اهتمت الصحافة البريطانية بآخر التطورات التي يشهدها العراق، وسقوط "الموصل"، ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة بغداد، في أيدي مسلحى تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية" المعروف ب"داعش" وهو ما اعتبروه بداية لانهيار منطقة الشرق الأوسط برمتها. تساءل الكاتب البريطاني "باتريك كوكبرن" بصحيفة الإندبندنت:" هل سيتدخل الغرب ثانية في العراق للقضاء على التهديد الإرهابي من قبل جماعات المتشددين الإسلاميين المسلحين. ورأى "كوكبورن" أن سقوط الموصل بأيدي "داعش" يعُد ضربة موجعة للحكومة العراقية التي لاذت بالفرار وتركت قواتها مراكزهم خوفا من أي مواجهة مع تلك الجماعات المسلحة. وأضاف "كوكبورن" قائلاً: يبدو أن ما حققه تنظيم "داعش" من انتصار في الموصل من شأنه أن يغير السياسة في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، نظرا لإدراك القوى الغربية أن الجماعات المشابهة لتنظيم القاعدة قد أحكمت سيطرتها على اجزاء واسعة من شمالي العراق وشمالي سوريا. أما صحيفة (التايمز) فتناولت طموح داعش وخروجها بعيدا عن نطاق حدود الدولة العراقية بمشاركتها في الصراع السوري الدائر، فرغم مساندتها في البداية للمعارضة السورية، إلا أنها سرعان ما أنقلبت عليها وبدأت تتخذ موقفا مضادا للمعارضة ومحاربتها، ولم تقاتل قوات الأسد، ويبدو أن ذلك كله يهدف إلى سعيها لفرض سيطرتها وإنشاء إمارتها الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت التايمز إلى أن ما يساعد "داعش" على الاستمرار والتطور هو تلقيها تمويلات كبيرة من عوائد الخطف والتهريب والهبات من مؤيدي التنظيم، وهو ما مكنهم من شراء أفضل أنواع الأسلحة وأكثرها تطورا. وألقت "التليجراف"اللوم على الحكومة العراقية وقواتها التي لم تعط الموصل الاهتمام المفروض خاصة أنها اظهرت مدى قوتها عام 2004 عندما حاولت قوات مشتركة أمريكية وعراقية دخول المدينة لكن المحاولة بائت بالفشل وهو ما أبرز مدى هشاشة القوات العراقية وقوة جماعات تنظيم القاعدة.