فى أحد البرامج الفضائية استمعت إلى ابنة مصر الغالية.. الجميلة شكلاً وموضوعاً.. الإعلامية «فاطمة ناعوت» وهى تقارن بين «احتلال الإخوان» لمصر.. وبين الاحتلال الفرنسى ثم الاحتلال البريطانى للبلاد.. وكيف أن مصر استفادت من الاحتلال الفرنسى – علمياً وثقافياً ثم فرعونياً (حجر رشيد) – ثم استفادت من الاحتلال البريطانى حيث كانت مصر ثانى دولة فى العالم تستخدم السكك الحديدية..!! أما عن الإخوان فلم نر منهم سوى محاولات الهدم وإعادة مصر إلى عصور التخلف..!!. وأمكنت الفكر – استطراداً لفكر الحفيدة العزيزة فاطمة – فتوصلت إلى توصيف لإنجازات، أو بالأحرى «تخريبات» الإخوان- واتضحت الصورة على الوجه التالى: 1- لم يشترك الإخوان فى ثورة 25 يناير إلا بعد التأكد من نجاحها، وركبوا الموجة.. بل وركبوا الثورة كاملة انطلاقاً من أنهم كانوا يمثلون «التنظيم الكامل» الوحيد فى الساحة. 2- تحولوا بالثورة من سلميتها إلى بحار من الدماء وأهوال من الحرائق والنهب.. واستعانوا فى هذا بالشقيق «الأجنبى» الذى هاجم السجون وحرق المحاكم ونهب أقسام الشرطة..!! 3- وفى غفلة من الزمن.. وفى غفلة من المجلس الأعلى حينئذ.. تمكنوا من إجراء تعديلات دستورية أعطتهم فرصة العمر للوصول إلى كرسى الحكم.. وفى سابقة فريدة انفردت السلطتان التنفيذية والتشريعية فى وضع دستور للبلاد.. ويا له من دستور يجر مصر بشدة إلى الوراء.. إلى الجاهلية وعصور الظلام!! 4- ثم وصلوا إلى رئاسة الدولة من خلال «ديمقراطية» اقتصرت على «صندوق» استخدموه أسوأ استخدام.. وبدأوا سلسلة متصلة من إجراءات الاستحواذ على أحكام الدستور والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية التى تمثلت فى التحول «بمجلس استشارى» بحيث شارك فى انتخابه 7% فقط لا غير من الناخبين إلى «مجلس تشريعى وحيد» يذهب بنا بعيداً عن «الدولة المدنية الحديثة» بكل المعايير!! 5 - حتى السلطات والمؤسسات التى استعصت عليهم لجأوا إلى: - تلك الحرب التى يشنونها على الهيئة القضائية.. ولولا صلابة هذه الهيئة الشامخة لتحولت هى الأخرى إلى حلقة فى «مسلسل الأخونة» الهزلى..!!. - ثم تلك الحرب الشرسة التى يعلنونها على الإعلام.. ولكن هيهات.. فالإعلام له رجاله ونساؤه من أقوى العزائم.. وأشجع الشجعان!! - ثم الحرب التى يديرونها ضد الثقافة بمختلف فروعها وفنونها.. ولكن ثبت أن فنانى مصر أقوى بكثير من قدرات «جنرال الإخوان» المكلف بإدارة تلك الحرب والمدعو «وزير الثقافة»..!!. 6 - وحتى قواتنا المسلحة لم تسلم من المحاولات المؤسفة التى يديرها الإخوان بالتعاون مع أعوانهم فى «التنظيم الدولى».. ولكن ثبت حتى الآن أن قواتنا المسلحة الطاهرة قادرة على الهكسوس وأعوانهم..!! ووضح لكل أفراد الشعب المصرى – حتى لمن كانوا يثقون فى الإخوان فى فترة سابقة – أن الإخوان لا يهمهم أى شىء سوى الحكم المطلق للبلاد.. ولما كانوا يفتقرون إلى الخبرة والمعرفة والكفاءات والكوادر.. فإنهم يتبعون أسلوباً له ملامح واضحة أحددها فيما يلى: 1- الإبقاء على القلاقل فى الشارع المصرى حتى لو تطلب الأمر إدخال سيناريوهات متتابعة لموضوعات أساسية أو فرعية، فيظل الإحباط هو السائد..!!. 2- تطبيق نظام لم تره مصر من قبل «للقهر» متمثلاً فى القبض على الشباب المصرى.. وإخفاء عدد كبير من شباب الثورة.. ثم «التعذيب» والتفنن فى «إهدار الكرامة»!! 3- الاستعانة بمجموعات من خبراء المؤامرات فى الخفاء، والأكفاء فى الخروج على المصالح المصرية الوطنية.. وتمثل هؤلاء فى المتحدثين باسم «حكام الصندوق» ومن «يصدرون لهم التعليمات».. وفى عدد من الوزراء الذين وضح ضرورة إبعادهم.. وفى مقدمتهم وزير الإعلام.. ووزير الثقافة.. ووزير المجالس النيابية.. ووزير الداخلية.. ثم النائب العام..!! وفات الإخوان و«حكام الصندوق» أمور جوهرية هى: 1- أنتم تفتقدون أهم عنصر لحكم مصر وهو «المواطنة» أى أنكم لا تؤمنون «بمصر الوطن»!! 2- فاتكم أن مصر ليست غزة وليست أفغانستان وإنما هى «مصر» بشعبها وحضارتها.. وفى نهاية الأمر فإنكم سترحلون إما إلى غزة أو إلى أفغانستان.. أو إلى الصحراء لتحرروا الإمارة التى تحميكم وتحاول مستميتة أن «تشترى».. ماذا..؟ أتذكر المثل القائل: «اللى معاه قرش محيره.. يشترى حمام ويطيره»..!! 3- بالنسبة لمحاولاتكم الوقيعة بين جهاز الشرطة وبين الشعب.. أقول لكم إنه فى نهاية الأمر.. فإن الشرطة ليست «وزير الداخلية» وبعض أعوانه.. وإنما هناك ضباط وجنود.. هم من خيرة أبناء مصر.. وسنصل إلى وقت يقومون فيه بحماية أبناء مصر.. وليس التنكيل بهم!! 4- ولا تنسوا الوتد العميق والثابت.. الذى سيفى بيمين الولاء الذى يؤديه؛ جنوداً وضباطاً.. وأقصد قواتنا المسلحة..!! لن تفلحوا فى الوقيعة ما دام هناك «السيسى» و«صادق» و«وحش الوحوش» وغيرهم من القيادات وشباب الضباط والجنود.. وتذكروا ما حدث للهكسوس عندما تحرك «أحمس» فتحرك الهكسوس واستداروا وهرولوا إلى خارج مصر.. والرأى أن «أحمس» فى الطريق..!! 5- أنتم تتفننون فى الابتعاد عن المبادئ التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير: العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية..!! لقد وصلتم بنا إلى أوضاع مذلة – لكم وحدكم بإذن الله – إذ إننا - عندما يتحرك أحمس لإقرار الأمن والنظام - سيتحرك الشعب كله لمنح مصر ما تستحقه من عرق وجهد وقوة..!! ولا تنسوا جميعاً: مصر فوق الجميع.. وتحيا.. ولسوف تحيا!!