يعيش مئات المسعفين والسائقين فى حالة من التأهب القصوى داخل سيارات الإسعاف ذعراً وخوفاً على أرواح المصابين ويقدمون لهم الإسعافات الأولية لحين الوصول إلى المستشفى، ولكن عندما يلفظ المريض أنفاسه الأخيرة داخل السيارة تتسارع أصابع الاتهام لتشير إلى المسعفين دون النظر لما بذلوه من جهد لإنقاذ المريض. "بوابة الوفد" انتقلت إلى هيئة الإسعاف بالشرقية لكى تعيش لحظة مع المسعفين وترصد انفعالاتهم عند تلقى بلاغات الحوادث. "هيئه الإسعاف ليست طرفاً فى أى صراع سياسى ولا تنتمى لأى فصيل ولا تنحاز إلا للمواطن المصرى أياً كان لونه أو دينه أو انتماؤه" بهذه الكلمات بدأ الدكتور فكرى طنطاوى مدير هيئة إسعاف الشرقية حديثه حين التقينا به ردا على الاتهامات التى تعرضت لها هيئة الإسعاف فى الفترة الماضية. وقال الدكتور فكرى طنطاوى إن هناك حملات تشويه تشنها مجموعة من المواطنين على هيئة الإسعاف واشاعات هدفها بث الرعب لدى جموع المواطنين من سيارات الإسعاف، والتى منها "أن سيارات الإسعاف تحمل متفجرات"، وأنها تحمل أفراد شرطة خلال التظاهرات للقبض على اعضاء جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن ذلك لا أساس له من الصحة وأن هيئة الإسعاف تعمل من أجل إنقاذ المواطنين. وأشار طنطاوى إلى أن إسعاف الشرقية له دور بارز حيث كانت سيارة الإسعاف الأولى التى وصلت لنقل مصابى حادث انفجار مديرية أمن الدقهلية من إسعاف الشرقية، وأيضا فى حادث مذبحة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها 72 شخصا. وعن البلاغات التى تتلقاها غرفة تلقى البلاغات أوضح طنطاوى أن غرفة البلاغات تتلقى يومياً نحو 27 ألف اتصالاً، والسليم منها يبلغ 500 بلاغ فقط أما الأخرى بلاغات كاذبة، مضيفاً أن البلاغات غير الصحيحة يتم كشفها عن طريق ملء استمارة البلاغ وخلال ثوان نتعرف على صحة البلاغ من عدمه. وأضاف طنطاوى أن هيئة الإسعاف بالشرقية قوة سياراتها 147 سيارة من بينها 102 اسعاف طائر، وعدد 45 سيارة اسعاف "ميكروباص"، فضلاً عن 2000 سيارة خاصة بالمصانع يتم تجهيزها عن طريق الهيئة، موضحاً أن هذا العدد لا يكفى ولابد من وجود 30 سيارة أخرى بجانب تلك السيارات. وتابع طنطاوى خلال حديثه أن هناك خطة لربط السيارات ستُنفذ خلال شهر أو اثنين خاصية التتبع "GPS"، وذلك لربط السيارات بالهيئة لمعرفة مكان السيارة وسرعة وصولها للبلاغ من أجل الحفاظ على ارواح المواطنين، مشيراً إلى أن حياة الإنسان هى أولى أولويات الإسعاف. واستكمل مدير هيئة الإسعاف بالشرقية حديثه قائلاً: لا توجد بمدينة الزقازيق أماكن تصلُح لتمركز سيارات الإسعاف، وإلى الآن نعمل على إعادة تمركز السيارات داخل محافظة الشرقية بخطة جغرافية مدروسة. وعن قيام السيارات بنقل المرضى من مستشفى إلى آخر أشار طنطاوى إلى أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين المستشفيات وبعضها لكى يؤمن وجود مكان له بالمستشفى المنقول إليه حفاظاً على سلامة المرضى. وفى نهاية لقائه قال طنطاوى: هناك تعنت من بعض المواطنين اصحاب السيارات وسائقى الأجرة بالشرقية اثناء الاختناقات المرورية، مع سيارات الإسعاف، متمنيا أن يرجع الوضع كما مضى من قبل وأن يُقدر المواطنون فارق الوقت لإنقاذ أرواح المصابين .