فى لقائه مع رؤساء تحرير الصحف يوم «الأربعاء» الماضى، خرجت بانطباع لا يمكن أن يفارقنى مادمت حياً، هو أن المشير عبدالفتاح السيسى شخصية مصرية قوية ستقود البلاد إلى بر النجاة، فالرجل مهموم بمشاكل مصر والمصريين بشكل لم أعهده فى أحد من ذى قبل، يتحدث عن الوطن الذى تعرض لمؤامرات ودسائس، كأنه يتحدث عما هو أكبر من العشق، ملفات مصر المفتوحة بكاملها فى وجدانه والأرقام لديه حاضرة بشكل يفوق أى اقتصادى.. وفى حديثه عن الفقراء أدركت على التو والفور أنه ليس واحداً منهم فحسب وإنما كأنه يعيش وسط العشوائيات والمحرومين من الطعام والشراب والمسكن الملائم.. الذى يشغل نفسه بهموم الفقراء والمحتاجين لابد أن يحالفه النجاح فى توفير متطلباتهم وأساسيات حياتهم الضرورية، فالمهمشون من المصريين الذين لا يشعر بهم أحد على مدار عقود من الزمن هم من لهم الأولوية لدى الرجل، والحاكم الصح الذى يعتنى بالفقراء ويوفر لهم الحياة الضرورية وما دون ذلك فلا فائدة منه، طالما أن هناك فقراء كثيرين.. ولا ينكر أحد أن الثورتين العظيمتين 25 يناير و30 يونية، كان من أهدافهما الرئيسية العيش والكرامة الإنسانية، لقد تعرض المصريون لفترات طويلة للتهميش وعدم المبالاة بمشاكلهم وهمومهم بدرجة كبيرة.. وجاء اليوم الذى يسخر الله فيه شخصية وطنية من نبت هذه الأرض المصرية الطيبة، ليكون نصيراً لهؤلاء الغلابة والمطحونين الذين لا يجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس. أعلنها «السيسى» صراحة فى اللقاء، أن قضية «العوز» والمحتاجين هى ما يشغل رأسه وليس هذا بالكلام فحسب، وإنما كان كلامه يخرج من القلب والوجدان ووصل إلى القلوب بل اخترقها، والذى يشغل نفسه بالمحتاجين ورعاية همومهم والوصول الى حلول لمشاكلهم، لابد أن يحالفه النجاح فى هذا السبيل.. ومن هذا المنطلق تملكتنى مشاعر قوية بأن مصر ستنهض من كبوتها بعد إعادة بنائها من جديد، حيث لا مكان لفاسد أو مرتش أو من يجيد أساليب الخداع والخيانة، يعنى المرحلة القادمة مفيش فيها «همبكة» والرجل نفسه فى اللقاء قالها ان الذين لا يستطيعون العمل عليهم بالانسحاب من المشهد وترك الفرصة للآخرين لإجادة عملهم وهذا فى حد ذاته يعد عملاً وطنياً.. البشرى الحقيقية لهذا الشعب المطحون أن رئيسه إن شاء الله مهموم به ولا تشغله مشاغله عنه.. أما الكسالى والمخربون وأصحاب «الهمبكة» والدسائس فلا مجال لهم فى مصر الجديدة، وكفى ما نعانيه من مذلة فى عدم توفير لقمة عيشنا.. المشير اعتبر هؤلاء الذين لا يستطيعون أداء عملهم على الوجه الأكمل وانسحبوا وتركوا المهمة لمن يعمل، كأنهم أدوا عملاً وطنياً. مصر الجديدة التى نحلم بها ولا يمكن أن توجد بدون عمل وجهد ولهذا يراهن «السيسى» دائماً كما قال على استنهاض همة المصريين فى كل شىء، وقال ان الشعب المصرى من أقوى الشعوب قاطبة عندما يجد من يستنهض همته فى كل ما يطلب منه.. قضية الفقر والعوز التى تشغل «السيسى» ستجد الحلول إن شاء الله بفضل همة هذا الرجل.. وللحديث بقية غداً.