قطعت مصر شوطاً كبيرا تجاه أزمة السد الإثيوبى أو ما يطلق عليه سد النهضة، تفادت به أزمة فقر المياه التى حاقت بها وما سينتج عنها من أضرار وخيمة لأمة منهارة اقتصادياً. فبعد أن نجحت مصر عقب معركة دبلوماسية شاقة فى استصدار قرار أوروبى روسى صينى بوقف تمويل سد النهضة الإثيوبى، لم يبق سوى أن تعلن إثيوبيا عن وقف بناء السد واحترام الاتفاقيات الدولية بين البلدين وإنقاذ مصر من كارثة محتملة. واستطلعت بوابة الوفد آراء عدد من الخبراء فى مجال المياه، وأكد المستشار عبد العاطى الشافعى - أمين عام جمعية الصداقة بين مصر ودول حوض النيل – أن إيقاف التمويل الأوروبى لدولة إثيوبيا سيكون له الأثر القوى فى إيقاف عملية البناء، مشيراً إلى أن إثيوبيا لا تملك قدرات مالية محلية لإتمام بنائه وحدها. فيما أوضح الشافعى فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الخميس، أن بناء سد النهضة سيتكلف حوالى 9 مليارات دولار، وإثيوبيا كانت تستغل المعونات الأوروبية لمكافحة الفقر والعطش، لبناء سد يولد لها الكهرباء، مخترقة كل قواعد الاتفاقيات الدولية الثنائية، وكل القوانين التى تخص محددات الأنهار فى العالم. وأضاف الشافعى أن مصر ليست ضد تنمية إثيوبيا لكن بعيدا عن الإضرار بحقوق مصر فى مياه النيل، موضحاً أن تعنت إثيوبيا فى بناء السد سيضعها فى عزلة دولية لن تكون قادرة على الخروج منها. وقال أمين عام جمعية الصداقة بين مصر ودول حوض النيل أن سبب الأزمة الإثيوبية المصرية يكمن فى البعد الواضح بين مصر ودول حوض النيل، ويمكن عبور تلك الأزمة بعمل مشروعات مشتركة بين البلدين ومد التواصل الشعبى بين مصر ودول حوض النيل لمنع اندساس أى طرف يعمل على إحداث وقيعة بينهما. فيما أعرب د.سعيد اللاوندى - خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجى – عن أمله فى أن تعيد مصرعلاقاتها مع الدول الأفريقية وخاصة مع دول حوض النيل حتى لا تتكرر أزمة سد النهضة الإثيوبى التى أنتجها انقطاع العلاقات بين البلدين. وأضاف اللاوندى فى تصريحات خاصة "لبوابة الوفد" أن الأزمة الإثيوبية المصرية بسبب بناء سد النهضة تدخلت بها بعض الأطراف التى تكن العداء للمصريين مثل الكيان الصهيونى الذى أصر إلى النهاية على بناء السد، مشيراً إلى أن تذبذب العلاقات مع دول أفريقيا هو أحد عناصر المؤامرات الغربية، لافتا إلى أنه لولا إيقاف التمويل الخارجى لدخلت مصر فى أزمة جديدة فى مجال المياه. وأوضح خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجى أن مصر لا تعادى إثيوبيا ولا الدول الأفريقية، كما أن الأراضى المصرية تشهد حراكا شعبيا لإعادة التواصل مع الشعوب الأفريقية من أجل تخطى مثل تلك الأزمات فى المستقبل. وفى سياق متصل قال الدكتور مغاورى شحاتة - خبير المياه ورئيس جامعة المنوفية السابق – إن وقف بناء سد النهضة الإثيوبى يعد إنجازًا عظيمًا نتج عن تحرك وزارة الخارجية المصرية وعدد من الدول العربية، لمحاربة فقر المياه الذى يحيق بالأمة المصرية. وأضاف "شحاتة" فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الخميس، أن إثيوبيا حاربت طوال العام المنصرم لتنفيذ هذا المشروع لما له من نتائج اقتصادية مهمة من توليد الكهرباء وتوفير ملايين من مكعبات المياه، موضحاً أن بناء السد فى موقعه هذا سيدر بكميات كهرباء ضخمة فى موسم الفيضان، يتم تصديرها فيما بعد إلى رواندا وكينيا واليمن بمقابل مادى ضخم سيكون له الأثر الواضح على الاقتصاد الإثيوبي. فيما أعرب خبير المياه عن أمله فى إيقاف بناء السد نهائيا بعد قرار إيقاف التمويل من قبل الاتحاد الأوروبى وروسيا والصين وإيطاليا، مشيرا إلى أن وقف التمويل لا يعنى إيقاف بناء السد، موجهًا خطابه إلى الشعب الاثيوبى، قائلاً: "على إثيوبيا أن تلجأ إلى بدائل لتوليد الكهرباء وحلاً لأزماتها الاقتصادية بعيداً عن الإضرار بالأمة المصرية".