أكد الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق أن المشهد الثقافي الحالي لا يسر عدوا ولا حبيبا بسبب الظروف العامة التي تمر بها مصر فالمسرح غير موجود والندوات قليلة والسينما في أسوأ حالاتها. وأوضح في حوار شامل ل«الوفد» أن النقد الأدبي تراجع ونحن نفتقد وجود صحيفة نقدية متخصصة ومجلات نقدية بشكل أسبوعي في مصر. وقال إن الدولة المصرية ينبغي أن تكون دولة مدنية تقوم علي أساس العلم و التقدم والحرية التي لا تتعارض مع القيم والتقاليد والدين، ودعا الي عدم التركيز علي القاهرة فقط في التنمية بل يجب الاهتمام أيضا بالصعيد والريف وسيناء والنوبة وطالب بالاهتمام بقصور الثقافة في الأقاليم ونبه الي أن وزارتي الثقافية والتعليم بحاجة الي إعادة هيكلة وشدد علي ضرورة إنجاز خارطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد إقرار الدستور وعلي إجراء المصالحة أيضا وأن يكون الولاء للوطن فقط و ليس للتنظيم العالمي كما فعل الإخوان حين وصلوا الي الحكم. وأشاد بالجيش المصري الذي ساند ثورة 25 يناير وأعاد الهوية المصرية الي مسارها الحقيقي بعد 30 يونية. في ظل وضع مضطرب سياسيا وثقافيا كيف تقيمون المشهد الثقافي الآن؟ - أعتقد أن المشهد الثقافي بشكل عام فيه عدة عناصر علينا أن نضعها في الاعتبار وهي أن النشاط الثقافي الرسمي الخاص بوزارة الثقافة متأثر بسبب الظروف العامة التي تمر بها مصر فالمسرح غير موجود وأيضا قلة الندوات لكن الظاهرة اللافتة للنظر أن هناك إنتاجا ثقافيا موجودا خاصة في مجالات الشعر والمسرح والقصة والرواية وذلك في الكتابة فقط، أما السينما ففي أسوأ حالاتها والنقد الأدبي والفني والمسرحي متراجع لكن أعتقد أن كل هذا يرجع لتلك المرحلة التي نعيشها الآن مع الارتباك والشك والترقب وعدم الاستقرار. لكن ماذا عن رأيكم في سينما اللامضمون وانصراف الجمهور عن المسرح هل هذا يعود لأزمة نصوص أم ماذا.. وأين دور الرقابة علي المصنفات الفنية؟! - المشهد السينمائي المصري لا يسر عدوا ولا حبيبا فهو مشهد متردٍ ومتدهور يفهم السينما علي أنها نوع من المخاطبة لإثارة الغرائز، لا توجد موضوعات تتعلق بحياة الناس وكأن السينما كلها عشوائيات ورقص، هي صفة ثابتة ومتكررة ورديئة تعمل ضد الإبداع وضد الفن والذوق والثقافة والإنسانية، لكن المستفيد الوحيد منها هو المنتج إذا هذه ليست سينما لكنها ابتذال ورداءة وانحطاط، وأعتقد أن هذه المرحلة لابد أن نتجاوزها، وللأسف الشديد الرقابة علي المصنفات الفنية لن تري كل هذه التفاصيل، خاصة أن بعض المنتجين يضيفون أشياء ليست موجودة، هذا بالإضافة الي أن هناك تراخيا كما توجد أوجه فساد في الرقابة ولابد أن نعترف بأنها ليست منوطة بالدور وحدها، لكن الوعي الحقيقي للفنانين الذين لابد أن يقوموا بدورهم لدينا داود عبدالسيد ومحمد خان وخيري بشارة والكثير من الأسماء الكبيرة ولا يعملون الآن والذين يعملون فقط هم أسماء مجهولة. الحركة النقدية تشهد حالة من التراجع أيضا؟ - حقيقة الأمر هناك تراجع لحركة النقد وهذا يرجع لعدة أسباب من ضمنها غياب المجلات النقدية التي تتابع الأعمال الأدبية وعندما أكتب مقالا نقديا لا أجد صحيفة مصرية متخصصة لنشره وبعض الصحف ترحب بالنقد والبعض الآخر لا يرحب لأن ليس بها التخصص ولم توجد سوي جريدة واحدة متخصصة وهي جريدة أخبار الأدب ونحن نفتقر لوجود جريدة أدبية متخصصة ومجلات نقدية بشكل أسبوعي في مصر، وهناك حضور ما للنقد الأدبي لكن يوجد افتقاد للنقد الموسيقي، والسبب الرئيسي في هذا هو أن النقد مرتبط بحركة وحالة المجتمع لكن في نفس الوقت لم يكن هناك اهتمام بالنقد بشكل عام فلا توجد ندوات نقدية لا يوجد من يقف مع الناقد ويدعمه، لكن علينا أن نقول إن المتابعة الصحفية لحركة النقد مهمة جدا لكنها ليس كافية، وأيضا لابد من وجود نقاد متخصصين دارسين محبين لنقد الأعمال الأدبية والفنية ويقدمونها للجمهور ومن الضروري مناقشة الأعمال النقدية في التليفزيون. لماذا تراجع التعاون بين الهيئات الثقافية في العالم العربي؟ - أعتقد أننا في مرحلة نحن أحوج ما نكون فيها الي بعضنا بمعني أننا منذ أكثر من عشر سنوات كان تعقد المؤتمرات الثقافية والأدبية في مصر والبلدان العربية وكان يلتقي فيها النقاد والشعراء والمثقفون العرب ويتابعون أعمال بعضهم البعض وكانت هناك حركة من التبادل الثقافي العربي التي نفتقدها الآن في حين أننا أحوج ما نكون اليها لأن جزءا كبيرا جدا من الثقافة العربية يتطور في ضوء هذه اللقاءات وبصرف النظر عن المتغيرات الثقافية والسياسية، والتغييرات التي تحدث في الواقع السياسي فنحن في النهاية سنظل، كأمة عربية في هذا الشوق والحب للآخر وهذا الوجود العربي المشترك الذي هو أمر مصيري ولا خلاف عليه. ماذا عن كواليس فترة رئاستكم لوزارة الثقافة في ظل وجود الإخوان المسلمين تحت قبة البرلمان؟ - كانت لي تصريحات ضد وجود رئيس إخواني للدولة أو مسئول يوجه الناس فقط الي أشياء هم يعرفونها فقط بمعني أن كان هناك مرشحون يخرجون للرئاسة في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ويتحدثون عن أنهم سيطبقون الشريعة وكأن الشعب كله كافر لا يعرف الصلاة ولا الصيام عدا هم وكنت ضد أن يأتي رئيس من هذا المنظور فقط، وأنا مؤمن أن الدولة المصرية ينبغي أن تكون دولة مدنية تقوم علي أساس العلم والتقدم والحرية التي لا تتعارض مع القيم والتقاليد والدين وفي ذات الوقت أنا مؤمن بالوحدة الوطنية وبالتغيير في مصر والتنوع علي المستويين الأفقي والرأسي بمعني المستوي الحاضر نجد فيه تنوعا في المجتمع من ليبراليين وإسلاميين وغيرهم ولابد أن الوطن يجمع كل هذه الفئات، علي المستوي الرئيسي بمعني أن التاريخ المصري فيه الفرعوني والقبطي والإسلامي والحديث، وكل هذا يتجمع في بوتقة واحدة هي مصر، وهناك اتجاهات تحاول أن تتمركز حول نفسها وتنفي الآخر وأنا ضد هذا ولذا كان لي تصريحات بهذا المعني.. كما عبرت عن خوفي علي الهوية المصرية التي يعلوها التسامح بين المسلمين والأقباط وبناء علي ذلك نجد الفهم والتعاون ولا نجد الآخر عدوا وهنا نلحظ التركيز علي الشكليات وليس الجوهر لكن لابد أن يكون هناك اهتمام بالعلم والثقافة والتعليم والمدنية وأن نتابع الحضارة الإنسانية لنكون عند مستواها، لكن الخطاب الذي كان يقدم هو خطاب لا يتماشي مع العصر. كيف يمكن الحفاظ علي الهوية والعبور بقاطرة الثقافة المصرية الي الأفضل؟ - أولا: لابد أن نعرف معني الهوية وهي من الكلمات التي يصعب تعريفها وتضم مجموعة من العناصر ممكن أن تلخص في كلمة مفادها الشعور بالانتماء المشترك لأنه بدون هذا الشعور لا توجد هوية ولا ثقافة والثقافة ليست الفن والأدب والشعر لكن الثقافة هي أسلوب الحياة أى حياة شعب من الشعوب فى مكان من الأمكنة وعصر من العصور والحياة تشمل وسائل تحسين حياة الناس وفهم واحترام حياة الناس والفهم الخاطئ للثقافة يترتب عليه عدم تطوير الثقافة وتدهورها وبالتالى تقديمها فى صورة سلبية. ما طبيعة المشكلات التى تعانى منها الثقافة المصرية؟ - حقيقة الأمر هناك عدة مشكلات أهمها أساليب التعليم فى مصر وهذه المشكلات تحتاج الى إعادة نظر فلابد من زيادة المدارس وتقليل عدد تكدس التلاميذ فى الفصول والتغيير فى مناهج التعليم التي لابد أن تقوم على أساس التعليم الإبداعى الذى يجذب التلميذ والطالب لاكتساب المهارات فى حل المشكلات واتخاذ القرارات والرؤية الجديدة للواقع والحياة بحيث يكون اعتماده لا على اساس الكم ولكن على أساس الكيف علينا أن نعلم الطالب كيف يفكر وليس كيف يحفظ، ومازالت هناك مشاكل مرتبطة بالمركز والمدينة والهوامش فمعظم المصانع والوزارات والخدمات موجودة فى القاهرة نلحظ ان كل الاهتمام بالقاهرة ولا يوجد اهتمام بالصعيد ولا الريف، لكن لا بد أن يكون هناك اهتمام بالأطراف والهوامش، سيناء والنوبة مهملة وكذلك الصعيد والريف فلماذا كل التركيز فى القاهرة خاصة الثقافة نلحظ أيضا أن دار الأوبرا المصرية فى القاهرة وهيئة قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة وأكاديمية الفنون كل هذا فى القاهرة لماذا لم يتم تشغيل قصور الثقافة المهملة فى الأقاليم، وزارتا الثقافة والتعليم تحتاجان إلى إعادة هيكلة. ماذا عن تشخيصكم للحالة النفسية للشعب المصرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونية.. وآثارها على السلوك العام؟ كان يوجد توقعات كبيرة لكنها لم تتحقق وبالتالى هناك حالة من الإحباط وعدم الاستقرار أصابت الإنسان لأن من المفروض بعد ثورتين خاضهما الشعب أن يكون لدى الناس استقرار لكن للأسف هناك حالة من الحيرة والشك والخوف وفقدان اليقين والانقسام أصابت الإنسان، المجتمع أصبح ما بين أناس يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام والشرعية وأناس آخرين يقولون إنهم مسئولون عن الوطن ومصر وأنهم الأكثر وطنية، وأنا أرى أننا لسنا فى حاجة الى مصالحة بل نحن فى حاجة الى إعادة نظر فى العلاقة وأنا ضد أى أحد يخون الوطن ويمارس القتل والنهب وضد التصالح معه ولابد من وجود خطاب جديد يقول للمصريين ان ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، وينبغى ان يكون قد تحقق لديهم بعد هاتين الثورتين نوع من الوعى لأنه أحيانا يتم التلاعب بهم وخداعهم لأن ثورة 25 يناير لم تكن مصرية 100% فكان بها جانب من الصدق وجانب من الخداع، ولهذا أعتقد أن الناس كان لديهم توقعات كثيرة ولم تتحقق ولذلك أصابهم الإحباط، لكن أعتقد أننا محتاجون إلى إنجاز سريع لما يسمى تحقيق خارطة الطريق والانتخابات البرلمانية والرئاسية، ونحتاج ايضا الى مصالحة ومن يخطئ بعد ذلك من الطرفين يحاسب ويبعد عن المشهد وفى ذات الوقت يكون الولاء للوطن وليس للتنظيم العالمى كما كان هو الحال فى حالة الإخوان، يجب نشر قيم الإسلام الحقيقية والعمل من أجل تقدم هذا البلد وتوفير فرص العمل ولقمة العيش والتعليم بشكل جيد، أتمنى أن ينسي الإخوان مشروعهم الوهمى الذى سقط فى ثورة 30 يونية وعليهم التفكير بشكل جديد، فهناك تاريخ يكتب الآن لمصر ولا بد ان يكون لكل المصريين وليس لفئة دون الأخرى. لماذا لجأ الإخوان للعنف عقب زوال حكمهم؟ - حقيقة الأمر أن هؤلاء الإخوان كان لديهم أحلام وطموحات وانتابتهم حالة من الفرح الشديد بأن مشروعهم قد تحقق ووصلوا الى الحكم بعد أكثر من 80 عاما من العمل السرى ولكن للأسف ممارستهم كانت خاطئة وخطابهم كان رديئا وسيئا وأعتقد أن تكالبهم على الاستيلاء على الوطن هو الذى أفسد مشروعهم، وأقول إن ما حدث لم يكن بفعل ثورة ولكن كان بتدابير من السماء، لأن مشروعهم كان ضد الهوية المصرية ولابد أن يعلموا انهم جزء صغير من مشروع مصر وهم جزء للأسف سيئ ورديء وثبت فشله وبناء على ذلك أن العنف هو نتيجة للإحباط للفشل غير المتوقع والمفاجئ والمفجع لمشروعهم، ولذا لابد ان نتوقع استمرار العنف لكنه سينتهى يوما ما قريبا ونتمنى ان يعودوا مصريين وعربا ومسلمين ويتخلوا عن اوهامهم العالمية. كيف يمكن إعادة الشخصية المصرية مرة أخرى لبناء المجتمع والحضارة من جديد؟ - الجماهير تريد أن تطمئن علي مستقبلها وأن تشعر بالثقة فيمن يتولون الأمر كما تطمح لمحاكمة لصوص الشعب في زمن مبارك لأنه حتى الآن لم يحاكم أحد ولم يتم إرجاع مليم واحد مما سرق من مصر، خاصة ان كل هذه الأشياء التى سرقت ليست كلها خارج مصر بعضها موجود داخل مصر فى شكل أراض وقرى سياحية وممتلكات فلماذا لا يحاسب هؤلاء، فلا بد ان تشعر الناس بالثقة وينبغى أن تعاد الأمور لنصابها وتعود الحقوق الى أصحابها، وحتى الآن مازال الشعب المصرى تتدهور أحواله ومازال مغيبا وكأنه ليس صاحب المسألة ولا صاحب لهذا الوطن، الله سبحانه وتعالى هو صاحب الأمر والناس هم أصحاب الوطن، فلابد ان تعود عليهم خيرات وطنهم التي حرموا منها طويلا. كيف ترون العنف فى الجامعات؟ - هو جزء من ظاهرة العنف العامة التى يقوم بها الإخوان، كان يجب إعادة النظر فى الغاء الحرس من الحرم الجامعى، ومن المؤسف أن من طالبوا بإلغاء الحرس الجامعى بعضهم الآن موجود فى لجنة الدستور وموجود ايضا فى الوزارة ومنهم الدكتور حسام عيسي شخصيا، وأعتقد أنه ليس كل ما كان يقال عن خطايا الحرس صحيحا ينبغي أن يعاد النظر في تلك الأفكار ليعود الحرس الجامعى لكن بممارسات وواجبات جديدة وألا يتدخل فى تعيين الوكلاء والعمداء مثلما كان يحدث فى السنوات الماضية لكن لابد ان يكون بالجامعة الأمن والحرس لكن ما يحدث الآن الهدف منه اثارة نوع من البلبلة فى الشارع المصرى واعتقد ان كل هذه الامور ستختفى قريبا. هل تقوم الجماعة الوطنية بدورها في الحفاظ علي الوحدة الوطنية؟ - أعتقد ان جزءا كبيرا جدا من تكوين الشخصية المصرية مبني على أساس هذا الوعى بالوحدة الوطنية والوحدة الوطنية ليست فقط مسألة تتعلق بالمسلمين والمسيحيين لكنها تتعلق بكل المصريين وكل فئات المجتمع المصرى سواء من يعيشون فى الجنوب أو الشمال وفى الشرق والغرب وفى الداخل والخارج الكل تجمعهم وحدة الوطن، هذه الوحدة ينبغى أن تكون متحركة وبها وعى مشترك يدفع الوطن الى الأمام من أجل تحقيق الهدف والرفاهية للجميع، لكن الوحدة الوطنية الآن تعانى نوعا من الشرخ الناتج عن الانقسام الذى لا يستطيع الوعى المشترك ان يتقدم معه، الوحدة الوطنية مكون اساسى لتماسك الشخصية المصرية، وهو ما كان موجودا عبر التاريخ خاصة فى ثورة 19 وما بعدها. ما مواصفات الرئيس القادم من وجهة نظرك؟ - أتمنى أن يكون شخصا له قبول فى الشارع المصرى ولابد أن يوجد ما يسمى بالإجماع التام عليه ولابد أن تكون لديه خبرة سياسية ويحظي تاريخه الوطنى بحسن السمعة وألا يكون منتميا لاتجاه مضاد للهوية والشخصية المصرية وأن يتمتع بشخصية، وحقيقة الأمر أن المشير عبد الفتاح السيسى هو الذى يصلح لرئاسة وقيادة وإدارة مصر داخليا وخارجيا الآن لكى ترسو سفينة الاستقرار والديمقراطية والثقافة والوحدة الوطنية. كيف تقيم دور التيار السياسى الدينى بعد إخفاق الإخوان المسلمين فى الحكم؟ - أعتقد أن دورهم تراجع كثيرا وأري أن الإخوان أضروا بهذا التيار لكنهم افادوا بهذا الضرر مصر بشكل عام، وهذا التيار كان يطرح خطابا خارج العصر والتاريخ فكان يتحدث عن خطاب دينى متخلف، لكن اعتقد انهم حاليا يراجعون انفسهم فهم يشعرون أنه أصابتهم كارثة بهزيمة الإخوان واقصائهم عن الحكم فلابد ان يكون لديهم نوع من الوعى والمعرفه بأن الشعب المصرى شعب متدين وانه ليس ضد الدين ولكنه ضد الاستخدام السيئ للدين. وكيف ترون الحكومة الانتقالية الحالية ومدى قدرتها على إعادة اللحمة بين أفراد المجتمع المصرى ؟ - الحكومة ليست شيئا واحدا لكن بها اكثر من 30 وزيرا وفى واقع الأمر الذين يعملون فيها هم 3 او 4 وزراء فقط وباقي الوزراء لا نعلم عنهم شيئا، على سبيل المثال وزير العدالة الانتقالية ماذا يفعل؟! ليس له اى دور وهناك الكثير من الوزراء لا نسمع عنهم شيئا ليس لهم أى إسهام ويوجد وزراء أداؤهم سيئ وهناك وزراء اداؤهم جيد وهما وزيران فقط وهم وزير الدفاع ووزير الداخلية وممكن وزير الاسكان والباقى يعمل بطريقة مقولة الفيلسوف الشهير سونكا وهى «فاز باللذة من احسن التخفى». كيف ترون الدور الحقيقى للجيش؟ - حقيقة الأمر أن الدور الحقيقى للجيش المصرى هو دور وطنى وتاريخى حمى الشعب المصرى سواء بعد 25 يناير و30 يونية وأعتقد أنه تحمل الكثير من الإهانات والشتائم واعاد الهوية المصرية الى مسارها الحقيقى بعد 30 يونية إذا دور الجيش مهم وتاريخى وسيكتب عنه فى المستقبل ان شاء الله وهذا واضح من ردود افعال الناس بعد 30 يونية. كيف ترون دعم دول الخليج الصديقة لمصر للنهوض بالفترة الانتقالية؟ - حقيقة الأمر أن الدور السعودى الذى قام به الملك عبدالله بن عبد العزيز خادم الحرمين وأيضا الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية هو دور مهم جدا وتاريخى أولا هو دعم مادى ودعم معنوى، دعم مادى من خادم الحرمين الشريفين ومعنوى من وزير الخارجية، وأعتقد أن هذا الدعم المادى والمعنوى يتجاوز المعنى البسيط والمباشر للدعم لأنه اعاد تغيير الأمر بشكل جذرى بمعنى دعم الدول الأوروبية ودعم الأممالمتحدة والدول الآسيوية والعربية كل هذا توقف على الدور الذى قام به الملك عبدالله والامير سعود الفيصل، ثانيا لابد أن نثمن الدور الذى قامت به الإمارات العربية المتحدة، وانا أحمل عرفانا بالجميل أولا للمملكة العربية السعودية وللإمارات لأنى عملت بجامعة الإمارات وحصلت على جائزة الشيخ زايد، والشيخ زايد له افضال كثيرة على مصر ومنها مدينة الشيخ زايد التى سميت باسمه، ولابد ان نذكر أيضا الدور المهم للشيخ سلطان القاسمى الذى يدعم الثقافة المصرية واتحاد الكتاب ونفقات علاج اتحاد الكتاب والمجمع العلمى ونحن نشكر دور الكويت المهم ودور البحرين ودور المملكة العربية السعودية والامارات والكويت كان الدور الأساسى والمهم الذى غير قواعد اللعبة وأعاد الثقة فى الثورة المصرية والشارع المصرى فى المرحلة الحالية لذا أشكر دعم كل الدول الأشقاء العرب. كيف ترون الموازنة بين الحرب على الإرهاب وحماية الحقوق والحريات؟ - ليس هناك تناقض بين الاثنين لأن الإرهاب يهدد الحقوق والحياة نفسها وطالما توجد حرب على الإرهاب اذا لابد من توفير الحماية للحقوق، وأعتقد أن الإرهاب لابد أن يتم القضاء عليه فى مصر لتتقدم الدولة، خاصة ان هناك محاولات لجعل مصر مثل سوريا وكانت المفاجأة وجود جنسيات كثيرة ليست مصرية موجودة فى سيناء وهذه كانت مؤامرة على البلد، وحتى لو الحقوق تأثرت كثيرا فعلى المدى الطويل أعتقد ان هذا سيكون في مصلحة البلد والوطن بشكل عام . وماذا عن تشخيصكم للحالة النفسية للمصريين منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن؟ - كانت هناك توقعات وأحلام كبيرة لكن ما تحقق كان إحباطا كبيرا لكن أعتقد أن الأمل انبعث مرة اخرى بعد 30 يونية فهناك نوع من التفاؤل وشعور لدى الناس بأن المستقبل مشرق بعد زوال الكابوس. ما رؤيتكم للمستقبل وبماذا تحلم للثقافة المصرية والعربية ؟ اشعر ان المستقبل سيكون افضل بكثير وأنا متفائل وأعتقد أنه سيكون هناك دور كبير جدا للثقافة المصرية والعربية لكن لابد ان يكون هناك نوع من التقارب الثقافى المصرى العربى مما هو موجود الآن ولابد ان ننظر الى الثقافة بمعناها الشامل، والمثقف ليس هم مجموعات المثقفين الموجودين فى وزارتي الثقافة أو الاعلام لكنه ذلك الإنسان البسيط الذى لديه فهم للحياة والواقع للبشر هو المثقف الحقيقى أكثر من الذى يقرأ الكتب ويدرس ويحصل على الماجستير والدكتوراه ولم يكن لديه فهم للحياة، إذا الفهم للحياة هو الثقافة لأن الثقافة هى التهذيب الأخلاقى والسلوكى وهى المعرفة والوعى، واصل كلمة ثقافة فى اللغة العربية هى تهذيب الرمح والرمح هو السيف وطالما هو حاد يستطيع أن يحارب به أكثر والثقافة هى تقليب الأرض بمعنى ثقيف الأرض وكلما كان الإنسان مثقفا يفهم وينتج ويقلد أكثر إذا لابد من وجود وعى ثقافى عام وأشمل وأعمق للثقافة. فى نهاية اللقاء.. هل ترون أن قنوات التليفزيون المصرى فى حاجة الى إعادة هيكلة؟ - بكل تأكيد قنوات التليفزيون المصرى تحتاج الى اعادة هيكلة لأنها كثيرة ولا أهمية لمعظمها ولا أحد يشاهدها ويكفي أن نمتلك 4 قنوات قوية متخصصة متنوعة بها حرفية وتقدم رسالة بدلا من كل هذا الكم، للأسف هناك نوع من التوسع الضار من القنوات.