من حقنا أن نفرح. نفرح يوم خرجنا لانتخاب رئيس جديد.. ونفرح يوم إعلان نتيجة الانتخابات التقديرية.. ثم النتائج النهائية الرسمية. نعم من حقنا أن نفرح. بعد أن طالت أحزاننا طوال سنوات ثلاث.. اليوم الواحد فيها بألف عام.. ولكن متى يجب علينا أن نعمل.. أن نخرج للعمل؟. والمصيبة أننا نستمرئ الاجازات، وأسلوب الاجازات. حتى أصبحنا أكثر شعوب العالم حصولاً على الاجازات. ولو صنعوا مسابقة أو جائزة لمن يحصل على أكبر عدد من الأيام.. اجازات.. لفازت مصر بالمركز الأول عن جدارة.. وعن تميز. ونحن نأخذ اجازة عندما نولد.. وعندما نحتفل «بسبوع» الولد أو البنت.. ونحصل على اجازة للاحتفال بعيد الميلاد.. ونحصل على اجازة عندما نتزوج.. وناقص ناخد اجازة إذا تم الطلاق!! وكذلك نحصل على اجازة عندما نموت.. وبين هذه وتلك نحصل على اجازة لندلى بصوتنا فى الانتخابات.. ولم يعد أمامنا إلا أن نحصل على اجازة.. لنستريح من الاجازة السابقة!! وهكذا أصبحت حياتنا: اجازات فى اجازات.. ولا نعرف متى نحصل على اجازة إذا زاد الانتاج. أو زادت الصادرات.. بالذمة ده كلام. كل هذا بينما فى العالم نجد شعوبا ترفض الاجازات.. والطريف أننا استنكرنا العاملين فى اليابان على الحصول على اجازة. حتى اضطرت الحكومة اليابانية إلى إصدار قانون يرغم العاملين على الحصول على اجازات سنوية.. فضلاً عن الاجازات الأسبوعية. وهم شعب لا يعرف شيئًا عن الاجازات الموسمية.. أى فى الأعياد.. وربما لم يسمعوا عن اجازة تمتد لشهر كامل بلا عمل يذكر اسمها «اجازة شهر رمضان»، ولم لا.. وقد فهمنا خطأ أن رمضان نصوم فيه عن الطعام.. ولم يطلب منا ديننا الحنيف أن نصوم عن العمل!!. كما تهكمنا على اليابانى الذى ذهب إلى رئيسه شاكيًا متسائلاً: لماذا يعاقب ويجبرونه على الاجازة.. هل رأى منه رؤساؤه تقصيرًا حتى يجبروه على.. الاجازة. ولقد فهمنا خطأ أن تحديد ساعات العمل الرسمية كل يوم - وكل أسبوع - هدفه أن يستريح الواحد منا ليعود إلى عمله أكثر نشاطًا. وطبقنا مثل الببغاوات حكاية يومى الاجازة الأسبوعية «الجمعة والسبت» مثل الأجانب يومى السبت والأحد لأن الانتاج عندهم يفوق ما هو مطلوب منهم.. بينما نحن لا نعمل 6 أو 7 ساعات يوميًا. ويا سلام لو عرفنا «كم دقيقة» يعمل المصرى كل يوم.. وليس «كم ساعة» يعملها الأجنبى ليس فى أوروبا وأمريكا فقط.. ولكن فى الصين وسنغافورة وماليزيا.. وبلاد لم تكن تركب سوى الأفيال، حقًا متى يعمل المصرى كما يعمل غير المصرى.. لأن العمل هو سر تقدم هذه الشعوب. هنا.. هل نطالب بإعادة النظر فى عدد أيام الاجازات الرسمية.. خصوصًا ونحن نحلم بالقفز فوق أزماتنا الحالية.. وهى أزمات لن ننجو منها إلا بالعمل الجاد. وأتذكر أن عدد أيام اجازاتنا الرسمية قبل يوليو 1952 كانت 7 أيام فقط بجانب عيدى الفطر والأضحى. هى عيد رأس السنة الهجرية وعيد الجهاد الوطنى، ومولد النبى، وميلاد الملك، وعيد الدستور ويوم شم النسيم.. وعيد الجلوس الملكى.. وكانت هناك أعياد نحتفل بها ولكنها لم تكن اجازات مثل الاحتفال بعودة المحمل.. ووقفة العيد الصغير، والاحتفال بوفاء النيل، والاحتفال بعرض الكسوة الشريفة والوقوف بعرفات. وكانت هناك مواسم أخرى - ولم تكن اجازات - مثل ليلة عاشوراء وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان وأول أيام رمضان وليلة القدر. فهل يستطيع أحد «الآن» أن يحصى عدد الأيام التى نحصل فيها على اجازات.. أم من الأفضل أن «نحصى» عدد الأيام التى نعمل فيها الآن.. بالضبط؟ ربما كان ذلك أفضل. كل ذلك بسبب اعتبار يوم غد «الأحد» اجازة بمناسبة أداء المشير السيسى اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا لمصر، أمام المحكمة الدستورية العليا. نقول ذلك لأننا نصفق للعاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بسبب مبادرته الرائدة لدعوة العالم لمساعدة مصر.. وهو يستحق ذلك وأكثر. ولا نصفق لأننا «قررنا» زيادة ساعات العمل والانتاج والتنازل مؤقتًا عن بعض الحوافز لمصلحة الخزانة المصرية.. تقديرًا للظروف شديدة القسوة التى تعيشها مصر الآن. ويا من قمتم بأعظم ثورتين معاصرتين «25 يناير و30 يونية» لماذا لا نقوم الآن بالثورة الثالثة.. الثورة المكملة لهاتين الثورتين.. أقصد ثورة للعمل وللإنتاج.. وكفاية بقى اجازات. حرام عليكم ما تفعلونه بالوطن المثخن بالجراح المميتة.