حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها وهي أننا عشنا في ظل فساد ديني وحزبي قرابة 30 عاما كان السبب الرئيسي والمباشر في قيام الشعب المصري بثورتين متتاليتين خلال أقل من 3 أعوام، الفساد الحزبي هو فساد الحزب الوطني الديمقراطي ورجاله والتابعين له الذين أقصوا كل القوي السياسية من الساحة ووضعوا هم وحدهم أيديهم علي كل مقدرات تلك الدولة.. نهبوا الأراضي والأموال والمشروعات فازدادوا ثراء وازداد الشعب فقرا وفي ظل كل ذلك وقف الرئيس المخلوع وقتها يتفرج يهب لذلك من أراضي الدولة آلاف الأفدنة ليبني مدنا علي أحدث طراز لرجالهم والآلاف من الشعب المصري يقطنون القبور والعشش ويسمح لذلك بنهب الملايين من مدخرات المصريين في البنوك وآلاف الشباب لا يجد ما يحقق به طموحاته وأحلامه وقضايا الاستيلاء علي أراضي الدولة ونواب القروض مازالت عالقة في أذهان الشعب المصري مهما مر الزمن وتوالت السنون فإن الفقر الذي يعيشه غالبية الشعب المصري حتي الطبقة المتوسطة منه لكافٍ أن يظل أبناء مصر لا ينسون لذلك الحزب ورجاله مرارة ما لاقوه علي أيديهم ولذلك فإن أي ذكر لهم أو ظهور أي شخصية منهم للعب أي دور علي الساحة لكفيل بإثارة هذا الشعب الذي وضعهم علي قائمة الفلول.. والفساد الثاني ظهر وقت سيطرة الحزب الوطني ولكنه اتخذ من الدين شعارا تحت مسمي «الإخوان المسلمون» الذين دخلوا للشعب من نقطة ضعف النظام الحاكم وقتها وهي الفقر واستطاعوا الوصول الي القري والنجوع وكونوا امبراطورية دينية استطاعوا بها منافسة الحزب الوطني قرابة الثلاثين عاما أيام حكم المخلوع، وصولا الي السلطة بعد ثورة يناير ليكتشف الشعب أنهم أكثر فسادا أو إفسادا من فلول الوطني فلم يتوان الشعب لحظة أن يثور ضدهم في 30 يونية ويضعهم علي قائمة الفلول لتظل الغالية مصر أسيرة فريقين لم يرحما أهلها فلول «الوطني والإخوان».. عندما حكم المعزول طالب البعض بالتصالح مع فلول الوطني طالما لم يتهموا في أي قضايا فساد وبعد الإطاحة بالمعزول تتوالي الدعوات الآن للتصالح مع الإخوان طالما لم تلوث أيديهم بالدماء ولم يشاركوا في أي عمليات إرهابية وإذا حضراتكم سألتم المواطن المصري عن رأيه في ذلك فسوف تراه شديد الغضب ضد التصالح مع هذا أو ذاك لأن الشعب المصري يا سادة «زهق وفاض به الكيل»، ولا يريد فلولا مرة أخري ولا يرغب أن تسمعوه أنه من الممكن عودة الحزب الوطني أو الإخوان للعب بنفس الأدوار علي الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المصرية.. الشعب المصري يا سادة يريد وجوها جديدة وفكرا جديدا وأحلاما وطموحات في بناء وطن أنهكه الفساد والإفساد باسم الحزب الوطني مرة والإخوان مرات.. وأعتقد أن الأزمات المتتالية الآن في الكهرباء والبنزين والأسعار لأكبر دليل علي أن هناك من فلول الوطني والإخوان داخل الحكومة وأجهزة الدولة مازالوا يلعبون ضد الوطن ويريدون أن يدخلوه في دوامة الثورات.. سيادة الرئيس القادم ثورة الجياع قادمة لا محالة طالما لم يتم تطهير البلاد من هؤلاء الفلول الذين مازالوا قابضين علي مقدرات الدولة وأجهزتها فالفساد في المحليات وصل الي أعلي درجات «البجاحة» ويتم «عيني عينك» جهارا نهارا كان يعلمه المخلوع ولم يتصرف ضده وتصالح معه المعزول من أجل تمكين أهله وعشيرته إذن فنحن في حاجة ملحة الي ثورة تطهير ضد فساد المحليات وأجهزة الدولة لأنها السبب الرئيسي والمباشر في أزمات مصر فرؤساء الأحياء والمدن والموظفون في المراكز الحساسة في أجهزة الدولة والخدمية يعلمون كل كبيرة وصغيرة عن هموم هذا الوطن ولو صلحوا لصلحت البلاد وندرت الأزمات.. رئيس مصر القادم سيادتكم في مهمة صعبة جدا وحرب شرسة وضروس ليس ضد الطامعين في البلاد من الخارج ولكن ضد التابعين لهم بالداخل ومصر بحاجة لثورة تطهير ضد كل فاسد تحت أي مسمي.. مصر بحاجة الي أن تتنفس نسائم الحرية الحقة وأن تتحرر من الفساد والمفسدين الذين لا يرحمون آلام الشعب حتي يدخلوا مصر في نفق مظلم فتصبح منهكة داخليا ويكون من السهل الانقضاض عليها في أي وقت بسهولة.. سيادة الرئيس القادم حارب من يخرب في الدولة داخليا طهر الأجهزة الحكومية من فساد المخلوع والمعزول حتي تستطيع بناء الوطن علي نظافة وبغير ذلك لن تنهض مصر، لا ترحم الفاسدين وإلا فلن يرحمك الشعب المصري الذي ظل يحلم وينتظرك لتخلصه من فساد هؤلاء وأولئك. «همسة طائرة» تؤكد أنه لا تصالح مع من عاثوا في الوطن فسادا، مصر الجديدة بحاجة لوجوه وطنية تعمل من أجل رفعتها وعزتها وليس من أجل إنهاك وتجويع شعبها وتفتيتها لا وتقسيمها، سيادة الرئيس القادم عليك بثورة التطهير وإلا فثورة الجياع في انتظارك.