اعتبرت قوى سياسية وخبراء استراتيجيون، أن انسحاب الفريق سامى عنان رئيس اركان حرب القوات المسلحة السابق من السباق الرئاسى قرار صائب ومتوقع وبمثابة رسالة للداخل والخارج. ولفتوا الى سيناريوهين محتملين لجماعة الإخوان فى هذا الصدد، اولهما الاتجاه الى دعم المرشح الناصرى حمدين صباحى باعتباره أقوى المعارضين فى المعركة الانتخابية بهدف تقليل عدد الاصوات التى من الممكن ان يحصل عليها المشير السيسى وهذا اقرب للحدوث ، والآخر التأثير على بقية المرشحين للانسحاب من المعركة حتى يفوز السيسى بالتزكية فى محاولة للتأكيد على ان ما حدث انقلاب عسكرى . د. أحمد دراج القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير قال إن خروج عنان من مشهد السباق الرئاسى يحقق مكسبا لتوحيد أصوات العسكريين من المتقاعدين والأسر لصالح المشير عبد الفتاح السيسى لأنه كان بالتأكيد عنان كان لديه من يؤيده من هذه القاعدة. من الناحية العملية فلن يؤثر خروج عنان من مشهد السباق الرئاسى وعلى عكس ما يتوقع البعض على قاعدة التصويت التى يعتمد عليها حمدين صباحى وتعتمد بالأساس على الكتلة الثورية لشباب الثورة والأجيال الجديدة. وحول جماعة الإخوان ومواقفها بعد خروج عنان أكد دراج أن الجماعة ستقاطع غالبا الانتخابات وربما تعمل لصالح حمدين باعتباره من التيار المدنى ولكن هذا احتمال مستبعد إنه يغازل الجماعة لأنه فى حالة مغازلته لهم سيخسر الكثير من قواعده التصويتية. وأكد د. وحيد عبد المجيد القيادى بجبهة الإنقاذ أن الآلة الانتخابية المتعلقة بالإخوان افتقدوها تماماً والتنظيم لا يعمل ولا يمكن أن يشاركوا فى العملية الانتخابية لأن هذا سيكون قمة التناقض. موضحا أنه من السابق لأوانه الحديث عن المنافسة لأنه قد يظهر مرشحون غير معروفين مستبعدا أن يعود فريق شفيق للمشهد. ومن جانبه قال أحمد بان الخبير فى الحركات الإسلامية إن الجماعة ستستمر فى فكرة نزاع الشرعيات والتأكيد على أنهم النظام الشرعى و أمامهم سيناريو تدعيم مرشح قريب منهم ويحقق أهدافهم وطموحاتهم ، أو المقاطعة حتى النهاية وهى الفكرة الأقرب ، مؤكدا أن الجماعة لا تثق فى حمدين صباحى منذ أن تحالف معهم فى التحالف الديمقراطي. وقال إسلام الكتاتنى الإخوانى المنشق إن الجماعة تخطط، فى المرحلة القادمة لتعطيل المشهد عبر تكتيكات مربكة أبرزها لعبة مبادرات المصالحة. وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع إنه يستحيل على قائد عسكرى سابق يحترم قيادته ومؤسسته العسكرية مثل عنان ان يدخل فى جدل غير نزيه حول هذه الأمور. وتوقع السعيد أن تكون جماعة الإخوان الإرهابية ومن خلفها طهران عنصرين فاعلين فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وانهما سيمولون بطريقة جيدة جدا العملية الانتخابية، ولن يتركوا المشير السيسى فى الانتخابات دون منافس. وأضاف السعيد أن أمام الإخوان أكثر من سيناريو فى الانتخابات الرئاسية فإما سيحاولون الضغط على بقية المرشحين المنافسين للانسحاب ليفوز السيسى بالتزكية للتأكيد على فكرة أن ما حدث انقلاب عسكري، واما سيكون المخطط الانفاق الطائل على بقية المرشحين المنافسين ليقتسموا الأصوات، وقال المستشار يحيى قدرى نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، إن انسحاب الفريق عنان كان متوقعا، موضحا أن رجال القوات المسلحة ينظرون للأمور بنظرة تختلف عن نظرة المنافسين الآخرين ،حيث وجد عنان أن المصلحة العليا للبلاد تتطلب التواحد والتماسك وعدم الانقسام خاصة بين ابناء المؤسسة والتى تتسق مواقفهم الوطنية مع المصالح العليا للبلاد. واستنكر قدرى انسحاب بعض المرشحين المدينين من السباق الرئاسي، لافتا الى أن ذلك فى غير صالح المعركة الانتخابية الأمر الذى يعيد الأمور إلى ما كانت عليه فى العهود السابقة ويكرس لعودة الشخص الواحد مطالبا ان تكون قواعد الديمقراطية هى الحاكمة فى جميع الأحوال. وقال الدكتور محمود العلايلى سكرتير عام حزب «المصريين الأحرار» إن انسحاب الفريق عنان اعطى انطباعا عاما ورسالة للداخل وللخارج مفادها تماسك الجبهة الداخلية. ولفت العلايلي، الى ان انسحاب رئيس الأركان الأسبق، لن يؤثر على ديمقراطية الانتخابات الرئاسية، مع وجود مرشحين آخرين لهم اكثر من توجه، متوقعا أن تجرى الانتخابات فى أجواء تتسم بالتعددية والتنافسية الانتخابية. ورأى ناجى الشهابى رئيس حزب «الجيل» فى الرأى أن الانتخابات الرئاسية ستكون تعددية، لافتا الى وجود قوى أجنبية ستقوم بعملية التمويل الأجنبى لبعض المرشحين والذين سيكون لهم حق الطعن فى نتائجها والتشكيك فيها. وقال الشهابى إن انسحاب الفريق عنان سيجعل المرشح الناصرى حمدين صباحى مرشحا للاخوان وحلفائها باعتباره أقوى المرشحين المعارضين على الساحة الانتخابية. وأضاف الشهابي، أن نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة من الجولة الأولي، ولكنها ستكون «سبوبة» لبعض المرشحين عن طريق التمويل الأجنبى على حد وصفه للتأثير على سير العملية الانتخابية. وقال العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى والاستراتيجي، إنه وبعد انسحاب الفريق سامى عنان من المعركة الانتخابية ستسعى الاخوان للبحث عن أقوى المرشحين المعارضين، ومن المحتمل أن يكون صباحي، فى محاولة منهم لتقليل أصوات المشير السيسى بأى حال من الأحوال. ووصف عكاشة قرار عنان بالانسحاب بأنه جيد وصائب ووضع الأمور فى نصابها الصحيح، مشيرا إلى أن الفريق عنان احترم تاريخه العسكرى بعدم خوضه لانتخابات كانت محل استنكار من الغالبية. ورأى اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي، أن انسحاب الفريق عنان، أمر متوقع لافتا الى ان ثمة تغييرات ستطرأ على المواقف السياسية بعد اتخاذ هذا القرار، إذ إن الدعم الاخوانى قد يتجه للمرشح الرئاسى حمدين صباحى حالة استمراره فى الانتخابات باعتباره أقوى المرشحين المعارضين حاليا على الساحة الانتخابية، مشيرا الى أن هذا الدعم الإخوانى لن يكون حبا فى صباحى ولكن لتقليل اصوات المشير السيسى بقدر المستطاع.