«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة من ليالي أخبار اليوم
المفكرون والمبدعون يناقشون في احتفالية أخبار الأدب بالعدد 1000 مستقبل الثقافة المصرية في ظل المشهد السياسي الراهن


المثقفون يقطعون تورتة العدد الألفى لأخبار الأدب
تألقت فيها الثقافة والصحافة والسياسة
السيد ياسين:الحديث عن الخلافة الآن.. خرافة
أنا متشائم جدا من مستقبل الثقافة في مصرالنخبة الليبرالية هي السبب فيما جري ويجري ولا أعفيها مما حدث اذا لم تتوحد الجبهة الليبرالية لن نتغلب علي أنصار الدولة الدينية
د.صابر عرب
لا يمكن لفصيل أو جماعة أن تنزع من المصريين ثقافتهم وفنهم وروحهم الابداعية
نريد ثقافة الاقبال علي الحياة والعقل والوعي
لا يمكن أن نتصور مصر بدون الثقافة والفن والمعرفة
وحيد حامد
الشعب المصري يعلم الدين أكثر مما يعلم المتحدثون باسم الدين
التيارات الظلامية تتجه إلي الكليات العملية لتجنيد شبابها ويبتعدون عن الكليات النظرية لانها تحرك العقل
لولا ثورة الأدب والثقافة لما كنا موجودين الآن علي الساحة نحن مسئولون جميعا عن كل مايحدث
نعم الباز
أدعو إلي الاهتمام بثقافة الأميين في مصر لأنها متجذرة في جوهر شخصيتنا
قل هو حديث التجارب واستقطاب الخبرات.. وتراكم المعرفة عبر عقود من الذمن كانت ومتغيراتها أكثر من ثوابتها.قل هو حديث الوعي المظفر بالرؤية التي تحدق في الأفق وما وراء الأفق لا استشراق نقطة ولو بعيدة في النفق الفضائي أو الأرضي.قل هو حديث الروح المصرية بكل تجلياتها التي تغالب من يحاول إزهاق إبداعاتها.. في الفنون والأداب وتصرعه بقوتها الناعمة حتي بثقافة الأوروبيين.
أما الحديث فقد تجاذب أطرافه أربعة من من المفكرين والكتاب والباحثين والمبدعين الذين لا يخطيء أحد بصماتهم الثقافية بشكل أو بآحر:
المفكر الاستراتيجي السيد ياسين، د. صابر عرب وزير الثقافة وأستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر، والكاتب المبدع وحيد حامد صاحب عشرات الأعمال الفنية الثورية، والكاتبة الصحفية نعم الباز التي تتألق في شارع الصحافة والثقافة والسياسة وهي ابنة كبري في عائلة أخبار اليوم.
وأما الزمان فكان مساء الاثنين الماضي الذي استقطعنا منه ثلاث ساعات مشحونة بالشوق إلي الحوار، مكثفة بالمعاني والدلالات، من وحي بلوغ.. أخبار الأدب العدد الألف من عمرها الثقافي وكانت ندوة »مستقبل الثقافة في مصر في ظل الأجواء الراهنة«.
وأما المكان فكان »قاعة المؤتمرات« بدار أخبار اليوم وقد امتلأت عن آخرها بعشرات من المبدعين والكتاب والأدباء والشعراء والباحثين والإعلاميين ومحبي الآداب والفنون وعشاق الكلمة الأدبية والثقافية من مختلف الشرائح العمرية والاتجاهات الفكرية.
كانت ليلة من ليالي أخبار اليوم الثقافية والصحفية تتواصل مع الأيام والليالي الخوالي التي كان يتكوكب فيها عمالقة السياسة والثقافة والصحافة ممن ساهموا في تشكيل الوعي الجمعي والذائقة العامة.
وأحتفاء رجال الفكر والادب والثقافة ب »أخبار الادب« هو احتفاء بمائة عام من التنوير والاستنارة ، أشرقت علي مصر والعالم العربي فكانت الثورات والنوران والعنفوان رغم الانكسارات والتحولات والانعطافات.
ليظل النور الهادر في الوعي مستمراً غير عابئ بكل القوي الظلامية التي حاولت - عبثاً - تعطيل البحث الفكري وكسر موجاته الغزيرة الاشعاع مصدره الأول: مصر.
لم يكن من قبيل المصادفة ان نضع بين يدي جمهور قراء أخبار الادب، العدد الأول بعد الالف، محملاً بندوة وصفت بأنها عميقة وبسيطة - في آن واحد، انطلقت رؤيتها من تفتيت اللحظة الراهنة، واعادة تركيبها، سعياً إلي المستقبل، إنها اللحظة الثقافية المستقبلية في مصر في ظل الأوضاع الراهنة والأوجاع المطروحة وقد آن الأوان لان تحد من جبروتها السياسي المتلعثم، ومن طغيانها الاجتماعي الذي يئن منه المجتمع بما فيه ومن فيه، والامل في الثقافة وعقول المثقفين وادمغة المفكرين وطاقة المبدعين لأن يغذوا السفينة بوقود آخر ويمسكوا ايضا بالدفة لتوجيه المسار إلي حيث ينبغي أن يكون.
ان مستقبل الثقافة في مصر مرهون باللحظة الراهنة وهي لحظة فائقة الحساسية الآتي من رحم الآني، والاقلاع نحو المستقبل لابد له من قاعدة ومنصة.. فهل هي الثقافة؟
هذه اللحظة تحسسها د. طه حسين في عام 1938 وكثفها في تعبيره الرائع «مستقبل الثقافة في مصر« وكان ما كان عبر 75 عاماً من الكفاح الثقافي، والمجاهدات الفكرية، والمناهج النقدية في اللا مفكر فيه، واثارة المسكوت عنه واقتحام المحظورات، في أجواء من الحرية المشبعة بالعقلانية والمشعة بالحوارية بين التيارات المتعارضة والمتناقضات الانسانية والثنائيات والمتقابلات.
نعيد علي مسامعكم، ونضع عند أطراف اصابعكم.. وعيونكم ما حدث من وقائع الأمسية التي احتشد فيها العقل والوجدان، وتفاعل فيها السائل والمسئول، وتكامل فيها المفكر مع اللا مفكر فيه، والتقي فيها الجمهور مع كتابه وأدبائه ومثقفيه.
أما قبل
قدم رئيس التحرير مجدي الفيفي ومضة في افتتاحية الأمسية وصف فيها مثقفي ومفكري مصر بأنهم حملة مصابيح التنوير.. ومشاعل الاستنارة، وهم أيضا وصناع الفعل الثقافي الخلاق.. وأصحاب النسق الصافي من الفكر الحر.
ورحب بهم في دار أخبار اليوم التي تتخذ من الثقافة بمعناها الشامل وبمفهومها الواسع صناعة وصياغة مقوما أساسيا ومرتكزا تأسيسياً في استراتيجيتها الصحفية والإعلامية برعابة مؤسسيها مصطفي وعلي أمين.
وبعد أن استعرض رئيس التحرير تاريخ الصفحات الخاصة بالأدب والثقافة في مسيرة أخبار اليوم حتي الآن أكد أنه لا حكر علي فكر، ولا قيد علي رأي، ولا إقصاء لكاتب، ولا إبعاد لمبدع ولا جمود، ولا تثبيت للمشهد بل حياة وحيوية، ودورة دموية فكرية لا تعترف إلا بالعنفوان الصحفي والثقافي والفكري.
وقال: حرصنا علي إقامة هذه الاحتفالية ببعدها الذاتي المتمثل في الاحتفاء بالعدد الألفي من أخبار الأدب، وببعدها الموضوعي الذي يتجلي في حوارية عن مستقبل الثقافة في مصر وهو التعبير الذي أطلقه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عام 1938 مستقرنا وكاشفا لما وراء الأفق الثقافي آنذاك ساعيا لتأكيد الدور الثقافي في نهضة الأمة.
وتساءل العفيفي: تري هل تحققت نبوءته؟ وما هي رؤية مفكرينا الآن؟ ما هو مستقبل الثقافة في ظل الأجواء الراهنة بما لها وما عليها؟ كيف السبيل.. ما الدليل؟ وإلي أي مدي نحتاج اللحظة الراهنة المتعينة إلي الثقافة والمثقفين بعد أن لاقي المجتمع ويلاقي من حيل الساسة والسياسيين؟ وإلي أي مدي يمارس المثقف دوره خاصة أن معظم المساحات المظلمة والظالمة في تاريخنا القديم والمعاصر، والتاريخ الإنساني بوجه عام، كانت كذلك، لأن المثقفين كانوا إما مبعدين أو مغيبين أو منبوذين أو مطرودين من جنة أصحاب فن القيادة أو فن تحريك الجبال.. السياسة!
واختتم مجدي العفيفي متسائلا: كيف ننتقل من حالة التثوير إلي هالة التنوير؟ إنها ثقافة الأسئلة التي تتجلي بألف سؤال وسؤال، لكنكم قادرون ولاشك، في تكثيف اللحظة فائقة الحساسية.
قدم الكاتب السيد ياسين عدة ملاحظات من وجهة نظره انها بسيطة علي حسب قوله، استهلها بقوله إنه لاينظر الي الثقافة بالمعني الدارج للكلمة من ناحية الفلسفة والشعر والأدب، لكن الثقافة بالمعني السيكولوجي -كما نعرفها- في علم الاجتماع هي القيم والعادات وأساليب الحياة، ورؤي العالم السائدة في المجتمع.
وبالتالي فالثقافة ثقافة مجتمع، وحتي نتحدث عن مستقبل الثقافة في مصر، لابد ان نقف وقفة أساسية علي الوضع السياسي والاجتماعي في مصر بعد ثورة 25 يناير.
فأشار د. ياسين الي حديث رئيس تحرير »أخبار الأدب« عندما تحدث عن دور المثقفين، مشيرا الي مقالة نشرها ياسين في الأهرام حول ملامح المجتمع الثوري بعد 25 يناير. أشار فيها الي اول ملمح وهو انزواء دور المثقف التقليدي، وظهور دور الناشط السياسي هناك فرق.
المثقف التقليدي- كما يراه السيد ياسين- مثف لديه ذاكرة تاريخية، ولكن ثقافة سياسية، ويعرف تاريخ الوطن جيدا ولكن ربما علاقته بالشارع ليست وثيقة كما اما الناشط السياسي سلبي، كان هناك حواجز تمنع بين التفاعل العرفي بين المثقفين وبين الجماهير ما أبرز مانسميه الناشط السياسي، والناشط السياسي في رأيي أصبح مهنة من لا مهنة له، أحد كبار الناشطين السياسيين حكي له حكاية قال فيها:
كان فيه ناشط سياسي قابلني قال كذا، قلت له، ماذا يعمل؟ قال: لا أعرف!!
ونحن نراهم في الفضائيات، بعضهم وليسوا كلهم يتحدثون حديثا تافها لامعني له، ويوجد خلط شديد في الثقافة السياسية، يقولون ان النظام العسكري بدأ في عام 1952، وهو لايعرف ماذا يعني بالنظام العسكري؟
ولا ماهي المؤسسة العسكرية، ولا يعرف دور جمال عبدالناصر؟ خلط شديد لديهم في الحقب التاريخية.
وعاد السيد ياسين الي لب القضية وهي الثقافة ودورها فقال انا من جيل تمرس علي القراءة مبكرا في خمسينيات القرن الماضي، وفي الاسكندرية، كان يوجد مسابقة اللغة العربية، كان المتفوق فيها يحصل علي عشرين درجة من المجموع الكلي له، دخلت المسابقة، كان المقرر في المسابقة مصرع كيلوباترا لأحمد شوقي، مع المتنبي لطه حسين،و ديوان حافظ ابراهيم كله، وكان امتحانا تحريريا. والذي قام بالامتحان الاستاذ خلف الله عميد آداب الاسكندرية، كان هذا هو مستوي التعليم.
ثم اشار الي دور المكتبات العامة، فأشار الي قراءاته في مكتبة البلدية بمدينة الاسكندرية، فكانت المكتبات العامة الأساس، وكانت مترعة بالكتب، نقرأ فيها لطه حسين والعقاد، والأدباء العرب الي آخر.
وأكد أن الجيل الحالي لديه مشكلة، خبراء الكيبورد والانترنت لايقرأون، ومنهم احفادي، أدهم في الجامعة الامريكية لايقرأ، وإنما عبقري، يجلس أكثر من خمس ساعات علي النت ويلعب انما لايقرأ.
لافتا الي وجود مشكلة لدي هذا الجيل من الناشطين السياسيين الذين لايقرأون، مؤكدا انها مشكلة حقيقية كيف يمكن تربية هؤلاء علي القراءة؟
فيري ان المسألة هنا متعلقة بتكوين العقل النقدي، لان القراءة المبكرة تسمح لك بأن تميز بين الآراء المختلفة، وان تميز بين الموجودات المختلفة ايضا وانا اعتقد ان هنا مشكلة حقيقية والمسألة ليست وزارة الثقافة، لأن المجتمع هو الذي ينتج الثقافة.
واختتم بأنه ليس متفائلا بمستقبل الثقافة في مصر لأنني لو قمت بتحليل المناخ الثقافي السائد في البلاد انا متشائم جدا يظهر ذلك من خلال التصريحات التي تملأ الفضائيات مثل قول داعية ديني يقول بالخلافة الإسلامية ومصر ولاية اسلامية، والعاصمة هي القدس هذا كلام غريب ويتساءل ما هذا الحلم المستحيل؟ وما هذا التفكير الخرافي، خلافة ماذا في القرن الحادي والعشرين امور في منتهي الغرابة.
كما تخرج فتاوي غريبة وتفسيرات غريبة.
نجد ايضا الانتهازية السياسية، جماعة الأخوان المسلمين رفضوا القرض ايام حكومة كمال الجنزوري، وقالوا ان به ربا، مع ان موضوع الربا هذا محسوم منذ خمسين عاما، ذهب الدكتور الجنزوري وهم اتوا فقالوا سوف نقبل »القرض« لماذا، فخرج واحد وقال انه ان الضرورات تبيح المحظورات نتساءل ما هذه العبقرية الفذة، مشير الي زان الفوائد في القرض مصاريف ادارية، فما هذه الانتهازية السياسية؟!!
ثم انظر الي الخرافات والعقليات الخرافية الموجودة في البلد، الصوفية من ناحية والسلفية من ناحية، البلد تراجع للخلف ثلاثين، اربعين عاما.
وتساءل أين اجواء الستينيات، سنوات التنوير مع وجود يوسف ادريس، طه حسين، ونجيب محفوظ كانت توجد قمم انا اتبني مقولة استاذي كامل زهيري، كان له كلمة لطيفة »انا قاريء محترف وكاتب هاو« هذا ما ينطبق علي، أنا اقرأ عشرة اضعاف ما اكتب.
يوم من الأيام اخذت اقلب في مجلة يصدرها مركز الدراسات المستقبلية بجامعة اسيوط يشرف عليه رجل مرموق د. محمد منصور الذي اشرف علي رؤية استراتيجية لمصر في 600 صفحة اشترك في اعدادها ثلاثمائة باحث علي مستوي، وقلنا ذلك لرئيس الجمهورية في اجتماعه مع المثقفين والكتاب، قلت له اننا لانبدأ من الصفر فأنا اتحدث عن فرق بين باحثين وخبراء، اشتغلوا منذ اربع سنوات، حتي خرجوا بهذه الوثيقة. هناك خطة استراتيجية لمصر لمدة خمسين عامين، فلنبدأ من هنا ثم عاد ليساءل عن المشكلة الحقيقية للثقافة؟
هذه المجلة التي قرأتها كانت عددا قديما، لاني قاريء محترف وجدت فيها استاذا للزراعة لم اقرأ له من قبل د. عبدالقادر الفيشاوي كتب مقالة نادرة بعنوان (آفات العقل العربي ومعوقات التوجه المستقبلي) حصر لنا فيها انواع العقل السائدة في مصر الآن.
أولا العقل
العقل اللاموضوعي، يفرض ذاتية علي تحليله.
العقل التعصبي، عندما رفعت صورة بن لادن والظواهري علي السفارة الأمريكية
نحن في مصيبة كبري، خاصة عندما رأينا الرايات السوداء ماذا حدث للعقل المصري؟!
وفيما نسميه العقل الميكانيكي الجامد، وهو محاولة تطبيق اساليب نمطية جاهزة ويوجد العقل التبريري، عندما قالوا بان الضرورات تبيح المحظورات؟! ألعاب سياسية غير مقبولة وهناك العقل الاحادي البعد اما ابيض واما اسود لايقبل نظرية الاحتمالات.
وهناك العقل الاتباعي الطائع، وهو السمع والطاعة نظام التعليم المصري، عجز عن خلق العقل النقدي.
لا مجال لنقد اجتماعي وسياسي، اذا نجح نظام التعليم في خلق العقل النقدي، ليفتح ويسائل كل الموضوعات وينفي ان هناك مقدسات غير خاضعة للمناقشة لان التنمية تحتاج الي تربية عقل نقدي قادر علي التحليل وقادر علي تشخيص المشكلات، وان يستشرف المستقبل ولا يكتفي بالرجوع الي كهوف الماضي، او الوقوع في اوحال الحاضر.
واتهم ياسين النخبة الليبرالية بانها كانت السبب فيما جري ويجري في مصر، وقال انه لايعفيها مما يحدث في مصر، وانه لايتهم الاخوان المسلمين فقط، انما- حسب قوله- يوجد اربعة آلاف ائتلاف واربعة آلاف حزب وخمسة آلاف ائتلاف ثوري، ما هذه الحكاية؟!! كل منهم يريد ان يكون زعيما، وقائدا للمجموعة.
توجد مشكلة كبيرة في الجبهة الليبرالية اليسارية اذا لم تكن في توحد حقيقي في هذا الموضوع لن يتاح لنا ان نتغلب علي انصار الدولة الدينية.
بدأ صابر عرب وزير الثقافة كلمته بقوله: «أشعر من خلال هذه الوجوه أن تلك المؤسسة أحدثت وعيا عبر تاريخ من الفن والأدب في حياتنا، وأعتقد أن مجلة أخبار الأدب بداية من العدد الأول حتي العدد ألف قد أضافت اضافة جديدة في حياتنا الثقافية والأدبية، لدرجة - وأنني لا أجامل إذا قلت - أن كثيرين من أصدقائي في الدول العربية كانوا يتصلون بي لمعرفة طريقة الحصول علي أي عدد لم يصلهم هناك»، وأضاف: أعتقد أن أخبار الأدب أضافت كثيرا سواء فيما يتعلق برصد الواقع الثقافي، أو اتاحة الفرصة لكثير من المبدعين الشباب، والأدباء سواء في الروايات أو القصص القصيرة، أو من خلال الكثير من الترجمات، التي شكلت وعيا جماعيا في حياتنا الثقافية، والأمم غالبا تتطور بالتراكم، لأن في تاريخ مصر، خلال القرنين المنصرمين في حياتنا الثقافية والسياسية والأدبية، ابتداء من القرن التاسع عشر وصولا الي ستينيات القرن الماضي،
خصوصا في الجانب الثقافي والأدبي والابداعي يشعر أن ثمة رصدا واضحا جدا يشيع حالة من الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي عند المصريين، نجده في الصحافة التي كانت تصدر بشكل يومي أو اسبوعي، والأعمال الأدبية والأسماء الكبيرة ابتداء من طه حسين والعقاد والمازني وهيكل وغيرهم، جميعهم كانوا نتاج الحقبة الأخيرة من القرن التاسع عشر وصولا الي القرن العشرين، ثم نصل الي فترة من العظمة في حياتنا الثقافية، في الحرية بالذات لدرجة أن نجد من يكتب ويقول أنا ملحد وآخر يرد عليه لماذا أنا مسلم؟ ووصل الأمر من الحرية لدرجة أن كلية دار العلوم كان يعمل بها أستاذ يهودي اسمه اسرائيل ويلفنسون، وكان تلميذا لعبدالوهاب خلاف ولطه حسين، هذا هو المناخ الثقافي الذي أوجد حقبة الستينات، التي أحدثت انتشارا في الوعي والمعرفة والثقافة في حياتنا الثقافية.
المشكلة الأساسية
وقال انه يعتقد أن المشكلة الأساسية في المجتمع تكمن في طبيعة الأمور التي آلت اليها أحوالنا، ويمكن أن يكون لها أسباب كثيرة، لكن أعتقد أهمها أن المدرسة والجامعة المصرية لم تعد هي التي كنا نذهب اليها ونجد متعة شديدة في حصة القراءة والمكتبة، وحصص الموسيقي والرسم، وممارسة الهوايات البسيطة منها مثلا التربية الزراعية، كان هناك نوع من التكامل بين المعرفة بالمعني الأكاديمي والمعرفة بالمعني الثقافي، وأضاف قائلا: «أنا من جيل حين كنت أسأل في مرحلة ما في الاعدادية
والثانوية ماذا تريد أن تعمل، كنت أقول أريد أن أعمل مثل الأستاذ عبدالعزيز مطر أو فاروق جاويش، كان المدرس نموذجا في علمه وفي محبته لطلابه، وفي رغبته أن يشيع بينهم ثقافة ومعرفة ووعي، كانت الحياة ممتلئة بالتفاصيل التي أنجبت كل تلك الأجيال المتعاقبة في الصحافة وفي الأدب والسياسة وفي كل جوانب الحياة المصرية.
وأعتقد أن المشكلة الحقيقية في حياتنا أن المدرسة لم تحدثنا عن الثقافة بمعناها الشامل، بمعني الأدب والسياسة والحياة الاجتماعية، وأن المدرسة المصرية خلال الفترة الماضية تحولت الي شيء لا يحمل ما هو مكتوب علي اللافتة المعلقة علي بابها «مدرسة»، تحولت الي طاردة جدا ابتداء من الكتاب ومرورا بالمحتوي، وحتي البيئة الاجتماعية للفصل والمدرس والمدرسة غير مناسبة للتعليم».
علم لا ينفع وجهل لا يضر!
ضاربا مثلا من قريته قائلا: «هي قرية صغيرة في شمال الدلتا كلنا مسلمون نعم لكن حدث خلل كبير جدا، فخلال جيلي كان فيها مدرسة ابتدائية واحدة ومسجد، الآن يوجد عشرة أو خمسة عشر مسجدا، بينما لازالت هناك مدرسة واحدة بنيت منذ ستة عقود علي الأقل، فالناس لديها رغبة شديدة لأن تمول مسجدا، بينما الصلاة تجوز في أي مكان، لكن نتيجة للثقافة السلبية في المجتمع، يقولون أن المدرسة العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر.
أعتقد أنه لا يستطيع فصيل أو جماعة أو حزب أن يجعل المصريين غير مصريين، كل يوم بالمجتمع المصري هناك معارض فن تشكيلي، مسرح للشباب، نشاط في الأوبرا، تلك هي مصر الحقيقية، ولن يستطيع أحد انتزاع هذه الثقافة وهذه الروح وهذا الوعي هي الثقافة الحقيقية عند المصريين ولا أعتقد أن جماعة أو فصيلا يستطيع أن ينتزع من المصريين ثقافتهم وفنهم وروحهم الابداعية، وروحهم النقية المقبلة علي الحياة».
وأضاف: «هناك من يتحدث عن ممثلات وغير ذلك وهو كلام لا يعول عليه ولا يمثل القطاع الأساسي، حتي ولو أراد اتجاه معين أن يوجه يمينا أو يسارا أعتقد أن هذا لن يحدث. اذا رجعنا مثلا الي حقبة الستينات كانت هناك دول كثيرة كنا أكثر تقدما منها، مثل دول شرق آسيا، كوريا الجنوبية مثلا، لا يوجد بها موارد طبيعية سوي البشر وقد راهنوا عليهم، علينا الانفاق لآخر مليم علي البشر تدريبا وتعليما في المدرسة والجامعة والمصنع والشارع، يكون لدينا مشروع يحشد الناس، يحصل فيه كل منهم علي عمل وفقا لمهاراته واهتماماته من خلال خطة الدولة المصرية، فسوف يعود لها دورها مرة أخري، مصر مختلفة جدا عن العالم كله، أحيانا تشعر أنها فقدت روحها، التجارب التاريخية تسجل ذلك، ولعل آخر تجربة في الفترة من هزيمة 67 حتي 73، لم يكن أحد يتصور أن مصر بالوضع الاقتصادي وقتئذ، والاحباط الشديد الذي أشاع ثقافة سلبية بين الشعب لأسباب كثيرة، وفقا لمقاييس الانتصار والهزيمة لم يكن من المتوقع اطلاقا أن تحقق مصر ما حققته في 73 لأن تلك هي ثقافة المصريين وروح المصريين».
ثقافة الحياة
وأنهي كلمته قائلا: آمل أن نشيع فيما بيننا ثقافة الحياة وثقافة المستقبل والوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي، هناك في الفقه الاسلامي معول في الفهم والوعي وقراءة النص، ما يسمي بالمقاصد العامة للشرعية فالله لم ينزل الاسلام حتي نمسك العصا لبعض، لقد أنزل القرآن والشريعة لتحقيق المصلحة للناس «يكمن شرع الله حيث تكمن المصلحة»، لكن هذه المصلحة هي محور الاختلاف، تحقق التنمية أو الصناعة، أو تهذيب السلوك، حتي في الفن والأدب، هل يمكن أن نتصور أن المصلحة تتعارض برغم أن الناس تسمع الموسيقي أو تتذوق الفنون والأدب والسينما والمسرح وغيرها، وهل نتصور مصر بدون الفن والثقافة وهذه المعارف؟ أعتقد أن مصر خلال القرن ونصف الماضي أصبحت دولة مختلفة عن الدول المجاورة لها هي الثقافة والفن، فقد خدموا السياسة والاقتصاد والدولة المصرية المحورية، والكتاب المصري، لو تخيلنا أن مصر قد جردت من هذه المعاني الكبيرة وتحولت الي دولة نمطية، تحمل وفق رؤية محددة يحكمها عقلا محددا يقول هذا حرام وهذا حلال، نتقدم يمينا أم نتأخر يسارا، تتقدم برجلك اليمني أو برجك اليسري، كل شيء تحسبه بمنطق الحلال والحرام، هذا يخرجنا من طبيعتنا الانسانية السمحاء الشفافة.
وتحدثت مما نعم الباز حول ثقافة الأميين قائلة: «لقد جربنا القراءة التي دفعتنا لتجربة الابتكار وأن نعرف أكثر ثم نبدع، إلا أن الابداع والثقافة عند المصريين قديم قدم المصريين القدماء، فنجد علي البرديات عبارات ثقافية، والفلاح المصري كان يناجي الزرع حتي ينمو ويكبر، ونجد في القرية من يقرأ الجريدة لآخرين لا يقلون ثقافة عمن يقرأ.
وسردت تتبعها لثقافة الأميين عبر دول العالم، ففي احدي قري الصين حيث لا يجيد الفلاح القراءة، عندما كانت البرودة أحيانا تصل الي حد التجمد، كان الفلاح يغطي فروع الشجر حتي لا تتساقط الأزهار، وفي مصر يتم إسقاط الثمار الخضراء علي الأرض لتحصل علي الدفء المساعد علي سرعة النضج، وأن أساتذة الزراعة يسألون الفلاحين حول تلك الخبرات، وفي جبل فوجي باليابان يجمعون الثلج لاكتشافهم علاجه للرمد،...».
في البداية أثني وحيد حامد علي الحضور بقوله:
في برهة صغيرة أخذت أتطلع في وجوه الموجودين فوجدت العديد من الاساتذة الذين تأثرت بهم ونقلت منهم، وأدين لهم بمخزون كبير وأغلبهم لم ألتق به علي الإطلاق.
ثم استطرد: بعد حديث الكاتب الكبير السيد ياسين اعتقد انه لايكون هناك حديث، فقد لخص لنا مايجري في الوطن العزيز مصر، ومحنة الأدب، ومحنة الثقافة والغزوة التترية التي تتم الآن علي الثقافة المصرية والفكر المصري.
اعترف حامد بأنه لولا ثورة الأدب والثورة الثقافية، التي حدثت في مطلع الستينيات، أعتقد أن مثلي وغيري وجيلي كله لم يكن موجودا علي الساحة الأدبية، وربما الآن هذه الفترة هي التي أسست لجيل من الأدباء وجيل من الصحفيين ، وجيل من المفكرين، وجيل من الوطنيين الذين يعرفون قيمة الوطن ولايتاجرون بها.
ويعرف وحيد حامد الأدب، بأنه صنعة خيال، وبدون الخيال لايوجد علم ولايوجد فكر، ولاتوجد فلسفة.
ويري حامد أن مايجري الآن علي الساحة المصرية، هو عملية القضاء علي الخيال، الذي يصنع الحضارة، ويصنع التقدم.
أعظم الأفكار وأعظم الاختراعات، وأعظم الأعمال الفنية، ولدت مع الخيال.
وطالب حامد الحضور بالنظر إلي حال التعليم النمطي القائم الحفظ، وكيف أن الكاتب السيد ياسين ألمح لنا عن أن المقررات الأدبية من جميع المراحل الدراسية كان الأدب جزءا أصيلا من المناهج الدراسية.
وأكد حامد أن التيارات الظلامية عندما كانت تريد نجنيد الشباب، كانت تتجه إلي الطلبة الذين يدرسون في الكليات العلمية، نظرا لجفاف الدراسة، وكانوا يبتعدون تماما عن الكليات النظرية التي تعمل العقل وتدعو إلي التفكير، فالدارس للعلوم الجافة من السهل اختراق عقله، أما الدارس الذي يفكر ويقارن ويتأمل، فكان لابد من البعد عنه وهذا مانراه الآن.
أنا شخصيا في بداية حياتي لولا قراءتي المبكرة لأدب فنجيب محفوظ، وأستاذي العظيم يوسف أدريس، والاستاذ الشاروني، ولولا هذا ربما ما سلكت هذا الطريق.
وبداياتي الحقيقية كانت كوني كاتب قصة قصيرة، أذن الأدب هو الذي يوجه الإنسان، يوجه عالم الذرة كما يوجه الشاعر، والأديب والمفكر، ويفتح العقول علي كل أبوابها ونوافذها.
الحادث الآن -وكلي حزن- انه تجري تحويل روافد ومنابع الثقافة المصرية علي ثقافة متزمتة، ثقافة يختلف عليها لأنها تعتمد علي لا أستطيع أن قول دين، لأنهم في كل مكان يقولون ان هذا الرجل معادي للدين الإسلامي مانراه الآن في الرد علي الجماعات التي تريد العودة بمصر للمجتمع الصحراوي الجاف الرافض للثقافة المشجع للعادات والتقاليد ، لايثيرون إلا الإتهام بالعداء للدين.
أقول وسط هذا الملتقي العظيم، ان الشعب المصري بكامله ولست أنا ولا غيري، يعلم في الدين أكثر مما هم يعملون.
أهالينا علمتنا قبل الذهاب إلي المدرسة أن تحفظ القرآن في الكتاب، ولذلك فإن الدين في الوجدان وفي العقل، قبل كل شيء.
وأكد وحيد حامد أن الذين صدعونا، والذين أتلفوا ثقافتنا المصرية العظيمة ، للأسف يتحدثون باسم الدين، وهم ليسوا من رجال الدين، ولا أدري كيف يجدون من يصدقهم؟!
هناك الذي درس في معهد اللاسلكي ومع احترامنا للأخوة في المعهد، وهناك الذي تخرج في كلية التجارة وهو بيننا، الثقافة الدينية العميقة التي هي مشبعة بالأدب منذ العصر الجاهلي والعصر الإسلامي وحتي الآن وهي غائبة تماما، ويفرضون علينا ثقافة عجفاء، خشنة، ثقافة لاتذهب بنا الي أية خطوة إلي الأمام.
وأكد أن المسئولية قاسم مشترك بين المجتمع ككل فالشعب المصري مسئول مسئولية كاملة عن انتشارها لابد أن نتجه إلي استاذنا الكبير رحمه الله توفيق الحكيم عندما كتب عن "الوعي" نحن في أشد الحاجة إلي الوعي، وأن نفرق بين ما هو مفيد، وما هو غير مفيد ثم مسألة أخري أكد عليها وحيد حامد ألا نتشبث علي النقاش، ونحاول هل هو صواب أم هو خطأ؟. ولكن لانتحول إلي السمع والطاعة، ونقبل بما لايُقبل، ونأكل مالا نرضي به فهذا أولا مسئوليتنا قبل مسئولية أي أحد آخر.
ولفت حامد إلي انه أحد الناس الطامعين والطامحين.
وتذكر زمن الستينيات، وكيف أن المطابع في عهد، د.عبدالقادر حاتم - كانت تصدر كل ست ساعات كتابا، ولما كانت كل مسارح مصر مثيرة، ونشاهد مسرحيات من الأدب العالمي والأدب المحلي، فأنا عشقت وتعلمت المسرح من أ.ألفريد فرج، المرحوم ميخائيل رومان، سعد الدين وهبة، يوسف أدريس، نعمان عاشور، لولا هؤلاء أساسيا لم يكن عندي ثقافة مسرحية.
وتساءل أين هذا؟!!
وأجاب: نحن نعيش في زمن غلق المسارح، بحسبة بسيطة جدا، دور العرض السينمائي التي تقلصت حيث كانت في يوم من الأيام 465 دار عرض تنتشر في انحاء مصر كلها تبث الفكر والثقافة أصبحت الآن السينما رجسا من عمل الشيطان، والمسرح خطيئة والكتاب الحر الذي نقرأ فيه خروج، ولقد فوجئنا نحن المثقفين أن البعض ذهب إلي القضاء يطالب بمصادرة ألف ليلة وليلة، ومطاردة المؤلفين، وكأنهم مرتكبو جرائم، بينما الأرهابيون الظلاميون أخذوا افراج، وطلعوا لكي يعيدوا الكرة ويحولوا حياتنا إلي جحيم.
وطالب وحيد حامد الشعب المصري كله، أن ينتبه، وأن يفكر، ان ينهض ، وان يقول لا قولا وفعلا مرة واحدة.
إلا.. هذه الثقافة
وتحدثت الكاتبة الصحفية الكبيرة نعم الباز التي قالت أنها تشعر بمأزق بعد حديث المتكلم الأكبر سيد ياسين الذي »سيس الثقافة وثقف السياسة« ووحيد حامد ملك الكلام وأيضا تحويل الفكر إلي صور وشخوص والدكتور صابر عرب الذي وصفته بالثقافة وزيرا.
وأضافت: أن مصر قادمة لا محالة، مستحيل أن لا تأتي.
وتحدثت عن ثقافة الأميين وهو المحور الذي اتخذت منه رؤيتها قائلة: لقد جربنا القراءة التي دفعتنا لتجربة الابتكار وأن نعرف أكثر ثم نبدع، إلا أن الابداع والثقافة عند المصريين قديم قدم المصريين وأشارت في هذا السياق إلي أن رؤساء التحرير الصحف والمجلات المصرية يبذلون جهدا لاختيار كلام الماتشيتات من أجل القاريء المصري، الذي لا يقبل كلمة لا تخاطب وجدانه.
وضربت مثلا فقالت: وحكت كيف واجهت أخبار اليوم مأزقاً منذ أربعين عاماً، حين غرقت العبارة النيلية »دندرة« لصعوبة اختيار الكلام المناسب لإعلان ذلك الخبر للمواطن المصري.
وأضافت هناك أيضا برديات تحتوي عبارات ثقافية، كما أن الفلاح المصري القديم كان يناجي الزرع حتي ينمو ويكبر، وكان يتذوق الطين كي يحدد إن كان يصلح لزراعة القمح أم الذرة أم القطن أو غيرها، فإذا كان مالحا يزرع أرزاً، وإن كان لاذعا يزرع قطنا.. وهكذا. وهناك في القرية من يقرأ الجريدة لآخرين لا يقلون ثقافة عمن يقرأ.
وسردت تتبعها لثقافة الأميين عبر دول العالم، ففي إحدي قري الصين حيث لا يجيد الفلاح القراءة، عندما كانت البرودة أحيانا تصل إلي حد التجمد، حين مرت علي حدائق البرتقال وجدت الفروع ملفوفة بالقش، وحين سألت المرافق الذي كان يعرف العربية، وهناك من يتعلم العربية يختار لنفسه اسم أديب، وكان اسمه نجيب، قال أن القش يدفيء فروع البرتقال فيحمي أزهارها من التساقط بسبب البرد، وفي مصر يتم إسقاط ثمار الخوخ الخضراء علي الأرض للحصول علي الدفء لمساعدتها علي سرعة النضج، وهو شيء لا يمكن تفسيره علميا إلا أن أساتذة الزراعة يستفيدون من الفلاحين بتلك الخبرات، وأنها في إحدي المرات كانت في زيارة قرية مصرية فوجدت فجلا مزروعا بين صفوف القطن، وأجابتها إحدي الفلاحات أن السبب كان ارتفاع نسبة الرطوبة في الأرض والفجل يمتصها، وأنها باعت هذا الفجل بثلاثمائة جنيها، كان ذلك منذ عشرين عاما، وفي إحدي المرات سألها الفلاحين عن نوع الطعام الذي يتناوله طه حسين، فلما استفسرت عن سبب السؤال، عرفت أنهم يرغبون معرفة نوع الطعام الذي يجعل العقل يشعشع علي حد تعبيرهم، وفي جبل فوجي باليابان وجدتهم يجمعون الثلج في ترامس لاكتشافهم قدرته علي علاج الرمد. ودعت الكاتبة الكبيرة إلي الاهتمام بثقافة الأميين، والمزيد من الدراسات التي تهتم بؤلاء المصريين.
لقطات
نظراً لسفر الكاتب الكبير الأستاذ جمال الغيطاني خارج مصر، لم يستطع حضور الاحتفالية لكنه أبلغ رئيس التحرير تحياته وعرفانه لكل المشاركين، وقد شارك في الاحتفالية الزميل مصطفي عبدالله رئيس التحرير السابق.نظراً لسفر الكاتب الكبير الأستاذ جمال الغيطاني خارج مصر، لم يستطع حضور الاحتفالية لكنه أبلغ رئيس التحرير تحياته وعرفانه لكل المشاركين، وقد شارك في الاحتفالية الزميل مصطفي عبدالله رئيس التحرير السابق.
الكاتب الكبير نبيل زكي حرص علي الحضور رغم اغراءات المشهد السياسي، وقد حضر الأمسية منذ بدايتها وأعرب عن سعادته بهذا الاهتمام بالثقافة والإبداع متميناً المزيد من الحرية والأزدهار.
الناشط السياسي حسن دياب آثر الثقافة علي السياسة وترك كل شيء لحضور الاحتفال بالابداع والمبدعين فهم في نظره الأطول عمراً والأبقي أثراً.
تزامنت ليلة الاحتفالية مع العزاء الذي أقامته عائلة الفنان الكبير مصطفي حسين في مسجد الحامدية الشاذلية لوفاة شقيقته، الأمر الذي حال دون حضور بعض من الاعلاميين والمثقفين من أصدقاء مصطفي حسين.. أحسن الله عزاءكم أستاذ مصطفي.
حضر باقة من النقاد وأساتذة الجامعات الأمسية التي قالوا ان موضوعها يهم كل المجتمع، منهم: د.يسري العزب، د.أحمد سخسوخ، د.مدحت الجيار ود. حسين حمودة، د.شريف الجيار إلي جانب ثلة من الأدباء والشعراء والكتاب وقراء أخبار الأدب الذين جاءوا خصيصاً للتلقي والتذوق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.