يتحدثون عن البرنامج الانتخابى للمرشحين عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى.. فى الوضع المصرى الحالى الذى تمر به البلاد بعد سقوط جماعة الإخوان التى اعتلت سدة الحكم إثنى عشر شهراً، وارتكبت من الجرائم الكثير ولا تزال حتى كتابة هذه السطور، وقامت ثورة الشعب المصرى العظيم فى 30 يونية وانتصر لها وزير الدفاع حينذاك المشير السيسى ثم تتحدثون بعد ذلك عن برنامج انتخابى!!!.. أى برنامج هذا فى ظل هذه الأوضاع العصيبة التى تمر بها البلاد والتى مازالت فى حالة حرب شعواء ضد الإرهاب وأدواته. البرنامج الانتخابى للمرشحين الإثنين لابد أن يكون بالتالى معلوماً للجميع والشعب المصرى بأكمله يعرف تمام المعرفة، ولا يحتاج الى «الفذلكة» التى يتحدث عنها المغرضون وأصحاب الهوى والمصالح الخاصة الذين يحبون الجنازات ولطم الخدود فيها!!.. وهل هناك شىء أهم الآن من الملف الأمنى وإعادة بناء مؤسسات الدولة التى ضربها الإخوان. وتوفير الحياة الكريمة للمصريين الذين انتفضوا فى ثورتين من أجل ذلك؟! «السيسى» و«حمدين» يدركان ذلك تماماً فلا يوجد أهم من القضايا الثلاث التى قلتها، ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن يحل شفرات هذه الملفات الثلاثة سوى المشير السيسى.. فالملف الأمنى الذى بدأه «السيسى» منذ وجود محمد مرسى على سدة الحكم، ودخوله فى حرب ضد الإخوان الذين فككوا مصالح وهيئات الدولة، ألا يعتبر هذا برنامجاً انتخابياً، الذى يقوم به «السيسى» منذ اعتلاء الإخوان سدة الحكم وحتى الآن فى هذا الملف يعتبر إنجازاً كبيراً ورائعاً للمصريين، وهل كان هناك أحد يقوى على فعل ذلك سوى «السيسى» الذى جاسر بحياته من أجل هذا الهدف؟! الملف الثانى هو إعادة بناء الدولة التى تم تفكيكها وإشاعة الفوضى والخراب بها،فلا توجد مؤسسة واحدة دون أن نرى فيها يد الإخوان الآثمة التى لعبت بها وفككتها وأحدثت بها شرخاً وانقساماً، وهذا هو الهدف الذى من أجله صعدت «الجماعة» الى الحكم، لتكون أداة تنفيذ للمخطط الصهيو أمريكى.. ألا يعد إعادة بناء الدولة ومؤسساتها برنامجاً انتخابياً، وهذا ما يريده المصريون الذين خرجوا بالملايين فى ثورة 30 يونية. الملف الثالث فى البرنامج الانتخابى هو الحياة الكريمة للمواطنين، فالمصريون على مدار عقود طويلة من الزمن يواجهون قسوة المعيشة ولا يستطيعون توفير لقمة العيش بسهولة ويسر، فالمرتبات ضئيلة والأسعار فى ارتفاع مستمر، والفواتير للخدمات تلهب الظهور، والمعيشة ضنك فى ضنك، والمفروض أن يكون أى مرشح رئاسى نصب عينيه قضية توفير الحياة الكريمة للناس، فالثورة فى أساسها قامت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. ولأن هذه العدالة مفقودة وبالتالى ساءت معيشة الناس، فلابد أن يكون هذا العنصر الثالث هو هدف أى مسئول يتولى شئون البلاد، خاصة أن عدالة توزيع الدخول مفقودة، ويأتى من وراء هذه القضية قضايا أخرى فرعية تشمل البطالة والغلاء وعدم توفير فرص عمل وهكذا.. ولا أعتقد أن هناك أحداً يمكن أن يتصدى لذلك سوى المشير السيسى الذى قاد بالانتصار للإرادة الشعبية أكبر إنجاز تاريخى لمصر هو خلع الإخوان من الحكم.. ولذلك أستغرب على الذين يقولون أين البرنامج الانتخابى؟!.. وهل هناك برنامج أهم من هذه القضايا الثلاث الملف الأمنى والاستقرار وبناء الدولة والحياة الكريمة للناس؟!