دفعت مصر ثمناً غالياً لتكسر القيود وتحرر الإرادة الشعبية وتعيد الأمل والأماني والحلم الكبير في حياة حرة كريمة قوامها العيش الكريم والحرية الحقة والعدالة الاجتماعية بين كل طبقات المجتمع والدولة المدنية الحديثة التي توائم العصر وتجاري الدول التي كانت مثلها أو أقل تقدمت وانطلقت حتى صارت دولاً يشار إليها بالبنان وانعكس ذلك على شعوبها في كل مناحي الحياة - مصر دفعت الثمن لكي تعود السلطة الفعلية للشعب المصري دون فساد أو مفسدين – مصر دفعت الثمن من ثورتيها الحديثتين وما بينهما من سنوات ثلاث عجاف لكي تحقق لأبنائها ونسائها ورجالها وبناتها وصباياها وصبيانها وأطفالها الرضع من الجنسين ومن يحبوا منهم أو منهن على أرضها الطيبة مستقبلاً مشرقاً منيراً ومستنيراً، ولكي ينحسر عنها الظلام وتنقشع الظلمات التي طالما ملأت العيون من تضحيات أبنائها البررة ومن شظف العيش ومن عدم الاستقرار ومن ضياع الأمن والأمان ومن انهيار اقتصادها وضياع ثرواتها ومازالت تدفع الثمن صابرة آملة في أن يحقق الله لها ما تصبو إليه وما هي في أشد الحاجة إليه، لقد قامت بثورتين وأطاحت بحاكمين فاسدين وبنظامين بشعين وجمعت كل الحطب الذي على أرضها الطيبة وأشعلت فيه النار – وجعلتها ناراً مقدسة في النفوس والقلوب لكي تطهرها وتزكيها وتعيدها مرفوعة الرأس عالية الهمة والمهم بين العالمين.. وهي الأم - أم العالمين.. والآن يجئ الاستحقاق الثاني في مشوار الألم والأمل لمصر لكي تجني الثمرة الثانية من ثمار الحرية والديمقراطية وهو انتخاب رئيس لمصر بإرادة شعبية خالصة وبرغبة جارفة وحب إلهي.. لرجل وضع روحه ومستقبله وأسرته وكل شيء ينتهي وينتمي إليه في سبيل أن يكون ابناً باراً لمصر وشعب مصر.. ضد الخونة الذين احتلوا مصر في غفلة من الزمن وأرادوها لهم خالصة.. لهم وحدهم ليحققوا أحلامهم المريضة البائسة المتخلفة في خلافة إسلامية مزعومة رافعين شعارات الدين والإسلام وهم عنه بعيدون وهو منهم براء. مصر دفعت الثمن في أعوام ثلاثة من دماء شبابها الذي سال على ترابها الطاهر ومن ضياع الأمل ومن الفوضى في كل شيء وتستحق الآن أن تسترد نفسها وأن يعود إليها أملها الضائع وأن تأخذ وضعها اللائق بها بين الأمم المتقدمة.. لقد تطاول على مصر أم الدنيا من كانوا بالنسبة لها أقزاما ولحضارتها أشباه أمم وشعوب وكم مدت مصر على امتداد تاريخها أياديها البيضاء للأمم من حولها عرباً كانوا أو عجماً ولم تبخل يوماً بحصادها التاريخي والثقافي على أحد. الآن وفي غضون أيام معدودة تسترد مصر جزءاً من عافيتها بانتخاب الرئيس الجديد الذي يمسك بالدفة ويوجهها إلى بر الأمان والاستقرار وتحقيق الأماني والأحلام... وهو بلا ريب وبمشيئة الله تعالى من وقف مع مصر وشعبها وسخر نفسه وكل إمكاناته فداء وحباً لهذا الشعب الذي هو ابنه البار بحق.. إنه المشير عبد الفتاح السيسي حفظه الله .. لقد تقدم لهذا الدور بإرادة الشعب وهو يعي كل كلمة وكل لفظ ينطق به في كل البرامج الذي دعي إليها.. وهو بحق رجل الساعة ورجل الظرف والتاريخ دون كثير من الكلام ودون أي مقارنات.. إنه يفاخر بمصر أم الدنيا والتي ستكون «أد الدنيا» على يديه بمشيئة الله تعالى، وجاءت لحظة الوفاء من الشعب المصري الذي وكله قبل لمحاربة الإرهاب وقد فعل.. على الشعب الآن أن يلبي نداء وطنه مصر.. على الشعب بكل طوائفه أن يندفع كالسيل العرم إلى صناديق الانتخاب لكي يقوم بواجبه ويعطي صوته لمن وثق فيه.. إنها اللحظة التاريخية الفارقة يا شعب مصر الأبي.. تقدم يا شعب مصر لانتخاب أمل مصر.. تقدم يا من ضحيت بالكثير لتصل إلى هذه اللحظة التاريخية لتعطي الراية لمن يستحقها.. تقدم وأعط شرف قيادة مصر في لحظتها الفارقة مع التاريخ الحديث لبطلها ومخلصها من الخونة أعداء الحرية والحياة.. تقدم يا شعب مصر لتحقيق الحلم وانتخب الرئيس الموعود والذي ستكمل معه بإذن الله ومشيئته الاستحقاق الثالث والأخير بانتخاب مجلس شعب معبر وحقيقي عن الشعب.. لقد علقت الأمل على الرجل وها هو بين يديك فلا تضيع الفرصة التاريخية.. فالفرصة كما هي للناس لا تعود مرة أخرى فهي كذلك للأمم والشعوب.. فاقتنصها يا شعب مصر وتوكل على الله.. ومن توكل على الله كفاه.