بل محض ضرب من الجنون، لو كان حقا ما يزعمون هكذا نطق صارخا في وجهي مصري ابن المحروسة وهو يتابع صدام المتصارعين علي الامساك بأقداره والتحكم فيها. اصدق من وأكذب من ومن يقف الحق إلي صفه فيما يقول؟ اسمع هذا فأحس راحة الي كلماته وألتمس تجرداً وقربة الي الله فيما يقول، وأسمع ثانيا يشوه تجرد الاول ويلوث قربته الي الله ويصوره إرهابيا، واسمع ثالثا فيتمرد علي تجرد الاول ولا يعجبه تشويه الثاني، وأسمع رابعا فيسب الاول والثاني والثالث ويتهمهم جميعا بالعمالة.. وهكذا دواليك كما يقول مصري ابن المحروسة، حتي يجد نفسه في اليوم والليلة امام عشرين او ثلاثين متحدثا مستفيضا في الحديث منحازاً الي نفسه ومن يمثلهم . في حيرة من أمره اصبح مصري يعيش في انتظار يوم القيامة كما يصفه كثير من اهل المحروسة ترتعد أوصاله سائرا وقاعدا، وتتأرق حواسه نائما، قلت له ارحم نفسك وذويك من تهويل الفضائيات وعبث الفيسبوكات ولن ينال مصر سوء بإذن الله، وتذكر ان الفتن الكبري في تاريخ الاوطان مرت رغم مرارتها وقسوتها وخرجت منها الاوطان والشعوب كما يخرج الحديد من الفرن خاليا من الخبث جاهزاً للتشكيل طيعا للاستفادة منه، ولا يفزعنك تهديد هؤلاء ووعيد اولئك ولا يخدعنك تطويع البعض للدين او تدثر البعض بناعم الشعارات او تخفي بعض ثالث وراء زعامات تاريخية او تلبس ثوب الوعظ والحكمة لمحللي ومهرجي السابقين. كل اولئك الي انكشاف وتبقي مصر اخلد مما يمكرون.