الإذاعي والإعلامي الكبير وجدي الحكيم، سيظل علامة مضيئة في تاريخ الإذاعة المصرية، والإعلام المصري بشكل عام، كان شاهداً علي التحولات السياسية والاجتماعية والفنية في مصر، حاور العمالقة في جميع المجالات، خاصة الفنية، لديه كنوز إذاعية من الحوارات النادرة مع عمالقة الزمن الجميل. في عيد الإذاعة ال 80 أجرينا معه هذا الحوار، حول الإذاعة بعد 80 عاماً وهل مازالت تحتفظ بمكانتها، وهل سيتم تطهير الإعلام مع تولي المشير السيسي الرئاسة، ومدي تأثير الإذاعات الخاصة علي الإذاعة الأم، وعودته قريباً لتقديم البرامج بالإذاعة والتليفزيون.. سألناه عن حالته الصحية وهل سيسافر للعلاج بالخارج؟ ماذا تقول عن الإذاعة في عيدها ال 80؟ - أقول يا إذاعتي أنتِ مازلت شابة وأنتِ تستقبلين عامك الثمانين، الإذاعة المصرية لديها قدرة عجيبة علي إنجاب أجيال جديدة تخدم وتقود الإعلام.. هذه الأجيال بإذن الله ستتحمل مسئولية إنقاذ الإعلام والقضاء علي السلبيات الحالية.. وأؤكد أن الإذاعة المصرية بخير وشباب الإذاعة يبدأون من حيث انتهينا ومستقبلهم مشرق بإذن الله، وإبداع الإذاعة والإذاعيين لم ولن يتوقف. ولكن جيلكم كانوا نجوماً بحق ومازالت برامجكم محفورة في وجدان الملايين رغم مرور نصف قرن علي بعض البرامج الإذاعية؟ - هذه حقيقة لا أستطيع إنكارها ولكن الظروف تغيرت والمناخ مختلف تماماً عما كان عليه في القرن الماضي.. الشعب المصري بطبيعته يميل للتاريخ ويبحث دائماً عن جذوره، من هنا جاء ارتباط الناس بأصوات جلال معوض وآمال فهمي وصبري سلامة وطاهر أبوزيد وفاروق شوشة وأبلة فضيلة وبابا شارو، وغيرهم كثيرين، في جيلنا كانت المنافسة محتدمة، وكان الجميع يتنافس لتقديم الأفضل.. حالياً هناك زحام سواء في الإذاعات أو الفضائيات، الريموت كنترول هو البطل، وأعتقد أن هذا المناخ من الصعب أن ينتهي المناخ للمواهب الحقيقية، ولكن حتي الآن الكثير جداً من المصريين في مختلف الأعمار مازالوا مرتبطين بالإذاعة. هل تعتقد أن الإعلام سيتم تطهيره مع تولي المشير السيسي الرئاسة؟ - كلمة تطهير صعبة، الإعلام لم يلوث لهذه الدرجة، بل حالت الظروف أن يقوم بدوره الإيجابي، يخطئ من يتصور أن الإعلام المصري فقد ريادته، الدراما المصرية مازالت في المقدمة، الأغنية المصرية مازالت في المقدمة، والبرامج السياسية بشكل عام، وعلي العموم لدي تفاؤل كبير بالمستقبل وقيام الإعلاميين القدامي بدورهم في تهيئة المناخ للأجيال الجديدة. ومتي نري الإعلامي الكبير وجدي الحكيم علي الشاشة ليعطينا عصارة خبرته الإعلامية؟ - بإذن الله قريباً جداً، حيث اتفقت مع الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام علي تقديم برنامج «أيام زمان»، وأتناول من خلاله ذكرياتي مع عمالقة الفن في الزمن الجميل، وبالنسبة للإذاعة سأقدم بإذن الله برنامجاً بعنوان «قالوا لي» وسيذاع علي العديد من المحطات الإذاعية في مصر والعالم العربي يتضمن العديد من الحوارات الإذاعية النادرة لفنانين لم نسمعهم من قبل يتحدثون عن حياتهم الخاصة، منهم ماري منيب ورشدي أباظة والعديد من الفنانين، والبرنامج سوف يتضمن العديد من المفاجآت. هل أثرت الإذاعات الخاصة علي الإذاعات الأم؟ - لا.. طبعاً يخطئ من يتصور أن الإذاعات الخاصة تؤثر علي الإذاعات الكبري، الناس في الريف والصعيد مازالوا يعتمدون علي الإذاعات الرئيسية، ويعتقدون أن الخبر الصادق والحقيقي في الإذاعات الكبري. هل فقدت الإذاعة بعضاً من مكانتها مع كثرة الفضائيات؟ - لا طبعاً.. الناس في الشارع والسيارات والمواصلات العامة لا تسمع إلا الإذاعة وأيضاً في المنازل، وحاسة السمع عند الإنسان دائماً هي الأقوي، كما قال الحق سبحانه وتعالي في القرآن الكريم، حيث قدم السمع علي البصر، والراديو بشكل عام يثري الوجدان، وهناك ارتباط عميق بين الراديو والمستمع، السحر الخاص للإذاعة لا يقاوم، مهما تعددت وسائل الإعلام المرئي والإلكتروني. ما سلبيات الإعلام الرسمي والخاص من وجهة نظر إعلامي كبير؟ - بداية المشكلة الأساسية في الإعلام الرسمي، أن كل من هب ودب بيدخل إعلام الدولة، وللأسف الشديد بعضهم كل همه الحصول علي الأموال دون عمل يذكر، ووصل الأمر لمحاولة الاعتداء علي بعض القيادات للحصول علي مزيد من الأموال، وأطالب بعودة القبضة الحديدية وليست الباطشة حتي يعود الانضباط لهذا المبني العريق، وكفانا انفلاتاً داخل ماسبيرو.. أما الإعلام الخاص مصيبته في البحث عن الإثارة علي حساب المهنية، شاهدنا العجب، ناس من الشارع إلي الاستوديوهات مباشرة دون تدريب أو تعليم، «عمرك شفت جراح يمارس المهنة قبل أن يدخل كلية الطب؟».. للأسف حدث هذا في الإعلام الخاص. وماذا عن حالتك الصحية وهل ستسافر للعلاج في الخارج؟ - الحمد لله تحسنت صحتي بعد أن أجريت الإشاعات والتحاليل اللازمة بالجهاز الهضمي، ولا حاجة لي للعلاج بالخارج وسأستكمل العلاج اللازم في القاهرة.