أعدت شبكة (روسيا اليوم) الإخبارية تقريرا حول ما يشهده العراق فى الذكرى ال11 لما يسميه البعض ب "سقوط بغداد" أو "احتلال العراق" أو حتى "يوم التحرير" الموافق 9 إبريل 2003 وسقوط الرئيس الراحل "صدام حسين"، وخلصت فى النهاية إلى أن العراق ما زال يعيش فى دوامة العنف والدمار والقتل المستمر. ووفقا لبعض المحللين، فإن إسقاط صدام كان بداية خطة موضوعة لتغيير خريطة الشرق الأوسط السياسية واكتملت فيما بعد بما يعرف بأحداث الربيع العربى التى أدت إلى سقوط العديد من الزعماء العرب الذين استمروا فى حكم شعوبهم عشرات السنين كما هو الحال مع صدام حسين. وقالت الشبكة أن العراقيين عاشوا فى عهد "صدام" حياة قائمة على الحروب وعسكرة المجتمع والحصار والهجرة، فضلا عن أن تلك الحروب تسببت فى إنهاك العراق بشريا وماديا، لكن يبدو أن سقوط "صدام" والتغيير الذى حصل بعد عام 2003 لم يجلب للعراقيين ما كانوا يحلمون به. وتابعت الشبكة قائلة: عانت مدن العراق خلال الغزو من دمار شامل للبلاد أصاب البنى التحتية والاقتصاد، وانتشرت عمليات النهب والسرقة بسبب ليست فقط انعدام الأمن ولكن لسماح القوات الأمريكية بسرقة الوزارات والمنشآت الحكومية وعدم منع سرقة وتخريب الممتلكات وخاصة المتحف العراقى التاريخى الذى نهبت مقتنياته الشاهدة على حضارة العراق التى تعود إلى ما قبل التاريخ. ومضت الشبكة تقول: ظهر عقب سنوات الغزو الانقسام الطائفى الذى فاز فيه الشيعة بمعظم الوزارات السيادية إلى جانب رئاسة الحكومة، وحصل الأكراد على الحكم الذاتى بصلاحيات، وتسبب العنف الطائفى بهجرة مئات الآلاف إلى الدول المجاورة ودول غربية طلبا لحياة أفضل. وشهد عاما 2006 و2007 أعمال عنف طائفى بشكل مبالغ فيه وانحسرت فى عام 2009، إلا أن أزمة سوريا وتحول التظاهرات فى بعض المدن السورية إلى عنف طائفى كان له أثر كبير على عودة شبح الطائفية إلى العراق مجددا. رغم انسحاب آخر جندى أمريكى من العراق فى نهاية عام 2011، بسبب تصاعد العنف ودخول البلاد فى حرب معلنة مع الإرهاب فضلا عن تعثر الخدمات. عاش العراقيون عقودا طويلة بين هجرة إلى الخارج واعتقالات وإعدامات فى الداخل، واليوم يهاجر كثيرون نتيجة غياب الأمن وتعثر الخدمات، لكن ما يميز اليوم عن الأمس هو وجود أمل بالتغيير.