هبة الشعب المصري يوم 30 يونية ما هي إلا ترجمة عملية للآية الكريمة «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» ثم المقولة المأثورة «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». ولكن قبل الاستطراد في تقييم هذه «الهبة» لي عتاب على أطراف أحبها وأثق في «مصريتها» ثقة كاملة: 1 - الفريق أول السيسى ومن ورائه قواتنا المسلحة ضباطاً وصف ضباط وجنود خيرة أجناد الأرض.. أبطال النصر الوحيد الذي حققه العرب منذ 1948! عتابي على تصريحاته بأن «القوات المسلحة درع مصر» وأنها «لا تتدخل إلا لحماية الشعب ومصالح الوطن» ألا ترى يا سيادة الفريق أول أن الوقت قد أزف لأن يقوم أحمس بدوره.. قبل إفلاس مهد الحضارات سياسياً واقتصادياً ومؤسسياً وإقليمياً وعالمياً وعلى الأخص بعد «التهديدات الدموية» الفاضحة الأخيرة لجماعات الصندوق..؟!! 2 - أبناء مصر الأعزاء من مختلف أجهزة الشرطة.. وعلى اختلاف رتبهم.. أقول: أمامكم فرصة أخيرة ليس فقط للدفاع عن «الشعب الثائر» من أجل مستقبله.. وإنما أيضاً للدفاع عن «مصر الوطن». مطلوب منكم حماية الوطن مصر.. وشعب مصر.. وأنفسكم وأمامكم فرصة ثمينة.. فلا تضيعوها..!! هذا العتاب يمتد للأخ وزير الداخلية .. أقول له «عد إلى الحق وكن مصرياً أصيلاً لا يحنث «بيمين الولاء للوطن»!! مع الاعتراف بأن «أغلبية الشعب المصري» - نعم أغلبية كاسحة - تعبر في 30 يونية عن سخطها ورفضها للحكام الحاليين «شكلاً وموضوعاً» فإنه يحق لنا أن نتساءل عن أسباب هذا السخط والرفض: 1 - الكيفية التي استولى بها الإخوان ومواليهم على الثورة بعد نجاحها.. ثم التحول بها إلى مسيرة مخضبة بدماء الشهداء.. تستند إلى ميلشيات مسلحة دستورها.. «السمع والطاعة» مرتزقة مسلحين، حرق المحاكم.. وفتح السجون.. واقتحام مقار الشرطة!! واتبعتم هذا بكل ما قننتم من «إجراءات» للقضاء على مقومات الدولة الحديثة وكأنكم تتحولون بشعارات الاتحاد والنظام والعمل «إلى شعاراتكم الجديدة الفرقة، الفوضى، اللاعمل». 2 - أسلوب الإصرار على هدم المؤسسة القضائية بالتوازي مع «تشويه» المؤسسة التشريعية وابتكار أساليب خادعة للسيطرة الكاملة على مفاصل الدولة.. للتحول بمصر إلى مجرد «ولاية» تابعة لدولة الخلافة فرأينا «الصندوق الذي صنع في المقطم تحت إشراف «آن باترسون» ثم برنامج «الأخونة» بما في ذلك حركة المحافظين الأخيرة!! ثم وزارة الدكتور هشام قنديل التي حققت «أزهى» عصور مصر سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً والتي حققت «انجازات» رهيبة منها: مشكلات مع كل الدول الشقيقة وغير الشقيقة. ولابد أن أوضح هنا ان هذا «الوضع الحزين» الذي وصلنا إليه والذي بسببه قامت الدعوة الشعبية للتجمع في 30 يونية إنما يعود الفضل الأكبر فيه إلى السياسة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس أوباما في مساندة «الجماعات» بكل أطيافها.. ثم إلى السفيرة «آن باترسون» التي حققت إنجازات تعدت بكثير كل انجازات «دولة التتار» في أزهي عصورها. ونظراً «لضيق المجال» فإنني أتصور أن هناك عدداً من المشاهد لابد من حدوثها في الساحة المصرية وفوراً: 1 - الرئيس مرسى يعلن «العودة إلى المواطنة المصرية» متخلياً عن كابوس «الخلافة» وبناء دولة «الروبوت» (الإنسان الآلي) الذي يطبق عملياً مبدأ السمع والطاعة، ويبارك «مكتب الإرشاد» هذه التوبة ويعلن الانضمام إليها.. ولكم يا سادة في ثروت الخرباوى وكمال الهلباوي وغيرهما قدوة.. وحكمة غالية. 2 - تعلن الولاياتالمتحدة تغيير سفيرها في مصر وتعيين حكيم من أمثال «جيمي كارتر» أطال الله في عمره أو «ألفريد آثرتون» رحمه الله. 3 - صدور إعلان «دستوري» أو «ثوري» بوقف العمل بدستور «صنع في المقطم» ثم إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة وحديثة.. وديمقراطية بحق.. ابتدء بوضع دستور «للدولة المدنية الحديثة» وانتهاء بإعلان تشكيل «مجلس رئاسي».. وجمعية تأسيسية ووزارة خبرات وكفاءات.. وعودة القضاء إلى «المنصة» كل ذلك في إطار «توافق شعبي حقيقي» يلتزم به الجميع..!! وأخيراً أقول للذين يهددون «شباب مصر الأصيل» أقول لهم إن هذا الشباب لا يخاف.. ويتمسك بالمثل القائل «أنا الغريق.. فما خوفي من البلل»!! وفى الوقت ذاته فقد أثبتوا أنهم يؤمنون بمبدأ «لا يفل الحديد.. إلا الحديد»..!! ومن ثمَّ فعليكم أن تدركوا أن «البادئ أظلم» . يا أبناء مصر وبناتها.. إنكم تتجمعون يوم 30 يونية.. لتحقيق تصميم وطني.. وأمنية غالية.. وهى «العودة بمصر إلى مصر»!! وقولة حق: «إن مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا».