استقبل مطار القاهرة ثلاث قطع أثرية فرعونية هامة عائدة من ألمانيا على متن رحلة مصر للطيران رقم 732 القادمة من برلين. وعقد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني والدكتور محمد ابراهيم وزير الآثار مؤتمراً صحفياً بمطار القاهرة حضره لفيف من قيادات وزارتي الطيران والآثار وممثلى الصحافة والاعلام ووكالات الأنباء العالمية ، تم خلاله عرض القطع الأثرية العائدة أمام الحضور . رافق الشحنة في رحلتها من برلين للقاهرة الدكتور ممدوح الدماطى المستشار الثقافى لسفارة مصر ببرلين، والدكتورة فريدريكه زايفريد مدير المتحف المصري ببرلين وصرح الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى أن الوزارة دائماً تسخر كافة الامكانات وتقدم التسهيلات اللازمة لخدمة القضايا الوطنية، وأن الشركة الوطنية مصر للطيران دائماً تسعى للمشاركة فى هذا التوجه الوطني ، حيث بادرت بتحمل جميع تكاليف الشحن والنقل بالكامل لهذه الشحنة . وأضاف كمال أنه مهما كانت التكلفة فلا شئ يساوي الحفاظ على تراثنا وحضارتنا التي أضاءت الطريق للإنسانية على مر العصور . وأكد أن وزارة الطيران تنسق بشكل دائم مع وزارة الآثار لاسترداد قطع أثرية مصرية من أماكن أخرى من دول العالم المختلفة . ومن جانبه صرح الدكتور محمد ابراهيم وزير الأثار أن الحكومة المصرية نجحت في استرداد الثلاث قطع الأثرية وهي ذات قيمة فنية وأثرية عالية تعود للحضارة المصرية القديمة، وكان قد تم تهريبها عن طريق شبكة منظمة لتهريب الآثار من مصر إلى إيطاليا ثم إلى سويسرا، لتصل متخفية وسط سجاد خاص بتاجر هولندي كان يسعى لتهريبها إلى بلجيكا عبر ألمانيا. وأضاف الوزير أنه تمت مصادرة هذه القطع في مدينة شتوتجارت الألمانية ، وعليه طلبت وزارة الآثار استرداد هذه القطع التي خرجت من مصر بطريقة غير شرعية، وتم اللجوء للقضاء حيث صدر حكم نهائي من المحكمة العليا الألمانية بأحقية مصر في استرداد هذه القطع. وأشاد الوزير بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة الطيران المدني ووزارة المالية في العمل على وصول هذه القطع الى مصر. الجدير بالذكر أن القطع الثلاث عي عبارة عن مسلة صغيرة من الحجر الجيري، غالبا من سقارة ترجع لعصر الأسرة الخامسة حوالي 2340 – 2220 ق.م. لشخص يدعى"خوو" الذي سجل اسمه على أحد جوانب المسلة. ومقصورة لتمثال مقدس من الحجر الجيري، من سقارة يرجع لعصر الأسرة التاسعة عشر حوالي 1279 – 1250 ق.م. وهو للأمير "خعمواس" إبن الملك رمسيس الثاني الذي يظهر على نقوش المقصورة أمام بعض المعبودات المصرية. وتمثال عائلي للكاهن "مرنبتاح" من الحجر الجرانيت الأسود، غالبا من سقارة يرجع للعصر المتأخر حوالي 650 ق.م، ويذكر عليه شجرة عائلته التي ترجع حتى عصر الأسرة 21 ، وقد تم إيداع تلك القطع بالمتحف المصري بالعاصمة الألمانية برلين حتى حان موعد نقلها الى مصر. وعبر كمال عن فرحته قائلا:"أبدع الإنسان المصري القديم حضارة عريقة سبقت وبهرت حضارات العالم أجمع، حضارة رائدة في إبداعاتها وفنونها أذهلت العالم كله من قديم الزمان وحتى الآن، فمصر تُعَدُ متحفاً مفتوحاً للآثار الرائعة لعدة حضارات تحمل بين طياته تاريخ أمٌهً من أرقى الأمم ، ولكن هذه الهبة لم يقدر قيمتها البعض ، بل وساعدوا على تهريبها خارج البلاد، وللاسف نرى العديد من القطع الأثرية المصرية منتشرة فى مختلف دول العالم. ووجه وزير الطيران الشكر والتحية إلى الدكتور محمد ابراهيم وزير الآثار وكافة العاملين بوزارة الآثار ، ووزارتي الخارجية والمالية وكذلك السلطات الألمانية على جهودهم المضنية لاستعادة واسترداد تلك القطع الأثرية القيمة والهامة. وقال: نتشرف في وزارة الطيران المدنى أن نكون شريكاً في هذا التوجه القومي ، فمن جانبها بادرت الشركة الوطنية مصر للطيران بتحمل كافة مصاريف الشحن والنقل بدون أى مقابل مساهمة منها في هذه المبادرة القومية. وهنا أود أن أتوجه بالشكر لزملائي العاملين بمصر للطيران سواء ببرلين أو بالقاهرة أو بشركة الشحن الجوي وقرية البضائع والخدمات الأرضية ومطار القاهرة، الذين قاموا بنقل هذه القطع الأثرية الهامة بسلام لأرض مصر لتتزين بها متاحفها ويزورها الملايين من المصريين والسائحين على مر العصور. واشار كمال فى كلمته قائلا: إننا نجتمع هنا اليوم سعداء باسترداد تلك القطع الأثرية الهامة وعودتها لأرضنا مرة أخرى، آملين إسترداد وعودة كافة القطع التي خرجت بطرق غير شرعية لأرض الوطن. وعبر عن أمله في أن نغير نظرتنا تجاه آثارنا التى نملكها وتزخر بها مصرنا الحبيبة ويحسدنا عليها العالم أجمع، فهى ليست قطعاً نتذكر بها التاريخ فحسب ولكنها إرثا من الحضارة والأمجاد يجب الحفاظ عليه، وإننا لقادرون على ذلك بإذن الله. حمى الله مصر وحضارتها وشعبها الأصيل