بداية أقول للشعب المصري بمسلميه ومسيحيية.. كل عام وأنتم بخير.. فجميعنا يحتفل بشهر رمضان الكريم. في مقالي السابق بعنوان «هنيئاً لمصر العودة إلى مصر» كنت أعنى أن «الشعب المصري» المنتمى لوطنه مصر قد استرد وطنه بعد أن نجحت المؤامرات محكمة التخطيط لما يقرب من عامين ونصف في استلاب مصر من كل ما تعنيه «الدولة الحديثة» «ذات حضارة 7000 عام» ومن الآمال التي قام من أجلها «الشعب» – الشعب فحسب بثورته في 25 يناير ممثلة في «العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية». وفى إطار الالتحاف بالدين وبالمرتزقة وبالمليشيات وبالمساندة الخارجية (وخاصة دولة عربية والولايات المتحدةالأمريكية) وجدنا البلاد تحكم بمنهاج «أفقروهم.. جوعوهم..جهلوهم .. فرقوهم.. أرهبوهم.. تركبوهم». ولكن هؤلاء تناسوا الآية الكريمة: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».. واستعاد الشعب بجمعيته العمومية التي عقدت في 30 يونية وطنه «مصر» وقامت الدنيا ولم تقعد ونسى الجميع أن مصر بأبنائها ستظل الكبيرة.. القوية.. النادرة.. الرائدة .. ولو هاجر منها الحاقدون. وفجأة سمعنا الفصيل الذي حاول الانفراد بحكم مصر – مع عدم انتمائه إلى الوطن المصري سمعناه يتحدث عن «الشرعية» فأي شرعية يعنى؟! شرعية الإقصاء؟ أم شرعية التكفير؟ أم شرعية هدم المؤسسات؟ أم شرعية التهديد ببحور الدم؟ أم شرعية التزوير المباشر وغير المباشر لكل من «الصندوق» و«الجمعية التأسيسية» و«الدستور» و«الأخونة» والتهديد والوعيد؟ أم شرعية الاستعانة بالمرتزقة الأجانب وبالإرهابيين من هنا ومن هناك؟! أي شرعية هذه التي تتحدثون عنها؟! أما عن الشرعية التي نعيشها حالياً فهي شرعية الشعب بأكمله كما بدا يوم 30 يونية والأيام التالية في القاهرة وفى كل المحافظات شرعية «الشعب» وليس شرعية الإقصاء.. شرعية «شعب مصر» وليس إرهاب المرتزقة والإرهابيين «شرعية مستمدة من أعماق الجذور المصرية» وليس شرعية من لا يعترفون بمصر ولا بحضارة مصر ولا بدورها في المشاركة في بناء التاريخ الحديث للبشرية. وقبل أن أنتقل إلى «العود الحميد لمصر» أقول للإخوة الذين حاولوا القضاء على «مصر» سياسياً واقتصادياً وإقليميا ودولياً.. على مدى فترة حكمهم «غير الشرعي» أقول لهم: 1- الشعب المصري قال قولته الحاسمة يوم 30 يونية . 2- وصل «أحمس» يوم 3 يولية ليبقى مستجيباً لمطالب شعب مصر 3- لا تمارسوا التهديد والوعيد فلن ينالكم إلا «الويل والثبور.. وعظائم الأمور». وبالمناسبة أقول لجميع من يعنيهم الأمر أنه لابد من التفرقة بين «الاحتجاجات السلمية» وبين «الاحتشادات المسلحة الإرهابية». وأود أن أذكر هنا بموقفين من التاريخ العالمي الحديث: 1- عندما قامت أحداث شغب ونهب وسلب في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة منذ سنوات قريبة لم تجد الإدارة الأمريكية غضاضة في إعلان الأحكام العرفية بالولاية واستخدمت أقصى درجات العنف بل والقسوة لإعادة الأمن والنظام. 2- في العام الماضي حدثت بعض الأحداث الجسيمة في شوارع لندن واستخدمت الشرطة البريطانية منتهى القسوة وإعادة النظام إلى الشوارع وعندما انتقد البعض رئيس الوزراء البريطاني على القسوة المستخدمة.. كانت عبارته الشهيرة التي تعنى أنه «إذا تعرض أمن بريطانيا للخطر فلا خطوط حمراء بالنسبة للتعامل مع ذلك الخطر». هل وعيتم الدرس يا من تتلاعبون بعقول الشباب ويا من تهددون «بالجهاد» أي جهاد تقصدون؟! احذروا «شباب مصر» واحذروا «القوات المسلحة المصرية» واحذروا «قوات الشرطة المصرية» لا تتعجلوا فإن يوم الحساب قادم لا محالة والحساب سوف يكون عسيراً. وبالنسبة لموقف «العالم الخارجي» من ثورة وشرعية استعادة مصر يوم 30 يونية وما أعقبها من وصول «أحمس» وعودة الشرطة إلى أحضان مصر .. يمكن أن أوجز تعليقاتي على الوجه التالي: 1- بدأت أخيراً الإدارة الأمريكية تدرك مدى «الإثم» الذي ارتكبته آن باترسون وبدأت التصريحات تعود تدريجياً إلى التاريخ غير المسبوق الذي بدأه ابن مصر الحبيب محمد أنور السادات – رحمه الله رحمة واسعة. 2- تحية من القلب لمواقف : فراو ميركل «ألمانيا»، فرنسا، الاتحاد الأوروبي، روسيا -والبقية تأتى. 3- من المؤكد أن الاتحاد الأفريقي قد غرر به وقريباً سيتذكر ما أسهمت به مصر في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي لتحرير شعوب القارة وهذه المرة لن تعود مصر إلى الاتحاد الأفريقي بل إن «الاتحاد الأفريقي سيعود إلى مصر» وعفواً يا أفريقيا فحبي لك ليس له حدود. 4- أملى بالنسبة «لقطر» أن يتفهم «أميرها الشاب الجديد» وبالتالي «حكومته الجديدة» أن قطر قامرت على «حصان خاسر وخائب وليس مضمون العواقب» لقد قدمت «مصر» لكم الكثير في الماضي البعيد وكذا في الماضي القريب. تذكروا دائماً أن مصر هي الرائد حتى ولو كانت لديكم دولارات بترولية بلا حدود فالمال زائل ولكن الشعوب – مثل الشعب المصري - هي الباقية. 5- وأقول شكراً «للسعودية» و«لخادم الحرمين» وحكومته. ولو أنني كنت أطمع في المزيد أو على الأقل تهذيب من تمولون ومن يستندون عليكم.. من هؤلاء.. أو.. أولئك. 6- وأقول للإمارات.. شكراً يا أبناء وأحفاد «الشيخ زايد» رحمه الله. سيبقى «زايد» وستبقى «الإمارات» منقوشين في قلب المصريين. 7- وشكراً للكويت.. وشكراً للأردن، أما بالنسبة «لعمان» فإن الشكر لن يفي «السلطان قابوس» حقه .. وفقك الله ووقى عمان شر المرتزقة وأنصار الإرهاب والجهل والردة.