتظاهر مئات الاشخاص في بواكي (وسط) معقل القوات الجديدة للمطالبة ببقاء الأممالمتحدة في ساحل العاج فيما تظاهرت نساء في ابيدجان للاحتجاج علي عمليات الخطف التي يرتكبها ليلا مسلحون من انصار جباجبو بعضهم لا يتكلم الفرنسية بشكل جيد. واكدت الرئيسة الليبيرية الين جونسون سيرليف وجود مرتزقة من بلادها في ساحل العاج وحذرت من انهم سيلاحقون امام القضاء. وناشد الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان اليوم جباجبو للتنحي عن الحكم لصالح الحسن وتارا داعيا الي عدم اثارة العنف في هذا البلد. وقال انان لإذاعة فرنسا الدولية ان الوضع مقلق للغاية، ودعا جباجبو للقبول بنتائج الانتخابات الرئاسية ونقل السلطة الي وتارا. في الوقت نفسه، أكد محللون أنه رغم المهل المعلنة والعقوبات المفروضة يبدو المجتمع الدولي عاجزا عن دفع جباجبو الي مغادرة كرسي الرئاسة في ساحل العاج الا في حال الانخراط في عملية عسكرية تبدو عالية المخاطر. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن احد المعتادين علي زيارة جباجبو ان الأخير سيقاتل حتي الرمق الأخير. واعلن الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة حظر سفر بحق جباجبو وبعض من المقربين منه. ومن المقرر ان يعلن الاوروبيون لاحقا تجميد ارصدته، غير ان جباجبو بدا غير مبال بهذه الضغوط وهو يجلس علي كرسيه في القصر الرئاسي مدعوما من الجيش. وقال دبلوماسي اوروبي رفيع المستوي في بروكسل ان هدف جباجبو هو تقسيم المعسكر الافريقي خصوصا وكسب الوقت. وقال مصدر دبلوماسي في ابيدجان ان المجتمع الدولي فوض الامر للمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، وهي ستبحث اليوم الخيار العسكري المدعوم من الأمريكيين. وفي تسعينات القرن الماضي ارسلت هذه المنظمة مهمة سلام الي ليبيريا التي كانت غارقة في حرب اهلية مدمرة. غير ان المهمة عرفت اكثر بالفظاعات التي ارتكبتها. وبرر دبلوماسي غربي الأمر بقوله "نحن مجبرون علي المرور عبر المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا". وتنشر الاممالمتحدة في ساحل العاج مهمة قوامها 9 آلاف جندي، غير ان خبيرا عسكريا أكد أن قدرات هذه البعثة العملية ضعيفة. ويعتزم مجلس الامن الدولي تعزيز هذه القوة، وقد اجرت الولاياتالمتحدة مباحثات مع بلدان المجموعة الاقتصادية بهذا الشأن. واوضح مسئول في الخارجية الامريكية ان زيادة عدد عناصر البعثة ليس موجها للاطاحة بجباجبو بل لردعه عن اللجوء الي القوة. ومع ان القوة الفرنسية ليكورن منتشرة في ساحل العاج وتملك امكانات كبيرة، فإن فرنسا استبعدت بوضوح التدخل عسكريا في ساحل العاج رغم انها دعت مواطنيها الي مغادرة هذا البلد. وهي لا تزال تتذكر تظاهرات مؤيدة لجباجبو في 2004 سقط فيها 50 متظاهرا برصاص فرنسي. وحذر خبير من ان الخيار العسكري يشكل سيناريو كارثيا. واضاف ان تنفيذ عملية عسكرية اجنبية سيصطدم بالعدد الكبير من مناصري جباجبو في ابيدجان، وخصوصا القيادي بلي جودي الذي يثير رد الفعل الوطني ليشمل دائرة اوسع من مناصري جباجبو. وأشار إلي ان الوقت يضغط بالنسبة لمعسكر وتارا المعزول في فندق في ابيدجان. وهو يستطيع بالتأكيد التعويل علي التمرد السابق الذي يقوده رئيس وزرائه غيوم سورو الذي يسيطر علي شمال البلاد. غير ان القدرة الحقيقية لهذا التمرد لا تزال مجهولة في الوقت الذي يعتمد فيه غباغبو علي جهاز امني قوي.
