مأساة إنسانية مروعة تلك التي شهدتها منطقة كرداسة أثارت شجون الكثيرين الذين تعاطفوا مع هذا المشهد شديد القسوة ومع الزوجة والأبناء الذين كان الزوج سببا فى تدمير حياة الأسرة وترك وصمة عار بجبينها.. بهدوء جلس الطباخ سليمان بجوار زوجته الحسناء.. ظل يعرب لها عن أشواقه ومدى احتياجه إليها.. بهدوء أيضاً أقنعها بالخروج معه الى احدى الأماكن للتنزه وذهب بها الى منطقة نائية ليرتكب فعلته الشنعاء. لم يفقد الطباخ هدوءه حتى وهو يخرج السكين من طيات ملابسه ليجهز على زوجته بل إنه عندما رأى الدماء تتناثر هنا وهناك وتغطى المنطقة ابتسم ابتسامة باهتة وانقض عليها ليفصل رأسها عن جسدها. عقب ذلك ذهب الى المنزل وقام بتغيير ملابسه وبعد أن احتسى كوباً من الشاى ذهب ليخلد الى النوم وكأنه لم يفعل شيئاً. بدأ المتهم اعترافاته قائلا: الحكاية بدأت منذ 7 سنوات تقريبا.. وقتها كنت مجندا فى القوات المسلحة، وربطتنى علاقة حب بفتاة تدعى «سعده» وتعاهدنا على الزواج.. بعد أن أنهيت فترة تجنيدى، تقدمت لوالدها طالبا يدها لكنه رفض بحجة أننى فقير ولن أستطيع الإنفاق عليها.. ومع إصرارها على الزواج منى وإلحاح والدتها، وافق مضطرا على الخطوبة واشترط أن أقدم لها شبكة بخمسة آلاف جنيه رغم علمه أننى لا أملك هذا المبلغ.. وقبل أن أفقد الأمل فوجئت بها تعطينى سلسلة ذهبية كى أبيعها وأشترى الشبكة، وأعطتنى والدتها مبلغا آخر وقدمت الشبكة المطلوبة ورغم ذلك جدد والدها الرفض.. أقنعتها بالهرب معى والزواج بعيدا عن والدها، ولكنها أكدت لى أنها ستقنع والدها بالارتباط منى وبالفعل صدقت قولها وأقنعته وتزوجنا فى شقة ضيقة ولكن دخل الشك إلى قلبى لجمالها ولكثرة نظرات الناس اليها وساورتنى الشكوك ولم أقدر ما فعلته من أجلى منذ قصه حبنا وكأنى أصبت بالعمى فى كل أفعالى وتصرفاتى. ويتابع كلامه: منذ زواجنا والشكوك تساورنى.. كانت جميلة يتمناها كل أبناء الحى كنت أشعر أن نظرات الجميع تكاد تخترق جسدها وبدأ خياله يذهب بعيداً.. لابد وأنها عرفت طريق الخيانة.. لابد وأنها نسيت ما تعاهدنا عليه. كادت الأفكار تفتك به وقرر أن يواجهها بما يدور بعقله.. جاءت إجابتها بأنها تحبه وأنها لم تعرف إلى الخيانة طريقاً يوما ما، وأن كل آمالها فى الحياة سعادته وتربية طفليهما. بدأت مشاعر الزوج تتبلد, أصبح لا يعبأ بما يقوله الآخرون عن زوجته.. حتى الهمسات التى كادت تخترق جسده كالسهام استقبلها ببرود شديد ولكن كرات اللهب لديه كانت تتبلور تحت الثلج فقرر أن يقتل زوجته وهو يتحلى بنفس الهدوء رغم اعترافها بحبه إلا أنه قد أصيب بحالة من الوسوسة وفقد السيطرة على مشاعر القتل. ففى إحدى الليالى استقبلته زوجته بعد عودته من العمل وبعد أن ارتمت بين أحضانه قام بإيهامها بالخروج للتنزه بمفردهما وأجبرها على ترك طفليها بالمنزل بحجة الاستمتاع بوقتهما بالنزهة على أكمل وجه فوافقت الزوجة ولم تكن تعلم بما يكنه لها وقام باستدراجها إلى منطقة نائية بكفر طهرمس وانقض عليها كما يفعل الذئب بفريسته ضاربا بكل توسلاتها لرحمتها وعدم الاستماع الى شكوكه عرض الحائط وبتنفيذ جريمته البشعة ليترك العار يلاحق أبناءه بعد قتل أمهما ليواجها ظروف الحياة ومتاعبها ببصمة عار فى جباههما تشد بهما الى القاع كلما حاولا النهوض. وكان اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تلقى إخطارا بالعثور على جثة لسيدة بالعقد الثالث من العمر مقتولة، وملقاة بطريق كفر طهرمس، حيث تبين من معاينة اللواء جرير مصطفي مدير المباحث الجنائية أن المجنى عليها بها عدة طعنات نافذة بالبطن، والصدر، وجرح ذبحى بالرقبة، وتم نقلها إلي مشرحة المستشفى. ومن خلال التحريات التى أشرف عليها اللواء مصطفى عصام رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة تم تحديد هوية المجني عليها، وتعرفت شقيقتها على جثتها، وباستجوابها قررت وجود خلافات بين المجنى عليها، وزوجها سليمان صلاح الدين، تبين أنه وراء ارتكاب الواقعة، ومن خلال عدد من الأكمنة تمكن المقدم عطية نجم الدين رئيس مباحث كرداسة من القبض عليه، وتبين أنه يعمل طباخا، وقرر أمام العميد حسام فوزى رئيس مباحث قطاع أكتوبر أنه شك فى سلوك المجني عليها، ووجود علاقات لها مع رجال آخرين، ويوم الحادث قام باستدراجها بعد ان طلب منها الذهاب معه للتنزه خارج المنزل، ثم قام بقتلها بعدة طعنات بسكين كان يحمله بين طيات ملابسه وفر هاربا. أثبتت تحريات رجال المباحث أن الزوج رضخ لشكوكه وقتل زوجته رغم حسن سلوكها وأن الزوجة لم تكن لها أية علاقة بشخص غريب.