بعد غيابه عن الساحة الفنية لأكثر من سنوات عاد الفنان أشرف عبدالباقى إلى الساحة الفنية بمشروع جديد يقدمه منذ ثلاثة أشهر بعنوان «تياترو»، هذا المشروع يفتح الطريق أمام جيل كامل من الشباب، وليس ذلك فقط، بل إعادة رونق المسرح الخاص مرة أخرى بعد أن انطفأ وسط بحث المواطن عن لقمة العيش، فريق العمل فى التجربة سيضم مجموعة من الشباب يتحدثون عن تجربتهم. محمد أنور: الموضوع منذ البداية كان مغامرة من الأستاذ أشرف عبدالباقى، وشركة الإنتاج، فلم يكن أحد يتوقع أن يتم الاستعانة بمجموعة من الوجوه الشابة فى عمل ضخم مثل «تياترو مصر» خاصة أن مسرح القطاع الخاص متوقف منذ أكثر من 10 سنوات، وأصبح هناك فجوة بين الجمهور والمسرح، والأكثر من ذلك إعطاء هؤلاء الشباب مساحة كبيرة على الخشبة لإظهار موهبتهم فالفكرة نفسها كان يوجد عدد كبير من الناس ضدها. لذلك بذلنا أكثر ما فى وسعنا لتحقيق النجاح، والحمد لله كلنا سعداء بشكل كبير للفرصة التى منحها لنا الفنان أشرف عبدالباقى وما وصلنا إليه، خاصة أنه قبل بداية العروض كنا فى حالة خوف كبيرة جداً من هذه المغامرة، لكننا الآن أصبحنا نخاف أكثر لأنه يوجد جمهور ينتظر مشاهدتنا كل أسبوع ويريد رؤية الشخصية الجديدة التى سنقدمها، ففى البداية كان الجمهور يأتى لمشاهدة الأستاذ أشرف فقط ولكن الآن أصبح نحن أيضاً لدينا جمهور. وأضاف: عروضنا قائمة على الورشة والارتجال، لذلك أحاول تطوير نفسى فى تقديم شخصيات جديدة، لم أقدمها من قبل، والحمد لله رد فعل الجمهور جيد. أما بيشوى طارق فقال: الأمر بدأ معى منذ مجىء المخرج محمد الصغير إلى الجامعة لإخراج أحد العروض للكلية، وكنت أحد المسئولين عن الإعداد الموسيقى للعرض، وطلب منى حينها الاشتراك معه فى عروض «تياترو مصر»، وبعد ذلك أصبحت أقوم بالتمثيل فيها بجانب الإعداد الموسيقى، فالتجربة مشوقة جداً، خاصة أنى مازلت طالباً فى كلية الطب وأعمل مع أحد نجوم الكوميديا مثل أشرف عبدالباقى، فهو نجم بمعنى الكلمة يساعد كل من حوله ويكتشف مهارتنا وينميها. وعن خطوته القادمة نحو مستقبله، قال: مازلت لم أعرف ما الطريق الذى سأسلكه، سواء كان الطب أو الموسيقى أو التمثيل، خاصة أنى لا أعزف على آلة موسيقية، بل أقوم بعمل إعداد موسيقى للأفلام القصيرة والمسرحيات. ونحن نواجه مشاكل كثيرة فى تقديم الأفلام المستقلة، والتى لا تأخذ حقها فى مصر، وإذا سافرنا بتلك العروض إلى الخارج نستقبل الفاتحين. وقال مصطفى حمدى بسيط: علاقتى بالأستاذ «أشرف» بدأت منذ صغرى، حيث كنت أشاهد عروضه المسرحية عندما كنت أذهب مع والدى الذى تجمعه علاقة صداقة بالأستاذ «أشرف» بحكم عمله كصحفى فن، وعندما دخلت الجامعة التحقت بقسم المسرح بجامعة حلوان بسبب حبى لذلك المجال، فعملت فى عدد كبير من العروض المسرحية أثناء فترة الجامعة، وبعد التخرج، إلى أن انضممت إلى فريق «تياترو مصر». وأضاف: نحن أدوارنا تعتمد على ورشة الكتابة، ومن لا يوجد له دور فى المسرحية يقوم بعمل آخر مع فريق العمل مثل مساعدة الإخراج أو العمل مع زملائنا لتحسين الشخصيات التى تقدم لتخرج بصورة أفضل، ففى النهاية نحن فريق واحد فى كل شىء تحت قيادة الأستاذ أشرف عبدالباقى الذى يقدم لنا كل المساعدة الممكنة لنخرج فى أحسن صورة ويتعرف علينا الجمهور. بينما أعرب الفنان أشرف عبدالباقى عن سعادته لنجاح تجربته المسرحية، وقال: التجربة تراودنى منذ سنين طويلة لأقدم مسرح قائم على الضحك دون إسفاف، لتغير مفهوم المسرح الخاص الذى أصبح موجوداً فى أذهان عدد كبير من أبنائنا الذين لم يشاهدوا مسرحاً فى حياتهم إلا تلك العروض المكررة التى تعرض مع كل مناسبة فى التليفزيون. لذلك حرصت على اختيار ذلك الفريق بنفسى من مسارح الدولة والجامعات والثقافة الجماهيرية وسجلت أسماءهم عندى حتى قررت أخيراً الخروج بتلك العروض للنور، فعقدنا عدة ورش للكتابة وتقديم البروفات، لإعادة المسرح من جديد وأجد سعادة وسط هؤلاء الشباب الذين كانوا يحتاجون لمد يد العون لهم، وهذا هو دور الدولة التى يجب أن ترعى هؤلاء الشباب، مثلما كان يحدث قديماً مع فرق مسرح التليفزيون، فقامت نهضة حقيقية للفن.