الربح يحتاج التجدد، والنجاح دائما يستلزم أفكارا وطرقا غير تقليدية. هذا هو الدرس الأهم فى عالم البيزنس، ولاشك أن الشباب المصرى يحمل أفكاراً متنوعة لتحقيق ذلك. فى قطاع الاستثمار والمشروعات هناك بيزنس من نوع آخر، غير تقليدي، خلاق، متجدد، يوحى بعقليات متطورة قادرة على التفكير خارج الصندوق بدلا من تكرار المشروعات المعتادة. الحكايات كثيرة ومتنوعة والشباب هم أبطالها الحقيقيون الذين سعوا إلى الاختلاف والتطوير والتجديد فى أفكار المشروعات الرابحة. إن الفترة الأخيرة شهدت تقدم عدد من المستثمرين الشباب قدموا طلبات إلى الغرفة الغذائية لإنشاء شركات جديدة لإنتاج الضفادع. وكان من الواضح أن تلك الشركات تقوم بشراء أراض لإقامة مزارع خاصة لإنتاج الضفادع وتغذيتها والإشراف على تكاثرها ثم تجميعها وذبحها قبل تصديرها إلى بعض دول أوروبا. ومن المعروف أن فرنسا وسويسرا تحديدا تعتبر وجبة الضفادع إحدى أهم الوجبات الرئيسية لذلك المجتمع. وطبقا لبيانات احصائيات الإنتاج الغذائى فقد بلغ انتاج مصر من الضفادع فى العام الماضى نحو 250 طن ضفادع، وتنتشر مزارع الضفادع بمحافظة الجيزة خاصة منطقة أبو رواش حيث يقوم بعض المستثمرين بوضع مجموعات فى بيئات معينة وذبحها بعد عدة أشهر. ويقول حسين نعمان، أحد أصحاب مزارع الضفادع بمنطقة أبى رواش إن بعض الدول تفضل استيراد الضفادع حية بينما تفضل دول أخرى استيرادها بعد ذبحها وسلخها وتقطيع سيقانها. ويتراوح سعر طن الضفادع المذبوحة بين 25 و30 ألف دولار. مزارع الثعالب أيضا كانت من بين القطاعات الأكثر اهتماما من جانب مستثمري الشباب. ورغم أن تلك المزارع عرفت طريقها إلى مصر منذ السبعينيات من القرن الماضى على يد سيد مرعى، إلا أن بعض الشباب المغامر اتجه مؤخراً إلى عمل مزارع جديدة، فضلاً عن اصطياد الثعالب البرية لتصدير فرائه. ويكشف نادر حسانين أحد مصدرى الفراء أنه تتم معالجة الفراء بعد سلخه وتجفيفه ثم يتم بيعه لكثير من المكاتب العاملة فى مجال الاتجار بالفراء. هانى قسيس، وكيل المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية، كانت له تجربة رائدة فى تحويل القمامة إلى منتجات ورقية من خلال استخدام تكنولوجيا وتقنيات متطورة. إن مخلفات الورق وقصب السكر تتم معالجتها صناعيا لتتحول إلى مواد كيماوية فعالة تستخدم فى عمل الملفات البلاستيكية والفايلات والكشاكيل الورقية، قبل أن يتم تصديرها إلى كبرى الشركات الامريكية. كان العمل التقليدى فى مجال صناعة المنتجات الورقية يعتمد على استيراد الورق الخام واستخدامه فى صناعة الكراسات، إلا أن اهتمام «قسيس» بدراسات المخلفات دفعه إلى بحث امكانية تصنيع منتجات ورقية بكفاءة وجودة عالية اعتماداً على مخلفات قصب السكر المنتج فى شركة السكر الوطنية. ويقول إن ذلك ساهم فى أن يتصدر قائمة موردى المنتجات الورقية فى السوق الأمريكى حيث تباع منتجات شركته فى سلسلة «وول مارت» العالمية. ولا تقتصر مشروعات البيزنس غير التقليدية على مجتمع المستثمرين، وإنما هناك شباب من خارج نطاق البيزنس دخلوا تجارب جديدة حققوا منها أرباحا وفيرة. يحكى الدكتور محمد عبدالعظيم وهو طبيب قلب أنه كان فى زيارة علمية لدولة السويد لحضور مؤتمر طبى ولاحظ عند دخوله للحمام أن هناك مباول كرتونية يتم توزيعها للسيدات، واستغرب المشهد وسأل عن سبب بيع تلك «المباول» فأخبروه أنها تستخدم كوسيلة أسرع ولرغبة كثير من السيدات عدم التبول وهن جالسات تجنبا للعدوى. وعاد الرجل إلى مصر ومعه عدد من تلك المباول وتوجه إلى أحد مصانع الكرتون وطلب منهم عمل عشرة آلاف قطعة بذات الشكل، ثم ذهب بتلك القطع إلى معامل التحاليل الطبية ليبيعها، وفوجئ بوجود طلب عال عليها وحقق ربحاً تجاوز ال70 %، ثم فوجئ أن كثيراً من مصانع الكرتون بدأت بالفعل فى إنتاج تلك المباول وبيعها لمعامل التحاليل.