هل يمكن تخيل الحياة الآن بدون الإنترنت، وكل الأعمال الآن مرتبطة من قريب أو بعيد بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الشبكة العنكبوتية الجهنمية «الإنترنت»، ومن غير المنطقى أن تتحدث الآن عن عالم دون إنترنت فهذا ضرب من الخيال ودائماً نتساءل كيف كان العالم بدون إنترنت وبدون المحمول؟ المهم الآن أن الدنيا كلها لا تعرف إلا لغة واحدة فقط هى لغة الإنترنت والتكنولوجيا والاتصالات والتطور رهيب جداً فى هذا القطاع لدرجة أنه يمكن ونحن نكتب هذا المقال أن يحدث تطور آخر لم نكن نعلمه. والمنافسة فى دنيا الإنترنت أصبحت هى السوق الرائجة والكل يسعى لتقديم أفضل خدمة بأقل أسعار، وإذا كان الإنترنت فى مصر مازال دون السرعة والكابسيتى العالمية فالسرعة لدينا مازالت فى مستوى 40 ميجا فى أقصى تقدير، فى حين أن العالم يتحدث عن سرعة 300 و400 ميجا ونعلم أن دول شرق آسيا أو الفار ايست هى الأكثر تقدماً سواء كوريا أو اليابان وأن أستراليا تلاحقهما فى حين تلهث أمريكا وأوروبا وراءها، أما نحن فى دول العالم الثالث أو المتخلف فمازلنا نحاول أن نجد مكاناً لنا على الخريطة وسط هؤلاء العمالقة، وفى مصر يبذل المهندس عاطف حلمى، وزير الاتصالات، ومعه كوكبة من أفضل الخبراء فى مقدمتهم المهندس هشام العلايلى، رئيس جهاز تنظيم الاتصالات، ومعه فريق عمل متميز. وعلى رأس أسلحة وزارة الاتصالات وفى مقدمة أدواتها فى هذا المجال الشركة المصرية للاتصالات وهى شركة عملاقة قد تقترب من بريتش تليكوم وفرانس تليكوم فى حجم التعاملات والكابلات والبنية الأساسية لقطاع الاتصالات فى مصر كلها ومعها شركات المحمول وشركات تسعى لتقديم خدمة الإنترنت المحمول وليس الثابت والأزمة التى شهدها السوق مؤخراً سببها أن المصرية للاتصالات، كما وعدت من قبل تسعى إلى تطوير البنية الأساسية والتحول من استخدام الكابلات النحاس إلى الألياف الضوئية أو الفايبر، وهذه نقلة حضارية مهمة جداً على طريق التطوير والانتقال إلى سرعات عالية وكابسيتى هائلة وعندما تم هذا التحول جزئياً صرخت شركات المحمول وأبلغت جهاز تنظيم الاتصالات أن المصرية تحابى «تى داتا» وتوفر لها خدمة الإنترنت البتستريم فقط فى الوقت الذى ترفض فيه تزويد الشركات الأخرى بهذه الخدمة، ما أثر كثيراً على كفاءة الخدمات وتدخل جهاز تنظيم الاتصالات وطلب من المصرية أن تصدر بياناً توضيحياً حول هذه الأمور، وبالفعل أسرعت المصرية وأصدرت بياناً أكدت فيه أنها سبق أن طلبت من جميع الشركات أن توافيها باحتياجاتها من البتستريم منذ عام 2009، وأن المصرية للاتصالات تعمل على رفع كفاءة القطاع كله ولا تنحاز إلى أى مشغل دون آخر وأن ما يهمها فى المقام الأول مصلحة العملاء ومصلحة الوطن وتعلم أن الإنترنت أصبح مثل الماء والهواء ضرورة من ضروريات الحياة. الجديد أن الرخصة الموحدة تتضمن إنشاء كيان عملاق يشارك فيه المصرية للاتصالات والشركات كلها مع وزارات كثيرة من أجل تطوير البنية الأساسية، وهذا هو الهدف الأسمى الذى لابد أن تتشارك وتتكاتف فى هيكل الشركات فى القطاع ولابد أن تحل كل المشاكل العالقة حول الرخصة الموحدة فوراً حتى يكون لدينا فى مصر خدمة إنترنت على مستوى عالمى ولا نتبادل الاتهامات حول البتستريم أو غيره.