السيسي: آل البيت وجدوا الأمن والأمان في مصر    اليوم.. «تضامن النواب» تناقش موازنة المركز القومي للبحوث الجنائية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 12 مايو 2024    «المالية» تعلن تبكير مواعيد صرف مرتبات شهر يونيو    الطرق الصوفية تعلق على قرار السيسي بتطوير أضرحة آل البيت    الإسكان: 15.8ألف حجز للوحدات السكنية ببيت الوطن للمصريين بالخارج خلال 3 أيام    رئيس كولومبيا يهاجم نتنياهو: التاريخ يسجلك "مرتكب إبادة جماعية"    استقالة مسئول كبير بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي    بوريل: على إسرائيل ضمان سلامة المدنيين في رفح    كرة اليد، عمرو صلاح ينفي تعيين مجدي أبو المجد مديرا فنيا لمنتخب الناشئين    وزير التعليم يرأس لجنة مناقشة رسالة دكتوراة حول تعميم نظام المدارس التكنولوجية التطبيقية    السيسي يفتتح أعمال تطوير ومقام السيدة زينب.. ويؤكد: لدينا خطط كبيرة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة والصالحين.. ويوجه بتعويض أصحاب المنازل المحيطة بالمساجد التي تعمل الدولة على تطويرها    انطلاق فعاليات الملتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية.. اليوم    التنظيم والإدارة يعلن عن وظائف بجامعة مطروح    الأونروا: نزوح قرابة 300 ألف شخص من رفح خلال أسبوع    «القاهرة الإخبارية»: القيادة المركزية الأمريكية تسقط 3 مسيرات جنوب البحر الأحمر    مؤتمر صحفي للإعلان عن قواعد القبول بمعاهد معاوني الأمن    ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي قبل مباراة مانشستر يونايتد وآرسنال اليوم    حركة القطارات | 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 12 مايو    مصرع شاب في حادث تصادم بطريق شبرا بنها – الحر في القليوبية    موعد عيد الأضحى المبارك 1445ه: تفاصيل الإجازة وموعد وقفة عرفات 2024    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض "الإبداع في التصميم التنفيذي للمنشآت الخشبية الخفيفة"    الرئيس السيسى يوجه بتعويض أصحاب المنازل المحيطة بمساجد آل البيت والصحابة    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    طريقة عمل مولتن كيك، في البيت باحترافية    الصحة: تطوير وتحديث طرق اكتشاف الربو وعلاجه    ما حكم الحج عن المتوفى إذا كان مال تركته لا يكفي؟.. دار الإفتاء تجيب    أستراليا تشكل لجنة لمراقبة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع    رئيس اليمن الأسبق: نحيي مصر حكومة وشعبًا لدعم القضايا العربية | حوار    محاكمة 19 متهمًا ب«خلية تزوير المرج».. اليوم    وزير الرياضة يفتتح أعمال تطوير المدينة الشبابية الدولية بالأقصر    مواعيد مباريات اليوم الأحد 12- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد تبدأ خلال ساعات بشرط وحيد    ارتفاع مبيعات الجملة للسيارات في إبريل بواقع 9.3% سنويا    بطولة العالم للإسكواش 2024| تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة    الحكومة: تعميق توطين الصناعة ورفع نسبة المكون المحلى    «آمنة»: خطة لرفع قدرات الصف الثانى من الموظفين الشباب    ما التحديات والخطورة من زيادة الوزن والسمنة؟    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    تحذير مهم من "تعليم الجيزة" للطلاب وأولياء الأمور لهذا السبب    الصحة تعلق على قرار أسترازينيكا بسحب لقاحاتها من مصر    يسرا: عادل إمام أسطورة فنية.. وأشعر وأنا معه كأنني احتضن العالم    الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 12 مايو 2024 (للبيع والشراء)    تفاصيل جلسة حسين لبيب مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة نهضة بركان    "الأوقاف" تكشف أسباب قرار منع تصوير الجنازات    كولر يحسم موقف الشناوي من رحلة تونس لمواجهة الترجي    ملف رياضة مصراوي.. مذكرة احتجاج الأهلي.. تصريحات مدرب الزمالك.. وفوز الأحمر المثير    حبس سائق السيارة النقل المتسبب في حادث الطريق الدائري 4 أيام على ذمة التحقيقات    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    أخبار × 24 ساعة.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    يا مرحب بالعيد.. كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024    أستاذ لغات وترجمة: إسرائيل تستخدم أفكارا مثلية خلال الرسوم المتحركة للأطفال    بعيداً عن شربها.. تعرف على استخدامات القهوة المختلفة    علي الدين هلال: الحرب من أصعب القرارات وهي فكرة متأخرة نلجأ لها حال التهديد المباشر للأمن المصري    حظك اليوم برج العذراء الأحد 12-5-2024 مهنيا وعاطفيا    وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساكنى القوراب.. موجة في نهر بلا مرسي

مع انكسار شمس الغروب علي ضفاف النيل، تسدل كلمة النهاية ليوم شاق، لتجلس جلستها المتئدة علي طرف القارب وتنعم بهدهدات النيل الحانى.
فبعد أن خطت سطور صفحة النهار لم يتبقى سوى ساعات الحلم قبل أن يبدأ نهار جديد لتدور الوتيرة الفلكية المعتادة .. ترمى بشباك الرزق علي الصفحات الزرقاء طلباً للقوت، فتلبيها اهتزازات الحبال التى تترجمها لبعض الجنيهات تغلق بها أفواه لم تطمع سوى بغد أفضل.
هي حياة عائمة علي أمواج لم تعرف للمرسي شاطئ.. بيوت خشبية لا سقف لها ولا أبواب تهيم في نيل الأقدار.. فهنا تبدأ الحياة وبها تنتهى.. هنا تصعد الأبراج والفنادق وهناك يخسف بساكنى القوارب أرض المشاق.
فعلي أطراف النيل أسفل كوبري الجلاء بمحافظة الجيزة، يتراص عدد من القوراب الخشبية والمراكب التى تتكىء علي الشاطىء في انتظار الرزق .. تسكنها بعض الأسر الفقيرة التى ترتزق من قوت النيل ولا يربطها بحياة البشر سوى الحبل الواصل بين القارب والشاطئ، فالمنزل القارب هو مكان للرزق والسكن وهو مأوى بلا مأوى لأشخاص يعيشون خارج حدود الزمن.
التقطت بوابة الوفد تلك الظاهرة في محاولة لتسليط الضوء عليها وكشف أسرار هذا العالم ومعرفة ما يجول علي صفحات النيل داخل تلك القوراب، وبالفعل وفدنا إلي هناك نحمل أدواتنا والكاميرا لتسجيل كل لقطة ورصد ما يمكن رصده، لنتفاجأ برفض تام من الجميع جعلنا نذهل أمامهم ونتساءل عن السبب.
فتروى فاطمه إحدى القانطات بقارب هناك أن ساكنى القوراب سأموا من تسليط كاميرات الإعلام علي وجوههم والرقص علي جراحهم دون الوصول إلي حل أو من يسمع صرخاتهم المتواصلة .. فمنذ سنوات وقاطنى المراكب يأنون، حتى أننا نرى وجوها ودموعا علي الشاشات فنتأثر بها رغم معايشتنا لهذا الواقع .. حتى أدركنا أنه لا نفاذ إلي قلوب البشر.
وتضيف أم وليد – بائعة شاى علي كورنيش النيل- " لقد كنت أرشد الصحفيين بنفسي إلي تلك القوارب وإلي الحالات التى تحتاج إلي تسليط الضوء علي احتياجها .. مرة بعد الأخرى وقلبي يقفز من الفرحة بالدور الذي أؤديه في حياة المحتاجين ولكن السنوات تمر والوضع يبقى علي ما هو عليه .. لا الحكومة تتحرك والمسئولون مشغولون بمشاريعهم وملفاتهم أو أى اهتمام آخر سوانا، فهؤلاء (في إشارة لساكنى القوراب) لا يحتاجون إلي إثبات أنهم الأحق من غيرهم بالاهتمام أو العناية .. بل يحتاجون فقط إلي إلقاء نظرة من بعيد للتعرف علي الفوراق بين طبقات البشر".
وبالطبع لم نستطع أن نكمل جولتنا بين القوراب، فهناك من رفض الاستماع وهناك من دخلت قاربها لإكمال مهامها اليومية وهناك من رفع صوته يطالبنا بالخروج من منطقتهم الخاصة والرجوع إلي عالمنا مستنكرا من نظراتنا وأسئلتنا التى لا تعنى له سوى التذكير بواقع قاسي يعيشه كل يوم متجاهلا مرارته التى سدت الحلوق.. ليبقي التساؤل، إلي أى طريق سيصل بنا هذا الحال من التجاهل والنكران لرفاقنا من البشر ؟ وما هو تاريخ اليوم الذي ستمتد فيه يد المسئولين للمحتاجين قبل الاهتمام بتجديد مؤسسة كذا أو إزالة كذا أو ترميم كذا أو مكافأة كذا وغيرها من المهام، وأخيراً متى ستتحقق العداله التى يتنفس فيها الغفير والوزير والموظف والمدراس نفس الهواء ويتناول ذات الأطعمة؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.