حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من أن تأخر هطول الأمطار وتقلب أنماط الطقس في الصومال يثير مخاوف تهدد المحاصيل والإنسان والحيوان، فيما تتراجع أرصدة المخزونات الغذائية من الحصاد المحصولي الأخير المتواضع وتواصل حركة الأسعار ارتفاعها الحاد. ذكر بيان نشرته "فاو" ووزع في القاهرة أن الأوضاع تتدهور أيضاً بفعل الصراع وعدم كفاية التمويل للإجراءات ذات الأولوية، الهادفة إلى تلبية احتياجات المجتمعات والمناطق الأشد تضرراً في البلاد. يقدر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في الصومال حالياً بنحو 860000 نسمة، بما في ذلك أكثر من 200000 طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية. وتبلغ التكلفة الكلية للمخطط الشامل في برنامج منظمة "فاو" بالصومال (2014-2017) 566 مليون دولار أمريكي، ولكن حتى الآن، لم يمول أكثر من 14 بالمائة من المبالغ المقدرة. وقال الخبير لوكا ألينوفي، رئيس مكتب "فاو" في الصومال وممثل المنظمة في كينيا، إن "شعب الصومال لا يسعه الانتظار ليرى كيف سيأتي موسم الحصاد القادم، فهو بحاجة إلى دعم عاجل لتعزيز أمنه الغذائي والحفاظ على موارد رزقه، لا سيما وأن معظم السكان يعتمدون مباشرة على الزراعة". وتلتمس منظمة "فاو" على عجل حالياً، وبالتنسيق مع الشركاء في التكتل الدولي للأمن الغذائي (FSC) الذي يتولى الاستجابة للحالة الإنسانية دولياً، تعبئة 18 مليون دولار أمريكي لتوسعة نطاق التدخلات السريعة (إستجابات الأولوية في غضون 90 يوماً)، بغية الحيلولة دون مزيد من تفاقم أوضاع الأمن الغذائي في الصومال والتخفيف من وطأة الأوضاع. أدت البداية المتأخرة عام 2014 لموسم "غو" المطير في الصومال إلى مضاعفة المخاوف التي استُحست بالفعل نتيجة ضعف حصاد موسم يناير 2013 / 2014، والذي عزا بدوره إلى موسم "دير" هزيل، أو موسم الأمطار القصير الأقل موثوقية الذي يبدأ من اكتوبر وينتهي في ديسمبر. جاءت المحاصيل أقل بكثير من المتوسط في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، عقب أسابيع من تأخر أو عدم انتظام الأمطار، فضلاً عن الفيضانات حول الأنهار.