بعد ساعات قليلة يبدأ السباق الرئاسى بين المرشحين حمدين صباحي وعبد الفتاح السيسي، وهى الانتخابات التى دار حولها جدل كبير منذ أن بدأت إجراءاتها والإعداد لها، فهناك "مشارك، ومقاطع، ومبطل". الانتخابات الرئاسية انحصرت هذه المرة بين مرشحين اثنين، لكل منهما مؤيدون وأيضًا معارضون، بل وهناك غير المقتنعين بجدوى الانتخابات من الأصل، ويرونها مسرحية هزلية، وهو التيار الذى أعلن عن نيته مقاطعة الانتخابات. كما لم تخلُ الانتخابات الرئاسية هذه المرة من المتربصين بها والمحاولين إعاقتها بأى شكل كان، لإظهارها أمام العالم بأن 30 يونيو لم تكن سوى انقلاب عسكرى، وأن محمد مرسى رئيس شرعى، هؤلاء يعلمهم الجميع. المصريون غدًا، كل له وجهته ورأيه، إلا أننا نحاول أن نعرف إلى أين ستكون وجهة الإخوان ورجالهم غدًا، على الرغم من دعوتهم للمقاطعة التى يراها خبراء سياسيون بأنها مجرد دعوة شكلية لإظهار رفضهم للانتخابات أمام وسائل الإعلام الدولية، وفى الحقيقة سيكون لهم رأى آخر. يقول الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن جماعة الإخوان أصدرت تعليمات لأنصارها بضرورة المشاركة بقوة فى الانتخابات الرئاسية، مع إبطال الأصوات بدلًا من خيار المقاطعة التى تراجعت الجماعة عنه لعدم تحقيقه الفائدة المرجوة. وأوضح أن الجماعة تريد من المشاركة وإبطال الأصوات إيصال رسالة للعالم بأن هناك فى مصر من يرفض العملية السياسية ويتحفظ على المرشحَين المشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي، والتأكيد على مدى قوة الجماعة واستمرار تمتعها بوزن سياسى. وأشار إلى أن الإخوان تريد بهذه المواقف توصيل رسالة للخارج بأنه مازال لديها نفوذ داخل الساحة المصرية، لافتًا إلى أنه لا استقرار فى مصر دون مصالحة مع الجماعة وتأمين دور سياسى لها. إلا أن إسلام الكتاتنى، القيادى الإخوانى المنشق، يرى أن معسكر حمدين صباحي يتوافق مع مصالح جماعة "الإخوان"، ما يجعل عناصر الجماعة يُدلون بأصواتهم له؛ نكاية فى المرشح المنافس المشير عبد الفتاح السيسي. ويشير "الكتاتنى" إلى أن "الإخوان" تعلن رسميًا عن مقاطعتها للانتخابات، ولكنها فى الخفاء ستدلى بأصواتها لصباحي، مؤكدًا أن كتلة "صباحي" التصويتية من الإخوان والأحزاب المؤيدة له لن تؤثر على شعبية "السيسي"، متوقعًا فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية بنسبة تصل 80 ٪. اتجاه الاخوان للتصويت ل"صباحي" ربما محاولة منهم لتقليل الفارق فى الأصوات بعد ظهور نتيجة التصويت بالخارج والتى أظهرت اكتساح السيسي، وإدراكهم أن إبطال أصواتهم قد يصب فى مصلحة "السيسي"، فيحاولون تكرار سيناريو "مرسى وشفيق" بحيث يفوز السيسي بفارق ضئيل مما يجهز الأرض لهم دوليًا ليمكنهم الترويج بأن هناك تيارًا واسعًا من الشعب يرفضه. وهو ما ذكرته تقارير إعلامية بأن قيادات التنظيم الدولى للإخوان عقدوا عدة اجتماعات فى الفترة الأخيرة، بسبب المتابعات الأمنية واستمرار عمل لجنة التحقيق البريطانية حول تصاعد وتنامى نشاط الإخوان، حيث كشفت مصادر مطلعة أن اللجنة الثلاثية المصغرة اتخذت عددًا من القرارات فى أول اجتماع لها، وتم إبلاغها لجميع مكاتب التنظيم بالدول العربية، فى مقدمتها تجميد عمل التنظيم بمنطقة الخليج العربى، وخاصة السعودية والإمارات والبحرين لتفادى الصدام مع تلك الدول، ودعوة الإخوان بالخارج لمقاطعة عملية التصويت على انتخابات الرئاسة فى مصر، وترك الحرية لإخوان الداخل بمصر أما بالمقاطعة أو تأييد المرشح حمدين صباحي. وهو ما تؤكده تقارير أخرى نشرتها مواقع إخبارية على صلة بالإخوان، عن تردد أنباء قوية عن عقد اجتماع بين صباحي وممثلين عن "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، بحضور الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، رئيس حزب "مصر القوية"، والمرشح الرئاسى السابق خالد على وممثلين عن الاشتراكيين الثوريين وحركة "6إبريل"، والدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب "مصر الحرية"، لبحث دعم "صباحي"، وتأسيس جبهة معارضة ضد حكم السيسي فى حال فوزه فى انتخابات الرئاسة، وهو الأمر الذى نفاه وبشدة المرشح حمدين صباحي وحملته، مؤكدين أن لا حاجة لهم لأصوات الإخوان وكل من يعتبر 30 يونيو انقلابًا.