تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة لبدء العمليات العسكرية التي قادتها الولاياتالمتحدة عام 2003 وتدمير النظام المركزي الذي كان يقودة الرئيس الراحل صدام حسين. وبعد مرور هذه السنوات تباينت آراء الشارع العراقي حول ما تحقق على الأرض من منجزات كان العراقيون يتأملون حصولها بعد تغيير النظام السابق، فالبعض ورغم خيبة أمله من الأحداث التي شهدها العراق خلال السنوات الماضية، وعدم حصول أي تطور ملموس على مستوى المواطن، فيما حمل البعض الآخر القوى السياسية التي جاءت بعد التغيير مسؤولية ما يجري الآن في البلاد لفشلها في تقديم الخدمات للمواطنين.
من جهته يقر السياسي محمود عثمان بعدم قدرة الحكومات العراقية المتعاقبة التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق على تحقيق ولو جزء بسيط من متطلبات المواطن العراقي، ويبين عثمان :ان الولاياتالمتحدة فشلت هي الأخرى في تحويل العراق الى نموذج ديمقراطي يحتذى به في الشرق الأوسط كما كانت تتحدث قبيل شنها الحرب في 2003.
الى ذلك يرى أستاذ التاريخ السياسي عزام الشوكان ان القوات الامريكية تسببت ب'خسائر كبيرة' بعد غزو العراق من خلال سماحها لنهب وسرقة مؤسسات الدولة، معربا عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة أرادت بفتحها الحدود امام الجماعات المسلحة 'محاربة الارهاب' داخل الحدود العراقية حتى لا يهددوها في عقر دارها.
واضاف "الى الان لم تتمكن الحكومة من احصاء حجم الخسائر التي حلت بالعراق والمأساة كانت كبيرة جدا".
من جانب اخر وصف تجمع منظمات بغداد لحقوق الإنسان "ان الغزو كان مغامرة خطرة مكلفة غير محسوبة النتائج، وإن الغزو زاد من معاناة العراقيين دون مبرر"، مشيرا في بيان إلى أن "الكل كان يتطلع لتغيير النظام ولكن بأيد عراقية، وعندها المهمة كانت ستكون أسهل بكثير".
واضاف التجمع في بيانه "بعد الاحتلال الغاشم انطلق معه عنان التوترات السياسية والعرقية والطائفية التي تسببت بسنوات من العنف المدمر، يبدو أن العراق يخرج الآن من أسوأ أعمال العنف، وقدر التجمع عدد الأرامل والأيتام في العراق ب'نحو 7 ملايين شخص".
وأكد، في دراسة "أن نسبة الايتام بلغت 5 ملايين يتيم من سكان العراق البالغ عددهم 28 مليوناً، منذ احتلال العراق على يد قوات الولاياتالمتحدةالأمريكية في ربيع 2003 وحتى الآن، ما يمثّل خطراً يهدد المجتمع العراقي في السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة. وكانت دراسة أجرتها الأممالمتحدة ومراكز أبحاث أخرى أكدت أن عدد الأرامل في العراق قد (بلغ 3 ملايين امرأة)".
كما حذرت خمس منظمات دولية، في تقارير لها، من "ارتفاع نسبة جرائم الطفولة والتشرد والشذوذ وتفشي الأمراض النفسية في المجتمع العراقي في غضون السنوات المقبلة".
من جهتها أكدت هيئة علماء المسلمين بأن اختيار الطريق المناسب للخروج من النفق المظلم إنما هو عن طريق المقاومة والثورة فلم يعد أمام الشعب من حل سواهما، مذكّرة بدعوتها للشعب العراقي منذ بدء الإحتلال، ومنذ انطلاق عملياته السياسية الخائبة، أن (الاحتلال والعملية السياسية الجارية في ظله) سيقودونهم إلى الهاوية، وتحذيرها من أن يحسن العراقيون الظن بهما.
وقالت الهيئة في بيانها بمناسبة بدء الغزو الأمريكي للعراق وتظاهرات جمعة المعتقل العراقي: أن العراقيين خرجوا أمس الجمعة في تظاهرات حاشدة في يوم سموه يوم (المعتقل العراقي) حملت فيه الأمهات صور أبنائهن المعتقلين.. وخرجوا امس في تظاهرة بمناسبة الذكرى الثامنة للعدوان على العراق، في مدينة الموصل والأنبار ومناطق أخرى يستذكرون فيه اليوم الأسود الذي شرع فيه الأمريكيون بقيادة أكبر حملة في العصر الحديث للإبادة البشرية.