اقترح خبراء الزراعة والأغذية روشتة من 22 إجراء لإنهاء أزمة السكر الراهنة فى مصر.. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها معهد بحوث الاقتصاد الزراعى يوم الاثنين الماضى تحت رعاية السيد أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى تحت عنوان (مشكلة السكر فى مصر.. الأبعاد.. الأسباب.. الحلول). وترأس الندوة د. أيمن فريد أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية، وتولى أمانة الندوة د. فوزى الشاذلى مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعى، وقد خرج المشاركون فى الندوة ب 22 توصية لحل أزمة السكر الراهنة. أوصى المشاركون بالعمل على تقليل الفاقد من المحاصيل السكرية فى مراحل تداولها المختلفة مع التأكيد على زيادة الاستثمار فى البحوث الخاصة لتقليل الفاقد، وبالعمل على تجميع المساحات المزروعة بالبنجر من خلال التعاونيات وتطبيق الدورة الزراعية حتى يمكن استخدام الميكنة فى الزراعة وبالتالى زيادة الإنتاجية الفدانية من خلال زيادة عدد نباتات محصول بنجر السكر فى الفدان إلى 30 ألف نبات للوصول إلى إنتاج يبلغ 30 طنا للفدان، ولتوفير القروض والتسهيلات الائتمانية لتمويل المستلزمات والعمليات الزراعية لإنتاج المحاصيل السكرية وتقديم الدعم الكافى لمزارعى بنجر السكر فيما يتعلق بتسوية الأرض بالليزر، والحرث العميق تحت التربة وتوفير المبيدات والأسمدة اللازمة بأسعار مناسبة والاهتمام بتوفير الحزم التكنولوجية والارشادية لمزارعى المحاصيل السكرية فى الإنتاج وخصوصا فى عمليات الزراعة والحصاد. توجيه جهود مراكز البحث العلمى المتخصصة نحو استنباط ونشر أصناف جديدة من المحاصيل السكرية التى تحقق أعلى إنتاجية ممكنة، واحتياجاتها الاروائية قليلة نسبيا خاصة بالنسبة لقصب السكر. استخدام تكنولوجيا زراعة الأنسجة لتحسين إنتاجية محصول قصب السكر وتعميمها فى مناطق زراعة قصب السكر وكذلك التوسع فى مشاريع الرى السطحى المطور. الاستثمار فى دعم البحوث والارشاد الزراعى من خلال زيادة مخصصات البحوث بمركز البحوث الزراعية. وفى مجال التسويق أوصت الندوة بوضع السياسات والتشريعات التى تنظم أسواق وأسعار السكر للمستهلك بالتنسيق مع جميع الجهات العاملة والمعنية بالإنتاج الزراعى والصناعى والاستيراد والنقل وتجارة السكر لاستقرار الأسعار. الاهتمام بالدراسات الاقتصادية ودراسات السوق والتوقعات بالأسعار العالمية والمحلية. التأكيد على زيادة كفاءة نظام الزراعة التعاقدية بين المزارعين ومصانع البنجر بما يحقق مصلحة كل من الطرفين مع وضع الضوابط الملزمة لتنفيذ شروط التعاقد مع إنشاء جهات مختصة بنظر الخلاف بين طرفى التعاقد. وضع سياسات سعرية ملائمة تأخذ فى الاعتبار تحقيق هامش ربح عادل لمزراعى قصب وبنجر السكر مقارنة بأسعار وعوائد المحاصيل الشتوية المنافسة على أن يعلن عنها قبل مواسم الإنتاج بفترة كافية لتشجيع الزارع. العمل على التحكم فى العمليات التسويقية الخاصة بوزن المحصول وتحديد نسبة السكر والشوائب وخاصة فى حضور منتجى محصول بنجر السكر وبطريقة رسمية مكتوبة حتى تزيد الثقة بين المزارعين وإدارة المصانع. دخول هيئة السلع التموينية والتعاونيات الاستهلاكية كمنافس للتجار فى استيراد السكر الخام وتوريده للشركات لتكريره. وقف عمليات تهريب السكر عبر الحدود بين مصر والدول الأفريقية. وفى مجال الاستهلاك أوصى المشاركون بالندوة بالاهتمام بترشيد استهلاك السكر، ونشر الوعى الغذائى السليم بين المواطنين للنزول بمتوسط نصيب الفرد إلى ما يقرب من المتوسطات العالمية ويمكن تحقيق ذلك من خلال البرامج الارشادية وخصوصا الصحية بمختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. الاهتمام بتوفير بدائل السكر (المحليات) لصناعة الحلويات والمشروبات. وفى مجال التصنيع التوسع فى إنشاء مصانع بنجر السكر وفق الخريطة الزراعية له مع تحفيز التعاونيات والقطاع الخاص على توجيه استثماراتهم فى هذا المجال. الاهتمام بتصنيع المخلفات الناتجة عن تصنيع بنجر السكر وخصوصا فى صناعة الأسمدة عن طريق خلط عروش البنجر مع هذه المخلفات. العمل على جذب الاستثمارات العربية فى مجال صناعة السكر فى مصر. وفى مجال استيراد وتوزيع السكر تشجيع التعاونيات والقطاع الخاص على الدخول فى مجال الاستيراد لزيادة عدد المستوردين بغرض منع احتكار القلة للسوق المحلى مع إتاحة الفرصة أمام مصانع السكر التابعة لقطاع الأعمال باستيراد السكر الخام. إعادة النظر فى منظومة التجارة الداخلية فى توزيع وتداول السكر وذلك من خلال وزارة التضامن الاجتماعى والمجمعات والتعاونيات الاستهلاكية المختلفة. قيام أجهزة الدولة المعنية بتعزيز المخزون الاستراتيجى من السكر لمواجهة الظروف غير المناسبة والأزمات التى يمكن أن تحدث فى الدولة المصدرة. التأكيد على ضرورة اهتمام الدولة بتطبيق الاستراتيجية الخاصة بزيادة نسبة الاكتفاء الذاتى من السكر فى مصر. كان قد تم فى بداية فعاليات الندوة افتتاح المعرض العلمى لإنجازات المعهد من الدراسات والأبحاث والكتب الحديثة التى أعدها أعضاء الهيئة البحثية بالمعهد خلال الفترة الأخيرة، وقد أشاد الحضور بحهود المعهد فى إثراء العملية البحثية وأكدوا أن هذه الدراسات والبحوث التى أعدها المعهد فى الفترة الأخيرة والتى تناولت موضوعات تعالج المشاكل الحالية للزراعة المصرية. وفى الجلسة الافتتاحية تحدث د. فوزى الشاذلى مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعى وقد تناول أبعاد مشكلة السكر فى مصر والعالم وتحدث عن الوضع الحالى لإنتاج المحاصيل السكرية فى مصر وأسباب حدوث مشكلة السكر على المستوى العالمى وامتداد أثارها إلى السوق المصرى. كما استعرض الأسباب والعوامل التى أدت إلى حدوث هذه المشكلة والتى منها انخفاض إنتاج الدول المصدرة للسكر كالهند نتيجة سوء الظروف المناخية والجفاف فضلاً عن استخدام نحو 55% من إنتاج البرازيل من محصول قصب السكر فى صناعة الايثانول، وتناول سيادته المشاكل التى تواجه إنتاج محصول قصب السكر أفقيا نظرا للاحتياجات المائية المرتفعة لهذا المحصول فى ظل ندرة المياه، كما أن محصول بنجر السكر يتنافس على المساحة مع كل من القمح والبرسيم فضلا عن استيراد بذور إنتاج بنجر السكر بتكاليف مرتفعة وطالب بضرورة وضع استراتيجية للتوسع فى زراعات البنجر بالأراضى الجديدة مع تقديم الدعم الكافى للمزارعين فى مجال تسوية الأرض بالليزر أو الحرث العميق أو توفير المبيدات والأسمدة اللازمة بأسعار مناسبة. كما تناول بعض المشاكل التسويقية التى تواجه بيع محصول بنجر السكر واقترح لمواجهتها التوسع فى نظام الزراعة التعاقدية مع انتشار جهات مختصة بنظر الخلاف بين طرفى التعاقد لتحقيق تنفيذ شروط العقد. كما أوضح ضرورة ترشيد الاستهلاك والحد من الفاقد من السكرومحاصيله، حيث يبلغ متوسط استهلاك الفرد فى مصر نحو 34 كيلو جراماً سنويا فى حين يبلغ هذا المتوسط نحو 20 كيلوجراماً سنويا فقط، ثم طرح نقاطا للمناقشة تضمنت كيفية مواجهة التحديات فى مجال صناعة السكر وتفعيل وتطوير منظومة التجارة الداخلية فى توزيع وتداول السكر والطرق والأساليب التى يمكن عن طريقها تقليل الفاقد من السكر خلال مراحل تداوله المختلفة، بالإضافة إلى الوسائل التى يمكن من خلالها كسر الاحتكارات والتكتلات الداخلية فى توزيع السكر فى مصر سواء المنتج محليا أو الذى يتم استيراده، إلى جانب التدابير التى يجب أن تتخذ من قبل الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات ذات الصلة من أجل منع تكرار وقوع هذه الأزمة. وعقدت الجلسة الأولى برئاسة د. نبيل حبشى رئيس بحوث غير متفرع بالمعهد واشتملت على ثلاث ورقات وهى إنتاج وتجارة السكر فى العالم، وتحدث فيه د. أحمد أبو رواش طلبة رئيس بحوث متفرغ بالمعهد، والمحاصيل السكرية فى مصر (الواقع والمأمول) وتحدث فيه د. مدحت أحمد عنيبر رئيس بحوث متفرغ بالمعهد، والواقع الحالى لتسويق وتصنيع بنجر السكر (المشاكل - الحلول) وتحدث فيه د. سوسن حسين عثمان رئيس قسم بحوث التسويق بالمعهد، وعقدت الجلسة الثانية برئاسة د. منير فوده عبد العال رئيس بحوث متفرغ بالمعهد واشتملت على ثلاثة موضوعات تمثلت فى الإمكانات المستقبلية لتنمية إنتاجية المحاصيل السكرية فى مصر وتحدث عنها د. أحمد محمد بسيونى مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، ومشاكل تصنيع السكر فى مصر وتحدث عنها كيميائى عبد الحميد سلامة رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر، وابعاد مشكلة السكر فى مصر ومقترحات حلها وتحدث عنها د. عبد الوهاب علام رئيس مجلس المحاصيل السكرية.