من المفترض أننا نقترب من استكمال «استرداد مصر».. واستئناف المسيرة كما ينبغي أن تكون.. إلا أن هناك أموراً تجرى على الساحة تجعلنا نمعن الفكر في النوايا وفى جدية الإجراءات التي نتخذها للمواجهة.. خاصة أن الكثير من تلك الأمور لا تخرج عن كونها من أعمال «الردة» و«العرقلة» و«التعويق» و«الإجرام» التي تقع تحت طائلة القانون..!! وفيما يلي سأحاول أن أورد بعض تلك الأمور المحيرة..!! الغريب أننا –وقد قطعنا شوطاً طويلاً في الطريق الذي رسمناه لأنفسنا– ما زال هناك إصرار على التطويل في مناقشة طبيعة «الثورة» في 25 يناير و30 يونية..!! وفى إطار السفسطة التي نستمع إليها كل يوم في بعض البرامج الفضائية حول ماهية كل من «الثورتين» نجد آراءً غريبة من حين إلى آخر.. فعلى سبيل المثال –وبالذات في الأسبوع الماضي في أحد البرامج– نجد شابًا يعبر عن «التيار السلفي» يقول إن الثورة الشعبية في 30 يونية ما هي إلا ثورة «مضادة»..!! ثورة 25 يناير وما تبعها من تآمر على الشعب والوطن بأكمله.. هي ثورة.. بينما ثورة 30 يونية التي خرج فيها 30 مليون مصري للمطالبة باستعادة مصر.. ووقف بيعها «مفروشة.. وغير مفروشة».. هي ثورة «مضادة»..!! مضادة لمن؟!! ذلك الشاب وأمثاله علينا واجب تثقيفهم وطنياً.. وتعريفهم على الحقائق الواقعة.. بعيداً عن أيديولوجيات بذاتها..!! على الشباب من كافة التوجهات أن يعي أن «مصر» هي الوطن الذي نعمل جميعاً من أجل نصرته..!! الثورة المصرية ليست ملكاً لأحد.. وإنما هي ملك للشعب كله.. ولا فضل لأحد بذاته في قيام الثورة أو توجيهها في مسيرة تصل بنا إلى بر الأمان والمستقبل الذي نصبوا إليه..!! كما أننا مازلنا نرى إصراراً على الحديث عن «المصالحة» و«المبادرات» لحساب من؟! ثم كيف؟! إن البداية تتمثل في خلاف جوهري هو أن «الطرف الآخر» لا يعترف «بالوطن مصر» ولذا فهو لا يتردد عن استخدام كل السبل من «إرهاب وقتل وتكفير وحرائق والتغرير بالشباب» للإطاحة بذلك الوطن؟!! يا سادة –يا من تدعون أن لكم أجنحة الملائكة- لا مكان لأي من كان.. الذي يحرق علم مصر.. ويرفع علم القاعدة.. وعلم حماس..!! لا مكان لأي من كان.. للذين يغتالون رجال الأمن المصريين.. وللذين يحرقون وينهبون ويدمرون..!! إن سلامة مصر واستردادها.. أغلى من كل هؤلاء.. أغلى من حياتهم.. وأغلي من أسرهم.. وأغلى من بقائهم على سطح الأرض.. وبالذات.. على أرض مصر..!! وفى خضم «السفسطة» التي تدور في الساحة –والتي لا تستهدف في واقعها سوى «التفرقة» و«العرقلة» و«تعويق» العمل الايجابي.. نجد –وبإلحاح– مقارنات ظالمة بين حكم مبارك وحكم مرسى أو بالأحرى حكم مكتب الإرشاد..!! فحكم مرسي ومكتب الإرشاد «استهدف «القضاء على مصر» و«تفكيكها» و«بيعها» و«إذلال» شعبها الأصيل..!! وبلغت الخسائر أكثر من المليارات التي تكلفناها في كل الحروب التي خاضتها مصر منذ 1948..!! أما فترة مبارك – فيما عدا السنوات العشر الأخيرة – فقد أسهمت في العديد من عمليات البناء.. وعلى الأقل حافظت على «الهوية المصرية»..!! فلماذا هذه الأيام تدور المناقشات حول دور «الفلول» و«الحزب الوطني» فيما نراه على الساحة من تحديات؟! لا تنسوا أن الجميع من يظهرون على الساحة اليوم.. هم من نتاج «عهد مبارك».. المواطن المصري الحقيقي.. والمواطن الفاسد.. كلاهما تربى في تلك الفترة.. والعيب في الأفراد وفى التربية وفى الجماعات والجمعيات..!! «المصري» التائب.. له في رقابنا ذات الحقوق والمزايا التي «للمصري البريء..!! إن «الفلول» لا تمثل «الثورة المضادة» التي هي في الواقع من نتاج «الأيديولوجيات» الهدامة و«العمالة» الممولة بالدولار..!! أيها السادة. ويا أبناء مصر من الشباب الذي ستؤول إليه كل المسئوليات مستقبلاً- أقول لكم قولة حق إن طريقنا اقترب بنا من نقطة «البداية» الحقيقية..!! ولكن.. لا تنسوا أننا – ونحن نقترب من تحقيق الأمل فإن الفترة الزمنية القصيرة المقبلة تلقى بأعباء ثقيلة على الرئيس الحالي المستشار الشامخ عدلي منصور.. وعلى الرئيس القادم المنتخب (وهو أحمس المصري الشهير بعبد الفتاح السيسى إن شاء الله).. وعلى كل –نعم كل– مصري ومصرية.. أعباء تتمثل في ضرورة إنجاز ما يأتي: 1- فرض الأمن والاستقرار. 2- تعميم الشفافية الكاملة في كافة نوعيات التعامل والمعاملات. 3- التوصل إلى «نقطة» البداية في الانطلاقة الاقتصادية المستهدفة. 4- تثقيف الشباب وتطوير تأهيله وتدريبه ليتولى مسئولية «العمل والإنتاج» ثم «إدارة شئون الدولة» عن علم وخبرة.. وليس من خلال الفهلوة.. والتمشى مع «شعارات» لا تشبع من جوع..!! وعلى الرغم من كل المحاولات التي يقوم بها البعض لغرس «التشاؤم» في نفوسنا.. فإننا على يقين بأن هذه المحاولات ستفشل.. ولن ينتصر – في النهاية سوى «مصر» و«أبناء مصر»..!! وستبدأ مصر –بإذن الله قريباً– الخطوة الأولى في بزوغ الأمة العربية –بكل إمكانياتها– كقوة سادسة في عالم المستقبل.. ورحم الله «أنور السادات» الذي كان ذلك حلماً من أحلامه..!!. وفى جميع الأحوال نحن –أبناء مصر الحقيقيين– نصر على إسراع الخطى في المسيرة التي يقودها «أحمس المصري» ونردد وبقوة هتافنا الأصيل: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا»!!