في مقالي الأحد الماضي سقط سهواً ما ذكرت من أن «دولة الإمارات العربية المتحدة» بقيادة آل نهيان وآل المكتوم في مقدمة الدول التي نكن لها كل احترام وتقدير وخالص الشكر على موقفها من ثورة 30 يونية.. الرسالة التي أبعث بها إليهم تتلخص في أن «الشيخ زايد» و«الإمارات» محفوران في قلوب المصريين.. ولا أنسى أن أشكر الكويت من صميم القلب وشكراً للأردن، أما بالنسبة ل «عمان» فإن الشكر لن يفي «السلطان قابوس» حقه، وفقك الله ووقى عمان شر المرتزقة وأنصار الإرهاب والجهل والردة. تعليقي على الوزارة الجاري تشكيلها - وقت كتابة هذا المقال - يمكن أن أوجزها فيما يأتي: 1 - مرحباً بالدكتور محمد البرادعى نائباً لرئيس الجمهورية للعلاقات الدولية.. نعم الاختيار وكنت أود أن يعين الدكتور كمال الجنزورى نائباً لرئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية.. توازن إيجابي بين مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء.. كفاءتان مصريتان يجب ألا نفرط فيهما. 2 - لا شك أن اختيار الدكتور حازم الببلاوى هو اختيار موفق للعديد من الأسباب ولكن كنت أود أن يأخذ الدكتور الببلاوى في حسبانه أن الوزارة التي يشكلها مطلوب منها إنجازات بذاتها أي أنها حكومة «إدارة أزمات» وبالتالي كان يمكن دمج العديد من الوزارات بالتوازي مع الاستعانة بعدد كبير من «نواب الوزراء» من الشباب الثوري المنتمى لمصر.. أي تدريب هؤلاء على تحمل المستقبل. كثر الجدل حول «الفترة الانتقالية» التي نمر بها حالياً التي تستهدف بناء «الجمهورية الرابعة» في مصر.. تعليقي: 1 - وضح تماماً أن ثورة 30 يونية قد انطلقت لتبنى دون تهديد أو وعيد أو استناد إلى مرتزقة وقوى خارجية ووضح تماماً أن قواتنا المسلحة بقيادة «أحمس المصري» تقصر مهمتها على حماية مطالب الشعب وحماية «الوطن المصري» أتوقع أن أرى خلال الأيام المقبلة تغيراً إيجابياً في مواقف كثيرة من دول الغرب بعد أن تكون قد استوعبت أن «الشعب المصري صادق» وأن «القوات المسلحة المصرية» لا تتدخل إلا لحماية مطالب الشعب وأن مصالح تلك الدولة لا يمكن أن تستند إلى «الإرهاب» وإلى من يبدلون جلدهم بين لحظة وأخرى. 2 - مع احترامي الكامل وموافقتي القلبية على ما طالب به الأزهر الشريف من قصر الفترة الانتقالية على ستة أشهر.. فإنني أريد الانتفاع من درس الماضي فنبتعد عن «الهرولة» نريد «دستوراً» مصرياً يوضع ليبقى ثم بناء مؤسسات الدولة ثم وضع نظام انتخابي حقيقي حر يجب أية محاولات للتزوير أو التشويه، قد يستغرق الأمر بضعة شهور أكثر.. ولكن.. نحن بصدد بناء «مصر المستقبل»، و«مصر الألفية الثانية». 3 - بالنسبة «للمصالحة الوطنية» أقول لأولى الأمر – وفى مقدمتهم مؤسسة الرئاسة - لا تستعجلوا الأمر فالمصالحة يلزمها بيئة نفتقدها حالياً ويلزمها نوايا غير متوافرة حالياً ويلزمها إجراءات معقدة بعيدة المنال حالياً، المطلوب حالياً عدم إقصاء كل من يرغب المساهمة في البناء.. كل من يرغب بصدق في إقامة الدولة المدنية الحديثة، وعلى من يهددون بالدماء - ثم يستنكرون العنف - عليهم أن يراجعوا أنفسهم وأيديولوجياتهم حتى لا يستبعدوا أنفسهم عن المشهد الوطني المصري، وأقولها صريحة لكم: إذا لم تعودوا إلى صوابكم فسينتهي بكم الأمر إلى «هجرة جماعية» إلى قطر وأفغانستان! وتوحشونا . أسلوبان في المخاطبة جعلاني أتذكر المثل القائل «الملافظ.. سعد» وأترك الحكم للقارئ: 1 - الخطاب الموجه من «أحمس المصري» ومن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة وآخرها خطاب الفريق أول السيسى للفيف من الضباط الأعزاء في مسرح نادي الجلاء (14 يوليو).. ما هذا الأسلوب الراقي؟.. ما هذا الحديث الصادق؟.. ما هذا الصدق الواضح؟.. ما هذا الابتعاد عن التهديد وفى يدكم القوة؟.. ما هذه البلاغة والوضوح في التعبير؟.. خطاب مصري.. نقى.. وواضح مملوء بالوطنية. 2 - خطب قيادات «الإخوة» ومن يوالونهم.. بذاءة لسان.. كذب وافتراء.. تهديد ووعيد.. مكابرة وعناد دون سند.. أهكذا كنتم تنوون حكم مصر؟.. لقد تعديتم كل الحدود ووصلتم إلى «خط أحمر» يبيح في مواجهتكم كل ما تتخيلون وما لا تتخيلون.. شرطة مصر والقوات المسلحة المصرية ليست مرتزقة أو ميليشيات أو مأجورين أجانب.. أقول لكم: «إياكم واللعب بالنار فلن تحرقوا إلا أنفسكم». وإذا ما انتقلنا إلى «المشهد الاقتصادي» فإنني أرى أننا في حاجة إلى الاستقرار والأمن والانضباط لأن الأوضاع الاقتصادية وما ينبثق عنها من أوضاع اجتماعية وحياتية لا يمكن أن تتحمل أكثر مما نحن فيه وفى هذا الصدد أقول: 1 - للشباب المصري صاحب ثورة 30 يونية مسئوليته في الوصول إلى هذا الاستقرار وحمايته، كما أن بعض رجال الفكر ممن كانوا ينتمون إلى «الإخوان» دورهم في هداية «الشباب المضلل» وأعنى الخرباوى والهلباوي وغيرهما. 2 - أقول للدكتور حازم الببلاوى إنني من أنصار الأخذ باقتراح طرحه المجلس القومي للشئون الاقتصادية والإنتاج (المجالس القومية المتخصصة) في نهاية مايو الماضي.. من أن نبدأ حالياً «بقبلة حياة» على مدى سنة مالية نمهد فيها للانطلاقة المستقبلية. وفى ختام المقال لابد لي من توجيه رسائل قصيرة تعبر عن مشاعر حقيقية تكمن في قلوب «المنتمين إلى مصر الوطن»: 1 - اللواء أ.ح . أحمد وصفى.. حمداً لله على سلامتك يا «وحش الوحوش» وجنت على نفسها براقش. 2 - المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود.. ما هذا الشموخ يا زين الرجال وورد القضاء؟ 3 - الإعلامية لميس الحديدي.. ارتدت سهامهم إلى صدورهم درعك الواقية هي حبك لمصر ولشعب مصر. 4 - شخص أحترم وأحب زيه الرسمي.. كان له دور واضح في الحياد عن الطريق الصحيح بعد ثورة 25 يناير وكان له دور في كل «العوار» الذي حدث.. يحاول حالياً أن يلعب دوراً!! أقول له من منطلق حبي الشديد للمؤسسة الشامخة التي ينتمى إليها «تنح.. يا رجل» وتذكر أن «خير الخطائين هم التوابون». وأخيراً لم أملك إلا أن أسير خلف مسيرة للشعب المصري الأبي والحر.. ونحن نهتف: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا».